منتدى الشربينى للبرمجيات واشهار المواقع والمنتديات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الشربينى للبرمجيات
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخولالتسجيل
صورة صاحب المنتدى محمدالشربينى 01062618079

 

 الخبر من النحو العربى وموقعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المديرمحمدالشربينى
مدير المنتدى محمدالشربينى
مدير المنتدى محمدالشربينى
المديرمحمدالشربينى


الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 2845
نقاط : 60997
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 13/04/1985
تاريخ التسجيل : 03/01/2010
العمر : 39
الموقع : www.mega4up.com

الخبر من النحو العربى وموقعة Empty
مُساهمةموضوع: الخبر من النحو العربى وموقعة   الخبر من النحو العربى وموقعة I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 13, 2010 12:45 am

عرفنا أن الجملة الاسمية تتكون من جزأين لتعطي دلالة تمكن السامع من القبول المنطقي بها ، وقد سمى النحاة الجزء الأول من هذه الجملة المبتدأ ، لأنه هو الجزء الذي يبدأ به المتكلم الجملة المطروحة ، ويسمى الجزء الثاني الخبر ، لأنه يخبر عن حال المبتدأ ، وبه تتم الفائدة .
وغالبا ما يكون الخبر اسما ، وهذا الاسم ينبغي أن يكون صفة مشتقة ، والصفات المشتقة هي " اسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، واسم التفضيل " نحو : محمد فاضل ، وعلي محبوب .
17 ـ ومنه قوله تعالى : ( الله مولاكم )1 .
وأنت حسن الوجه ، وأحمد أكرم من أخيه .
ومنه قوله تعالى : ( والله بما تعلمون بصير )2 .
وقوله تعالى : ( ربكم أعلم بما في نفوسكم ) 3 .
ومنه قول الشاعر :
وذاك أحزمهم رأيا إذا نبأ من الحوادث عادى الناس أو طرقا
أحكام الخبر :
للخبر أحكام تدل عليه ، وقد جمعها النحويون في سبعة أحكام نذكرها على النحو التالي :
1 ـ يجب فيه الرفع . والعامل في الخبر الرفع هو المبتدأ ، وليس الابتداء ، ولا بالمبتدأ والابتداء ، ولا بتبادل العمل بين المبتدأ والخبر كما يذكر الكوفيون .
ـــــــــــــ
1 ـ 150 آل عمران .
2 ـ 156 آل عمران . 3 ـ 25 الإسراء .

نحو : أنت كريم . فكريم خبر مرفوع وعامل الرفع فيه هو المبتدأ فقط .
ومنه قوله تعالى : ( والصلح خير )1 .
وقوله تعالى : ( وأنت على كل شيء شهيد )2 .
ومنه قول الفرزدق :
هو المُبتنِي بالسيف والمال ما غلا إذا قام في يوم الحَبان نخيلها
2 ـ الأصل فيه أن يكون نكرة مشتقة كما ذكرنا سابقا .
نحو : محمد فاضل .
ومنه قوله تعالى ( والله على كل شيء قدير )3 .
ومنه قول الفرزدق :
جبلي أعز إذا الحروب تكشفت مما بنى لك والداك وأفضل
وقوله أيضا :
الضاربون إذا الكتيبة أحجمت والنازلون غداة كل نزال
وقد يأتي الخبر جامدا غير مؤول بالمشتق . نحو : هذه شجرة .
وهذا كرسي . وذاك حجر .
والخبر الجامد لا يرفع الضمير المستتر لأنه فارغ منه ، ولا الضمير البارز ، ولا الاسم الظاهر الواقع بعده ، وكذلك الخبر الذي لم يكن وصفا مشتقا كما
أوضحنا سابقا ، أو كان مشتقا وغير وصف كأسماء الزمان ، أو المكان .
نحو : السفر مطلع الفجر . مكة مهبط الوحي .
ومنه قول الشاعر بلا نسبة :
ترتع ما رتعتْ حتى إذا ادَّكرتْ فإنما هي إقبال وإدبار
فالشاهد قوله " إقبال ، وإدبار ، وهما كلمتان مشتقتان وقع كل منهما خبرا ، غير
ـــــــــــــ
1 ـ 138 النساء . 2 ـ 117 المائدة .
3 ـ 120 المائدة .

أنهما ليسا من الصفات المشتقة التي تعمل عمل فعلها ، وإنما هما اسما مكان لذلك لم يعملا في الضمير المستتر فيهما .
وقد يأتي جامدا مؤولا بالمشتق .
نحو : القائد أسد . أي شجاع .
ومحمد فلسطيني . أي منتسب إلى فلسطين .
3 ـ أن يكون مطابقا للمبتدأ في إفراده وتثنيته وجمعه .
نحو : الطالب متفوق . الطالبان متفوقان . الطلاب متفوقون .
18 ـ ومنه قوله تعالى : ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) 1 .
ومنه قوله تعالى : ( أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) 2 .
وتذكيره وتأنيثه .
ونحو : الولد مؤدب . والفتاة مؤدبة .
ومنه قوله تعالى : ( تلك الجنة أزلفت للمتقين )3 .
4 ـ جواز حذفه إن دل عليه دليل ، وسنذكر ذلك بالتفصيل في موضعه .
5 ـ وجوب حذفه ، وسنذكره في موضعه أيضا .
6 ـ جواز تعدده ، والمبتدأ واحد .
نحو : محمد ذكي فطن .
ونحو : أحمد شاعر خطيب كاتب .
19 ـ ومنه قوله تعالى : ( هو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد )4.
وقوله تعالى : ( كلا إنها لظى نزاعة للشوى ) 5 .
وقوله تعالى : ( والله عزيز ذو انتقام )6 .
ــــــــــــــ
1 ـ 2 البقرة . 2 ـ 82 البقرة .
3 ـ 13 التكوير . 4 ـ 14 البروج .
5 ـ 15 ، 16 المعارج . 6 ـ 95 المائدة .

وقوله تعالى : ( هو الله الخالق البارئ المصور )1 .
ومنه قول زهير :
وصاحبي وردة نهد مراكلها جرداء لا فَحَج فيها ولا صكك
7 ـ الأصل فيه التقديم على المبتدأ ، ولكن قد يتقدم عليه جوازا ، أو وجوبا ، وسنفصل القول في موضعه .

أنواع الخبر :
ينقسم الخبر إلى ثلاثة أنواع هي :
أولا ـ الخبر المفرد . وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة ، وإنما يكون كلمة واحدة سواء دلت على واحد ، أو اثنان ، أو جمع . بمعنى أن يكون الخبر مطابقا للمبتدأ في التذكير والتأنيث ، والإفراد والتثنية والجمع ، كما بينا سابقا في أحكام الخبر .
نحو : القمر منير . والطالبة مؤدبة .
فيلاحظ من المثال الأول أن المبتدأ مفرد مذكر ، وكذلك الخبر جاء مفردا مذكرا أيضا . نحو قوله تعالى : ( كل شيء هالك ) 2 .
5 ـ ومنه قول لبيد :
وهم ربيع للمجاور فيهم والمرملات إذا تطاول عامها
وهم : مبتدأ مفرد مذكر . وربيع : خبر مفرد مذكر .
وفي المثال الثاني جاء كلاهما مفردا مؤنثا .
ومنه قوله تعالى : ( تلك آيات القرآن ) 3 .
ومنه قوله تعالى ( والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ) 4 .
ونحو : محمد قادم . واللاعبان ماهران . والمعلمون مخلصون .
ــــــــــــ
1 ـ 24 الحشر . 2 ـ 88 القصص .
3 ـ 1 النمل . 4 ـ 3 النور .

ونلاحظ من الأمثلة الثلاثة السابقة التطابق بين المبتدأ والخبر من حيث الإفراد كما في المثال الأول ، والتثنية كما في المثال الثاني ، والجمع كما في المثال الثالث .
نحو قوله تعالى : ( ولله المشرق والمغرب ) 1 .
وقوله تعالى : ( وهذا ذكر مبارك ) 2 .
6 ـ ومنه قول طرفة :
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاشٌ كرأس الحية المتوقد
أنا الرجل : مبتدأ وخبر مفرد .
ومع المثنى قوله تعالى : ( هذان خصمان ) 3 .
ومنه قول الفرزدق :
هما جبلا الله اللذان ذراهما مع النجم في أعلى السماء المُحَلِّق
ومثال الجمع قوله تعالى : ( وأولئك هم المفلحون ) 4 .
ومنه قول الفرزدق :
هم الأكرمون الأكثرون ولم يزل لهم مُنكِرُ النكراءِ للحق عارف
ويجب في الخبر المفرد المشتق أن يتحمل ضميرا مستترا وجوبا يعود على المبتدأ ليربط بينهما ارتباطا معنويا .
نحو : الشمس محجوبة ، والجو بارد ، والسماء ملبدة بالغيوم .
نجد أن كلا من الأخبار السابقة وهي : محجوبة ، وبارد ، وملبدة ، جاءت أخبارا مفردة ، وهي أوصاف مشتقة ، وكل منها اشتمل على ضمير مستتر يعود على المبتدأ ليربطه بالخبر ربطا معنويا إذ التقدير فيها : محجوبة هي ، وبارد هو ، وملبدة هي .
ــــــــــــــ
1 ـ 115 البقرة . 2 ـ 50 الأنبياء .
3 ـ 19 الحج . 4 ـ 104 آل عمران .

كما يعمل الخبر المشتق في الضمير البارز ، أو الاسم الظاهر بعده .
نحو : محمد مسافر هو إلى القاهرة .
ونحو : الوردة عطرة رائحتها . ووالدي رحيم قلبه .
فنجد أن الأخبار السابقة وهي على التوالي : مسافر ، وعطرة ، ورحيم ، بعضها رفع ضميرا بارزا كما في مسافر ، وبعضها رفع اسما ظاهرا كما في عطرة ، ورحيم .
ويرى النحاة أن الخبر المشتق إذا جرى على غير ما هو له ، وأمن اللبس جاز استتارة الضمير فيه كما يجوز إظهاره ، وهذا ما عبروا عنه بقولهم : الخبر الجاري على غير صاحبه .
الشاب الشيخ مساعده هو .
ونحو : الطفل الأم مرضعته هي .
فالشاب مبتدأ أول ، والشيخ مبتدأ ثان ، ومساعد خبر المبتدأ الثاني ، مع أن معنى هذا الخبر وهو المساعدة واقع على المبتدأ الأول ، لأن الشاب هو المساعد ، أي المنسوب له المساعد دون المبتدأ الثاني .
وإن لم يؤمن اللبس وجب إبراز الضمير ، وهو ما عبروا عنه بقولهم : إذا كان الوصف الواقع خبرا يصلح أن يكون جاريا على من هو له ، وعلى غير من هو له ، فيقع اللبس في المراد ، مع عدم توافر القرينة الدالة على أحدهما ، أي على المبتدأ الأول ، أو على المبتدأ الثاني ، وجب إبراز الضمير .
نحو : المعلم الطالب مكرمه .
فالمعلم مبتدأ أول ، والطالب مبتدأ ثان ، ومكرم خبر المبتدأ الثاني ، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
فإذا أردنا أن نحكم على الطالب بأنه مكرم المعلم ، فسيكون الخبر جاريا على من هو له ، وإذا أردنا الحكم على أن المعلم هو المكرم للطالب فسيكون الخبر جاريا على غير من هو له .
ولكوننا لم نستطع الحكم على أي المبتدأين يعود الخبر لعدم وجود القرينة الدالة على أحدهما ، وهذا ما يعرف بحالة اللبس ، وجب استثارة الضمير ، ليكون عدم ظهوره دليلا عودة الخبر المفرد على من هو له ، وهو المبتدأ الثاني ، أي أن يكون مكرم عائدا على الطالب .
أما إذا عاد الخبر المفرد على المبتدأ الأول ، أي على المعلم ، وهو جريانه على غير من هو له وجب إبراز الضمير فنقول : المعلم الطالب مكرمه هو .
فالضمير " هو " عائد على المعلم . لوجود اللبس ، وكذلك الحال إذا أمن اللبس .
نحو : طفل فاطمة مرضعته هي .
غير أن الكوفيين يجيزون الأمرين ، أي : إظهار الضمير وإخفائه إن أمن اللبس ،
نحو : المعلم عائشة مكرمها هو . بإبراز الضمير " هو " .
أو : المعلم عائشة مكرمها . بدون إظهار الضمير " هو " .
ويوجبون إظهاره عند اللبس فقط .
نحو : المعلم الطالب مكرمه هو .
وعند عدم اللبس لا يبرزونه
7 ـ كقول الشاعر بلا نسبة :
قومي ذرا المجد بانوها وقد علمت بكنه ذلك عدنان وقحطان
الشاهد فيه قوله " قومي ذرا المجد بانوها " حيث جاء بخبر المبتدأ مشتقا وهو قوله : " بانوها " ولم يبرز الضمير ، مع أن الخبر المشتق غير جار على من هو له في المعنى ، ولو أراد إبراز الضمير لقال : بانوها هم .
وعدم إبراز الضمير هنا عائد لعدم وجود اللبس .

ثانيا ـ الخبر الجملة :
يأتي خبر المبتدأ جملة ، إما اسمية ، وإما فعليه .
1 ـ الاسمية نحو : الثوب لونه ناصع ، والحديقة أشجارها خضراء .
فالثوب مبتدأ أول ، ولون مبتدأ ثان ، وهو مضاف ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه ، وناصع خبر المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ الثاني ، وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط الضمير المتصل بالمبتدأ الثاني ، أي الضمير المتصل بكلمة " لونه " ، وهو ضمير بارز .
20 ـ ومنه قوله تعالى : ( أولئك مأواهم جهنم )1 .
وقوله تعالى : ( وألوا الأرحام بعضهم أولى ببعض )2 .
وقوله تعالى : ( الله لا إله إلا هو )3 .
وقوله تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض )4 .
8 ـ ومنه قول عبيد بن الأبرص :
عيناك دمعهما سَروب كأن شأنيهما شَعِيب
عيناك : مبتدأ أول مرفوع بالألف ، دمعهما : مبتدأ ثان ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه ، وهو الرابط . سروب : خبر المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
ومنه قول زهير :
وجار البيت والرجل المنادي أمام الحي عَقدُهُما سواءُ
2 ـ الفعلية نحو : العمل الطيب يرفع قدر صاحبه .
والأطفال يلعبون في الحديقة .
ــــــــــــ
1 ـ 121 النساء . 2 ـ 75 الأنفال .
3 ـ 255 البقرة . 4 ـ 71 التوبة .

العمل مبتدأ ، والطيب صفة ، ويرفع فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، وقدر مفعول به ، وصاحبه مضاف إليه ، وصاحب مضاف والضمير المتصل بصاحبه في محل جر مضاف إليه ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ ، والرابط الضمير المستتر هو .
21 ـ ومنه قوله تعالى : ( أولئك ينالهم نصيب من الكتاب )1 .
وقوله تعالى : ( الله يبسط الرزق لمن يشاء )2 .
وقوله تعالى : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم )3 .
وقوله تعالى : ( كلتا الجنتين آتت أكلها )4 . 9 ـ
9 ـ ومنه قول لبيد :
إن يفزعوا تُلق المغافر عندهم والسن يلمع كالكواكب لامها
والسن : الواو للحال ، والسن مبتدأ . ويلمع فعل مضارع والجملة الفعلية في محل رفع خبر .
10 ـ ومنه قول عنترة :
والخيل تقتحم الغبار عوابسا من بين شيظمة وأجرد شيظم
الخيل : مبتدأ . تقتحم : فعل مضارع والجملة الفعلية في محل رفع خبر .

الرابط في الجملة الواقعة خبرا :
ولا بد في الجملة الواقعة خبرا أن تشتمل على رابط يربط بينها وبين المبتدأ الأول حتى يستساغ التعبير ، ولا يكون الكلام مفككا ، ويكون الرابط واحدا مما يأتي :
ــــــــــــ
1 ـ 37 الأعراف 2 ـ 26 الرعد .
3 ـ 78 النحل . 4 ـ 33 الكهف .

1 ـ الضمير :
وهو إما بارز كما في أمثلة الجملة الاسمية ، أو مستتر كما في أمثلة الجملة الفعلية التي سبق ذكرها ، وقد يكون مقدرا .
نحو : التمر الكيلة بدينار . والقمح الكيس بخمسين ريالا .
22 ـ ومنه قوله تعالى ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )1 .
والتقدير : هي مأواه .
التمر مبتدأ ، والكيلة مبتدأ ثان ، وبدينار جار ومجرور في محل رفع خبر المبتدأ الثاني ، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط هو الضمير المحذوف ، وتقديره : التمر الكيلة منه بدينار .
2 ـ قد يكون الرابط اسم إشارة .
نحو : عملك هذا مشرّف .
عملك مبتدأ أول ، ومضاف إليه ، هذا مبتدأ ثان ، ومشرف خبر المبتدأ الثاني ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، والرابط اسم الإشارة .
ومنه قوله تعالى : ( ولباس التقوى ذلك خير )2 . في قراءة الرفع للباس .
وقوله تعالى : ( والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار )3 .
3 ـ وقد يكون بإعادة المبتدأ بلفظه ومعناه بقصد التفخيم ، أو التهويل ، أو التحقير . نحو : الأمانة ما الأمانة . والإخلاص ما الإخلاص .
23ـ وبغرض التفخيم قوله تعالى : ( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ) 4 . ومنه بغرض التهويل قوله تعالى : ( القارعة ما القارعة )5 .
ــــــــــــ
1 ـ 29 النازعات . 2 ـ 26 الأعراف .
3 ـ 40 الأعراف . 4 ـ 8 الواقعة .
5 ـ 1 القارعة .

وقوله تعالى : ( الحاقة ما الحاقة )1 .
ونحو : الكاذب من الكاذب .
ومنه بغرض التحقير قوله تعالى : ( وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة ) 2 .
وقد تكون الإعادة بالمعنى فقط .
نحو : السيف ما المهند . والأسد ما الغضنفر .
4 ـ أو بإعادة المبتدأ بلفظ أعم منه .
نحو : الأمانة نعم العمل . والخيانة بئس الرذيلة .
فالعمل يعم الأمانة وغيرها ، فالأمانة داخلة في عموم العمل ، والعموم واضح من " أل " الدالة على الجنس .
ومنه قول ابن ميادة :
ألا ليت شعري هل إلى أم جحدر سبيل ؟ فأما الصبر عنها فلا صبر
الشاهد فيه قوله : " فأما الصبر فلا صبر " فالرابط بين جملة الخبر والمبتدأ قد يكون عموم الخبر بحيث يصدق على المبتدأ وغيره .
5 ـ أن يقع بعد جملة الخبر الخالية من الرابط جملة أخرى معطوفة عليها
بالواو ، أو بالفاء ، أو بثم ، مع اشتمال الجملة المعطوفة على ضمير يعود على المبتدأ الأول ، فيكتفى في الجملتين بالضمير الرابط الذي في الجملة الثانية .
فمثال الجملة المعطوفة بالواو : الأولاد بدأت الدراسة واستعدوا لها .
ونحو : العمال بدأ العمل وأنجزوه .
ومثال المعطوفة بالفاء : الطالب تهيأت أسباب الدراسة فأقبل بكل حماس .
ومثال المعطوفة بثم : الحفل بدأت التلاوة ثم توالت فقراته .
ــــــــــــ
1 ـ 1 الحاقة . 2 ـ 9 الواقعة .

6 ـ أن يقع بعد الجملة الواقعة خبرا ، والخالية من الرابط أداة شرط حذف جوابه لدلالة الخبر عليه ، وبقي فعل الشرط مشتملا على ضمير يعود على المبتدأ .
نحو : المدير يقف الطلاب إن حضر .
ونحو : المدرب يتهيأ اللاعبون متى يصل .
فإن كانت الجملة الواقعة خبرا هي نفس المبتدأ في المعنى فلا تحتاج إلى رابط ، لأنها ليست أجنبية عنه كي تحتاج إلى ما يربطها به .
نحو : هم رجال مجاهدون . ونحو : نطقي الله حسبي .
هم : ضمير الشأن في محل رفع مبتدأ أول ، ورجال مبتدأ ثان ، ومجاهدون خبر المبتدأ الثاني ، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، ولا حاجة إلى رابط ، لأن الجملة المنطوق بها هي عين المبتدأ الأول .
ومنه قوله تعالى : ( قل هو الله أحد )1 .
24 ـ وقوله تعالى : ( فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا )2 .
وبالإضافة إلى توافر شرط الرابط في الجملة الواقعة خبرا ، أجمع النحاة على توافر شرطين آخرين هما :
1 ـ ألاّ تكون الجملة ندائية . فلا يجوز أن نقول : خالد يا أكرم الناس .
على أن تكون جملة يا أكرم الناس خبرا عن خالد .
2 ـ ألاّ تكون الجملة الواقعة خبرا مبدوءة بأحد الأحرف التالية :
لكن ، وبل ، وحتى .
وأضاف تعلب شرطا رابعا ، هو : ألاّ تكون الجملة الخبرية جملة قسمية .
وأضاف ابن الأنباري شرطا خامسا ، هو : ألاّ تكون إنشائة .
والمجمع عليه عند جمهور النحويين صحة وقوع القسمية خبرا عن المبتدأ .
ـــــــــــ
1 ـ 1 الإخلاص . 2 ـ 97 الأنبياء .

نحو : علي والله إن زرته ليكرمنك .
كما أن الصحيح عندهم أيضا جواز وقوع الإنشائية خبرا للمبتدأ .
نحو : محمد أكرمه . واللص احبسه .

ثالثا ـ الخبر شبه الجملة :
هو ما ليس بمفرد ولا جملة . وإنما هو جار ومجرور أو ظرف بنوعيه .
1 ـ الخبر الجار والمجرور .
نحو : الكتاب في الحقيبة ، والعلم في الصدور ، والماء في الإبريق .
25 ـ ومنه قوله تعالى : (الحمد لله رب العالمين )1 .
وقوله تعالى : ( ولله المشرق والمغرب )2 .
وقوله تعالى : ( ذلك الفضل من الله )3 .
11 ـ ومنه قول عنترة :
عهدي به مَدَّ النهار كأنما خُضب البَنان ورأسه بالعِظْلِم
عهدي : مبتدأ . به : جار ومجرور في محل رفع خبر .
2 ـ الخبر الظرف وينقسم إلى نوعين :
خبر طرف المكان . نحو : الجنة تحت أقدام الأمهات .
والطائر فوق الغصن . والقائد بين جنوده .
26 ـ ومنه قوله تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب )4 .
ومنه قوله تعالى : ( والله عنده حسن التواب )5 .
ومنه قول عبدة بن الأبرص :
واهية أو معين ممعن من هضبة دونها لُهُوب
ـــــــــــــ
1 ـ 2 الفاتحة . 2 ـ 115 البقرة .
3 ـ 70 النساء . 4 ـ 59 الأنعام . 5 ـ 195 آل عمران .

دونها : ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والضمير المتصل به في محل جر مضاف إليه . لهوب : مبتدأ مؤخر .
12 ـ وقول الحارث بن حلزة :
ومع الجون جونِ آل بني الأو سِ عنودٌ كأنها دفواء
مع الجون : مع ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، والجون مضاف إليه . عنود : مبتدأ مؤخر .
ومنه قول زهير :
وخلفها سائق يحدو إذا خشيت منه اللحاق تمُدُّ الصُّلبَ والعنقا
وخبر ظرف زمان . نحو : الرحلة يومَ الخميس .
والصيام غدا . والسفر بعد أسبوع .
ومنه قول الفرزدق .
ويوماك يومٌ ما تُوازى نُجوُمُهُ كريهٌ ويوم ماطر من عطائكا
ويوماك : مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى ، ويوم خبر مرفوع بالضمة .
ويخبر بظرف المكان عن أسماء المعاني ، وأسماء الذوات ، أي عن الأسماء المحسوسة . مثال النوع الأول : الصدق فوق كل اعتبار .
والأمانة فضيلة .
ومثال النوع الثاني : الطائر فوق الشجرة .
ونحو : الجنة تحت ظلال السيوف .
27 ـ ومنه قوله تعالى : ( الركب أسفل منكم )1 .
وقوله تعالى : ( ومن عنده علم الكتاب ) 2 .
ومنه قول الفرزدق :
بَجِيلةُ عند الشمس أو هي فوقها وإذ هي كالشمس المضيئة يُطرِقُ
ــــــــــــ
1 ـ 42 الأنفال . 2 ـ 43 الرعد .
بجيلة : اسم قبيلة ، مبتدأ مرفوع بالضمة بدون تنوين لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث ، عند الشمس : ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر ، وهو مضاف ، والشمس مضاف غليه .
أما ظرف الزمان فلا يخبر به إلا عن أسماء المعاني .
نحو : العطلة يومَ الجمعة . والسفر بعدَ أسبوع .
وإذا حصلت الفائدة بالإخبار بها عن أسماء الذوات فيجوز ذلك .
نحو : الليلةَ الهلال . واليومَ أمر . وغدا خمر .
ويشترط في الخبر شبه الجملة جارا ومجرورا ، أو ظرفا بنوعيه أن يكون تاما بمعنى أن يحصل بالإخبار به فائدة بمجرد ذكره ، ويكمل به المعنى المطلوب مع غير إخفاء ولا لبس كما في جميع الأمثلة السابقة .
ولا يصلح للخبر شبه الجملة ما كان ناقصا .
نحو : الرجل غدا . ومحمدا الليلة . وأحمد بك ، أو لك ، وما شابه ذلك ، لنه لم تتم به الفائدة التي يحسن السكوت عليها كما جاء في تعريف حد الخبر .

وجوب تقديم الخبر :
يجب تقديم الخبر على المبتدأ في المواضع التالية :
1 ـ إذا كان المبتدأ نكرة محضة غير مفيدة وأخبر عنها بالجار والمجرور ، أو الظرف . نحو : في المدرسة معلمون .
ونحو : عندنا ضيف . ويوم الخميس رحلة .
28 ـ ومنه قوله تعالى : ( وعلى أبصارهم غشاوة ) 1 .
وقوله تعالى : ( ولكم في القصاص حياة ) 2 .
ـــــــــــ
1 ـ 7 البقرة . 2 ـ 179 البقرة .

وقوله تعالى : ( لهم في الدنيا خزي ) 1 .
13 ـ ومنه قول الشاعر :
وفي الناس إن رثت حبالك واصل وفي الأرض عن دار القلى متحول
29 ـ ونحو قوله تعالى : ( ولدينا مزيد ) 2 .
وقوله تعالى : ( وفوق كل ذي علم عليم ) 3 .
وقوله تعالى : ( بينهما برزخ ) 4 .
ومنه قول الشاعر :
عندي اصطبار وشكوى عند فاتنتي فهل بأعجب من هذا امرؤ سمعا
والعلة في وجوب تقديم الخبر في هذا الموضع لأن تأخيره يوهم أنه صفة ، وأن الخبر منتظر .
وإن كانت النكرة مفيدة جاز التقديم والتأخير .
نحو : صديق قديم عندنا . فعندما وصفت النكرة اتضح أن الظرف هو الخبر .
ومنه قوله تعالى ( وأجل مسمى عنده ) 5 .
2 ـ إذا كان الخبر استفهام ، أو مضافا إلى استفهام ، لأن الاستفهام مما له الصدارة في الكلام . نحو : كيف حالك . وابن من هذا . وأي ساعة السفر .
30 ـ ومنه قوله تعالى : ( أين شركائي ) 6 .
وقوله تعالى : ( أسحر هذا ) 7 .
وقوله تعالى : ( متى هذا الوعد ) 8 .
ـــــــــــــ
1 ـ 41 المائدة .2 ـ 35 ق .
3 ـ 76 يوسف . 4 ـ 20 الرحمن .
5 ـ 5 الأنعام . 6 ـ 62 القصص .
7 ـ 77 يونس . 8 ـ 51 الإسراء .

3 ـ إذا اتصل بالمبتدأ ضمير يعود على شيء من الخبر .
نحو : في المدرسة طلابها . وفي الحديقة أطفالها .
31 ـ ومنه قوله تعالى : ( أم على قلوب أقفالها ) 1 .
14 ـ وقول الشاعر :
أهابك إجلالا وما بك قدرة عليّ ولكن ملء عين حبيبها
ووجب تقديم الخبر هنا ، لأنه لو تأخر لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة .
4 ـ أن يحصر الخبر في المبتدأ بما وإلا ، أو بإنما .
نحو : ما فائز إلا محمد . وإنما فائز محمد .
32 ـ ومنه قوله تعالى : ( ما على الرسول إلا البلاغ )2 .
وقوله تعالى : ( فإنما على رسولنا البلاغ المبين ) 3 .
ومعنى الحصر هنا أن الفوز في المثالين منحصر في محمد ، وليست صفة الفوز إلا له . وكذلك في الآية فالخبر وهو خالق منحصر في الله .

ومن المواضع التي يجب فيها تأخير الخبر الآتي :
1 ـ ما ورد مسموعا . نحو : راكب الناقة طَلِيحان . بمعنى متعبان . (4)
وأصله راكب الناقة ، والناقة طليحان .
وهو كل مبتدأ مضاف ، أخبر عنه بخبر مطابق في التثنية أو الجمع للمضاف مع المضاف إليه من غير عطف شيء ظاهر على المبتدأ . أي : من غير ظهور عاطف ولا معطوف .
ومنه : منسق الحديقة جميلان . أي : منسق الحديقة والحديقة جميلان .
فالمعطوف على المبتدأ محذوف لوضوح المعنى ، والخبر واجب التأخير .
ــــــــــــــ
1 ـ 24 محمد . 2 ـ 99 المائدة .
3 ـ 12 التغابن . 4 ـ النحو الوافي ج1 ص 497 وما بعدها بتصرف .

2 ـ أن يكون الخبر مقرونا بالفاء .
نحو : من يساعدني فمخلص . فإن تقدم الخبر وجب حذف الفاء .
3 ـ أن يكون الخبر مقرونا بالباء الزائدة .
نحو : ما كسول بناجح . وما شريف بخائن .
4 ـ أن يكون الخبر طلبا . نحو : الضعيف ساعده ، والمحتاج أعطه .
5 ـ أن يكون الأخبار عن مذ ومنذ بجعلهما مبتدأين معرفتين في المعنى .
نحو : ما رأيتك مذ أسبوعان . وما سافرت منذ عامان .
أي زمن انقطاع الرؤية أسبوعان .
6 ـ الخبر عن ضمير الشأن الواقع مبتدأ .
33 ـ نحو قوله تعالى : ( قل هو الله أحد )1 .
7 ـ خبر المبتدأ إذا كان هذا الخبر جملة هي عين المبدأ في المعنى .
نحو : قولي : حسبي الله . وحديثي : العلم مفيد .
8 ـ خبر اسم الإشارة المبدوء بها التنبيه بشرط ألا يفصل بين الهاء واسم الإشارة فاصل . نحو : هذا كتبك . وهذه حقيبتك . وفيه خلاف بين النحويين بأنه لا يجب تأخير الخبر ، وإنما يستحب تقديم المبتدأ في مثل هذه الحالة .
9 ـ خبر المبتدأ الذي للدعاء وقد أشرنا له في موضعه عند الابتداء بالنكرة .
نحو قوله تعالى : ( سلام على آل ياسين ) 2 .
وقوله تعالى : ( ويل للمطففين )3 .
10 ـ الخبر المتعدد لمبتدأ واحد ويؤدي تعدده معنى واحدا .
نحو : الليمون حامض حلو . أي : متوسط بينهما .
والرجل طويل قصير . أي : متوسط بين الأمرين .
ـــــــــــــ
1 ـ 1 الإخلاص . 2 ـ 130 الصافات .
3 ـ 1 المطففين .

11 ـ خبر المبتدأ التالي " أمّا " الشرطية التفصيلية .
نحو : أمّا محمد فشاعر . وأمّا أحمد فكاتب .
12 ـ خبر المبتدأ المفصول عن خبره بضمير الفصل .
نحو : الأسطورة هي حكاية شعبية . وكاتم الشهادة هو شيطان أخرس .
13 ـ خبر المبتدأ إذا كان المبتدأ ضمير المتكلم ، أو المخاطب ، وأخبر عنه باسم الموصول ، مع وقوعه بعد الضمير مباشرة مطابقا له في الخطاب ، أو التكلم .
نحو : أنا الذي فعلت كذا ، وأنتما اللذان رفعتما شعار الحرية .
ونحن الذين نقوم ببناء الوطن .
ومنه قول المتنبي :
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم
14 ـ ويجب تقديم الخبر في باب ما يسمى : " الإخبار عن الذي " .
نحو : الذي فاز بالجائزة محمد . والذي تفوق في السباق إبراهيم .
15 ـ خبر المبتدأ إذا كان المبتدأ ضمير المخاطب ، أو المتكلم ، وخبره معرف بـ " أل " التعريف ، وبعدها ضمير مطابق للمبتدأ في الخطاب والتكلم .
نحو : أنت العالم تنير طريق الهدى . وأنا المتعلم أبحث عن سبل العلم .
16 ـ إذا كان الخبر جملة فعلية ماضوية ، والمبتدأ ما التعجبية .
نحو : ما أعظم القائدَ أن يتقدم الصفوف . وما أجمل القمر يبدد ظلمة الليل .

جواز التقديم والتأخير :
1 ـ يجوز تقديم المبتدأ وتأخير الخبر بعد أمّا الشرطية التفصيلية التوكيدية .
15 ـ نحو قول الشاعر بلا نسبة :
عندي اصطبار وأمّا أنني جزع يوم النوى فلوجد كاد يبريني
فقد قدم المبتدأ وهو المصدر المؤول من أن ومعموليها " أنني جزع " على الخبر الذي هو الجار والمجرور " فلوجد " بعد أمّا الشرطية ، وجاز هذا التقديم لأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة ، وإن المكسورة الهمزة لفظا ، ولأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة المؤكدة والتي بمعنى لعل معنى .
وحصل أمن اللبس لأن " أمّا " الشرطية لا يقع بعدها " إن " المكسورة الهمزة ، ولا " أن " المفتوحة التي بمعنى لعل ، فإذا ما وقع بعدها " أن " المفتوحة الهمزة فهي أنَّ المؤكدة الناصبة للاسم .
2 ـ ويجوز تقديم أو تأخير أحدهما على الآخر في مخصوص نعن ، أو بئس .
نحو : نعم الرجل محمد . وبئس العمل الخيانة .
فمحمد كما ذكرنا سابقا يجوز فيها أن تكون مبتدأ مؤخرا ، والجملة الفعلية قبلها خبر مقدم ، ويجوز أن يكون المبتدأ محذوفا ، ومحمد خبره .
فإن تقدم المخصوص على الفعل أعرب مبتدأ ، والجملة خبرا مؤخرا ، لذا جاز التقديم والتأخير فيهما .

حذف الخبر :
أولا ـ جواز الحذف :
يجوز حذف الخبر إن دل عليه دليل وذلك في موضعين :
1 ـ بعد إذا الفجائية : نحو : وصلت فإذا المطر . وخرجت فإذا الأسد .
والتقدير : فإذا المطر منهمر . وإذا الأسد حاضر .
2 ـ إذا دل عليه دليل ملحوظ ، وذلك بعد السؤال . تقول : من غائب ؟ فيقال في الجواب : عليّ . والتقدير : عليّ غائب .
وقد يكون الدليل غير ملحوظ ، وإنما يدرك من السياق
16 ـ نحو قول الشاعر :
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف
فنحن : مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : راضون . أي : نحن بما عندنا راضون .
3 ـ إذا عطفت جملة اسمية على جملة أخرى خبرها غير محذوف .
نحو : محمد مجتهد وأحمد .
والتقدير : وأحمد مجتهد . فحف الخبر لدلالة ما قبله عليه .
34 ـ ومنه قوله تعالى : ( أكلها دائم وظلها )1 .
والتقدير : وظلها كذلك .

ثانيا ـ وجوب الحذف :
يجب حذف الخبر في المواضع التالية :
‍1 ـ إذا كان المبتدأ اسما صريحا في القسم .
نحو : أيمن الله لأفعلن الخير . والتقدير : أيمن الله قسمي .
ونحو : لعمرك لأشهدن الحق . والتقدير : لعمرك قسمي .
35 ـ ومنه قوله تعالى : ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) 2 .
17 ـ ومنه قول معن بن أوس :
لَعَمْرُكَ ما أدري وإني لأوجل على أيِّنا تعدو المنية أولُ
ومنه قول زهير :
لَعَمْرُكَ والخطوبُ مُغيِّراتٌ وفي طول المعاشرة التّقالي
ومنه قول امريء القيس :
لعمرك ما أمري عليّ بغُمّةٍ نهاري ولا ليلي عليّ بسرمد
فكلمة " لعمرك " في الأبيات الثلاثة السابقة مبتدآت حذفت أخبارها . والتقدير :
لعمرك قسمي .
فإن كان المبتدأ غير صريح في القسم ، بمعنى أنه يستعمل للقسم ولغيره ،
جاز حذف الخبر وإثباته . نحو : عهد الله لتصدقن بما عندي .
ونحو : عهد الله عليّ لأتصدقن بما عندي .
ففي المثال الأول حذف الخبر ، وفي الثاني أثبته وهو : عليّ الجار والمجرور .
ـــــــــــــ
1 ـ 3 الرعد . 2 ـ 72 الحجر .

2 ـ أن يدل الخبر على صفة مطلقة . بمعنى أن تكون الصفة دالة على وجود أو
" كون " عام فتقدر بمعنى كائن أو موجود ، أو مستقر أو حاصل .
وذلك في موضعين :
أ ـ أن يتعلق بها جار ومجرور ، أو ظرف .
نحو : الماء في الإبريق . والكتاب فوق المكتب .
ومنه قوله تعالى : ( الحمد لله ) 1 .
ومنه قول جرير :
لنا قيس عليك وأيَ يوم إذا ما احمرَ أجنحة العُقاب
وقوله أيضا :
منا عتيبةُ فانظر من تُعِدّ له والحارثان ومنّا الردفُ عتّابُ
وقوله تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب ) 2 .
ومنه قول المتنبي :
وبين الفرع والقدمين نورٌ يقود بلا أزِمَّتها النياقا
ب ـ أن يقع المبتدأ بعد لولا ، أو لوما .
نحو : لولا الله لصدمت السيارة الطفل .
ونحو : لوما خالد لما حضرت .
36 ـ ومنه قوله تعالى : ( ولولا نعمة ربك لكنت من المحضرين ) 3 .
18 ـ ومنه قول جرير :
لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار
ـــــــــــ
1 ـ 2 الفاتحة . 2 ـ 59 الأنعام .
3 ـ 57 الصافات .

ومنه قول زهير :
ولولا عَسْبُهُ لرددتموه وشر مَنِيحَة عَسْبٌ مُعار
فإن كانت الصفة مقيدة أي دالة على كون خاص ، كالمشي والركوب والقعود والأكل والشرب
ونحوها ، وجب ذكر الخبر إن لم يدل عليه دليل .
نحو : لولا العدو سالمنا ما سلم . ونحو : والطالب يعمل واجباته في منزله .
ونحو : الطيور مغردة فوق الأغصان .
فإن دل عليه دليل جاز حذفه وذكره .
نحو : لولا مساعدوه لفشل . أو لولا مساعدوه قدموا له العون لفشل .
ونحو : الأطفال في المدرسة . أو الأطفال موجودون في المدرسة .
3 ـ أن يكون المبتدأ مصدرا ، أو اسم تفضيل مضافا إلى مصدر ، وبعدهما حال لا تصلح أن تكون خبرا ، وإنما تصلح أن تسد مسد الخبر في الدلالة عليه .
مثال النوع الأول : تشجيعي الطالب متفوقا .
والتقدير : تشجيعي الطالب حاصل عند تفوقه .
ومنه قوله تعالى : ( إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم ) 1 .
كلمته : مبتدأ ، وألقاها حال سدت مسد الخبر ، والعامل فيها معنى : كلمته .
والتقدير : كأنه قال : منشؤه ومبتدعه . ويجوز أن يكون العامل فيها " إذا كان "
المحذوفتين ، فإذا ظرف للكلمة ، وكان تامة ، و" ألقاها " حال من فاعل كان . وهو مثل قولهم : ضربي زيدا قائما . ومثال الثاني : أفضل صلاة العبد خاشعا .
والتقدير : أفضل صلاة العبد عند خشوعه .
ولا فرق أن يكون اسم التفضيل مضافا إلى مصدر صريح ، كما في الأمثلة السابقة ، أو مؤول .
نحو : أفضل ما تساعد المحتاج مستترا .
ـــــــــــ
1 ـ 171 النساء .

والتقدير : أفضل مساعدتك المحتاج عند الاستتارة .
كذلك لا فرق بين الحال المفردة كما ذكرنا ، والحال الجملة .
نحو : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد .
ومنه قول الشاعر وقد اجتمعت فيه الحال بنوعيها :
خير اقترابي من المولى حليف رضاً وشر بعدي عنه وهو غضبان
فالحال في جميع الأمثلة السابقة دالة على الخبر المحذوف وهو حاصل ، وقد سدت مسده ، ولكنها لم تصلح لأن تكون خبرا مباشرا لمباينتها للمبتدأ ، لأنه لا تتم بها الفائدة لو جعلناها خبرا . نحو قولنا : تشجيعي الطالب متفوقٌ .
أمّا إن صح الإخبار بها لعدم مباينتها للمبتدأ وجب رفعها .
نحو : تشجيعك المتفوق واجب . وعقابك المهمل شديد .
4 ـ أن يقع الخبر بعد واو تعين أن تكون بمعنى " مع " .
نحو : كل رجل وعمله . وكل طالب وزميله .
والتقدير ، متلازمان ، أو مقرونان .
37 ـ ومنه قوله تعالى : ( فإنكم وما تعبدون ما أنتم عيه بقانتين ) 1 .
قال الزمخشري : يجوز أن تكون " الواو" بمعنى " مع " مثلها في قولهم :
كل رجل وضيعته . فلما جاز السكوت على " كل رجل وضيعته " جاز أن يسكت على قوله : " إنكم وما تعبدون " ، لن قوله " وما تعبدون " ساد مسد الخبر ، لأن معناه : إنكم مع ما تعبدون .
ويقول العكبري : " وما تعبدون " الواو عاطفة ، ويضعف أن تكون بمعنى " مع "
إذ لا فعل هنا .
وفي الكشاف يجوز أن تكون الواو بمعنى " مع " مثلها قولهم : كل رجل وضيعته .
فإن لم يتعين كون الواو بمعنى " مع " جاز إثبات الخبر .
ــــــــــــ
1 ـ 161 ، 162 الصافات .

كقول الشاعر :
تمنوا لي الموت الذي يشعب الفتى وكل امرئ والموت يلتقيان

فوائد وتنبيهات :

1 ـ يأتي المبتدأ معرفة وهو الأصل والخبر نكرة .
نحو : محمد فاضل .
وقد يأتي المبتدأ معرفة ، والخبر معرفة أيضا .
نحو : الله ربنا ، ومحمد نبينا .
الله : مبتدأ ، وربنا خبر ، وهو معرف بالإضافة .
ومنه قوله تعالى : ( والسابقون السابقون )1 .
السابقون : مبتدأ ، والسابقون الثانية خبره نحو قولهم : أنت أنت . ويجوز أن تكون الثانية توكيدا للأولى ، ولكن يدعم الوجه الأول قول أبي النجم العجلي :
" أنا أبو النجم وشعري شعري "
وهو رأي سيبويه أيضا على تعظيم الأمر وتفخيمه . (2)
2 ـ ويجوز تقديم المبتدأ إذا كان مصدرا مرفوعا .
نحو : سلام عليكم .
ومنه قوله تعالى : ( وويل للكافرين من عذاب شديد ) 3 .
وقوله تعالى : ( فقال سلام عليكم ) 4 .
ــــــــــ
1 ـ 56 الواقعة .
2 ـ انظر البحر المحيط لأبي حيان ج8 ، ص 205 ،
وانظر إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2 ، ص 133 .
3 ـ 2 إبراهيم . 4 ـ 51 النحل .

وقوله تعالى : ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ) 1 .

3 ـ تعدد الخبر :
الأصل في خبر المبتدأ أن يكون واحدا ، ولكنه قد يتعدد في بعض الأحيان فيكون للمبتدأ الواحدة أكثر من خبر .
نحو : محمد شاعر كاتب قاص .
محمد : مبتدأ . وشاعر وكاتب وقاص ، كل منها جاء خبرا للمبتدأ .
ومنه قوله تعالى : ( هو الغفور الودود ذو العرش المجيد ) 2 .
هو : مبتدأ ، والغفور ، والودود ، وذو العرش كلها أخبار للمبتدأ " هو "
ومنه قوله تعالى : ( ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا غله إلا هو ) 3 .
ومنه قوله تعالى : ( ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم ) 4 .
ومنه قول الأعشى :
غراء فرعاء مصقول عوارضها تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحِل
غراء ، وفرعاء ، ومصقول كلها أخبار لمبتدأ محذوف تقديره : هي .
ومنه قول الآخر بلا نسبة :
من يك ذا بت فهذا بتي مُقيِّظ مصيِّف مشتِّي
19 ـ وقول حميد بن ثور الهلالي :
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي بأخرى المنايا فهو يقظان نائم .
وكما يتعدد الخبر المفرد يتعدد الخبر الجملة وشبه الجملة ، وقد يكون مختلطا . فتعدد المفرد انظره فيما سبق .
وتعدد الجملة نحو : الصيف نهاره طويل ليله قصير .
وتعدد شبه الجملة نحو : الكتاب أمامك قربك .
ـــــــــــ
1 ـ 79 البقرة . 2 ـ 14 البروج .
3 ـ 62 غافر . 4 ـ 6 السجدة .

ومثال المختلط : هذا طائر يغرد . فطائر خبر أول مفرد ، ويغرد خبر ثان جملة فعليه .
4 ـ يصح الإخبار عن النكرة بالمعرفة .
نحو قوله تعالى : ( وإن تعجب فعجب قولهم )1 .
فعجب خبر مقدم ، ولا بد فيه من تقدير صفة ، لأنه لا يتمكن المعنى فلا بد من تقييده ، والتقدير : فعجب غريب ، وإذا قدرنا أن " عجب " موصوف جاز أن يعرب مبتدأ ، لأنه نكرة وسوغ الابتداء بها الوصف المقدر ، وقولهم خبر معرف بالإضافة .
ومنه قوله تعالى : ( أم من هذا الذي هو جند لكم )2 .
5 ـ يكثر حذف الخبر إذا كان معادلا .
38 ـ نحو قوله تعالى : ( فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا ) 3 .
وقوله تعالى : ( أم من هو قانت أناء الليل ساجدا وقائما ) 4 .
فمن في الآية الأول مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : أشد .
وفي الثانية : مقابله محذوف لفهم المعنى والتقدير : أهذا القانت خير أم الكافر .
6 ـ اقتران الخبر بالفاء
إذا تضمن المبتدأ معنى الشرط جاز دخول الفاء على خبره ، وذلك بالشروط التالية :
1 ـ أن يكون المبتدأ دالا على الإبهام والعموم كالأسماء الموصولة ، أو النكرة .
أن يكون الخبر مترتبا على هذه الجملة لكي يشبه جواب الشرط المترتب على فعل
الشرط .
ــــــــــــ
1 ـ 5 الرعد . 2 ـ 20 الملك .
3 ـ 11 الصافات . 4 ـ 9 الزمر .

ويكون الاقتران واجبا إذا وقع المبتدأ بعد أما الشرطية :
نحو : أمّا خالد فمؤدب . وأمّا علي فمجتهد .
ويكون الاقتران جائزا إذا دل المبتدأ على إبهام ، أو عموم كاسم الموصول ، والنكرة الموصوفة .
أ ـ الاسم الموصول إذا كانت الصلة فعلا ، أو ظرفا .
نحو : الذي يعمل بإخلاص فله مكافأة .
ونحو : من في الملعب فعليه جزاء .
ومنه قوله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم )1 .
ب ـ النكرة الموصوفة إذا كانت الصفة فعلا ، أو ظرفا أيضا .
نحو : طالب يجتهد فناجح .
ونحو : ما تقرؤون من علم فللفائدة .
ونحو : ما بنا من قصور فمن أنفسنا .
ومنه قوله تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله )2 .
7 ـ مراعاة مطابقة الخبر للمبتدأ .
ذكرنا أن من أحكام الخبر أن يكون مطابقا للمبتدأ ، ولكن وردت بعض الآيات القرآنية قد توهم بعض الدارسين أنها مخالفة لهذا الحكم ، أعني عدم المطابقة ، غير أنه إذا ما أمعنا فيها النظر نجد المطابقة قائمة بين المبتدأ وخبره .
1 ـ من حيث الإفراد والتثنية والجمع :
أ ـ إفراد المبتدأ لفظا وجمع الخبر :
نحو قوله تعالى : ( تلك أمانيهم )3 .
ــــــــــــ
1 ـ 274 البقرة . 2 ـ 53 النحل .
3 ـ 111 البقرة .

فتلك مبتدأ مفرد ، وأمانيهم خبر جمع تكسير مفرده أمنية .
والتخريج على النحو التالي : أفرد المبتدأ لفظا ، لأنه كناية عن المقالة ، والمقالة مصدر يصلح للقليل والكثير ، فأريد بها الكثير باعتبار القائلين ، ولذلك جمع الخبر ، فتمت المطابقة من حيث المعنى في الجمع .
ب ـ جمع المبتدأ وإفراد الخبر على المعنى :
نحو قوله تعالى : ( هن أم الكتاب )1 .
هن : ضمير جماعة النسوة مبتدأ ، وأم خبر مفرد .
التخريج : أن جميع الآيات بمنزلة آية واحدة ، فأفرد الخبر على المعنى .
ويجوز أن يكون المعنى : كل منهن أم الكتاب ، نحو قوله تعالى :
( فاجلدوهم ثمانين جلدة )2 .
أي : فاجلدوا كل واحد منهم .
2 ـ من حيث التذكير والتأنيث :
يجب مطابقة الخبر للمبتدأ من حيث التذكير والتأنيث ، ولكن قد نرى في بعض الآيات مخالفة ، وهذه المخالفة لها تخريج لتتم المطابقة .
نحو قوله تعالى : ( فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي )3 .
هذا : اسم إشارة للمفرد المذكر في محل رفع مبتدأ .
ربي : خبر مفرد مذكر .
غير أن " هذا " عائد على الشمس ، والشمس مؤنث مجازي ، وهنا عدم المطابقة بين المبتدأ العائد على مؤنث ن وبين الخبر المذكر .
التخريج : جاء المبتدأ مذكرا مع أنه عائد على مؤنث على اعتبار وجود حذف ،
والتقدير : هذا المرئي .
ـــــــــــ
1 ـ 7 آل عمران . 2 ـ 4 النور .
3 ـ 78 الأنعام .

وقيل أن الشمس هنا بمعنى الضياء ، والضياء مذكر فتمت المطابقة .
وقيل جعل المبتدأ مثل الخبر ـ أي متطابقان في التذكير ـ لكونهما عبارة عن شيء واحد نحو قولنا : ما جاءت حاجتك .
وكان اختيار هذه الطريقة لصيانة الرب عن شبهة التأنيث ، فقالوا في صفة الله : علام الغيوب ، ولم يقولوا علامة ، وإن كان علامة أبلغ ، وذلك احترازا من علامة التأنيث .
ومنه قوله تعالى : ( فذانك برهانان من ربك )1 .
فذانك : مبتدأ ، وهو اسم إشارة للمثنى المذكر ، ولكنه جاء هنا إشارة إلى العصا واليد وهما مؤنثان .
والتخريج : أن تذكيره جاء ليطابق تذكير الخبر .
8 ـ إذا كان ظرف الزمان نكرة ، وأخبر به عن المصدر فإنه يجوز فيه الرفع ، والنصب ، سواء كان الحدث مستغرقا للزمان ، أو غير مستغرق . (2)
نحو قوله تعالى : ( الحج أشهر معلومات )3 .
فالحج مبتدأ ، وأشهر خبر ، وفي أحدهما محذوف مقدر ، فإن قدرت في المبتدأ
قلت اشهر الحج ، وإن قدرت في الخبر قلت : حج أشهر .
9 ـ الخبر الجار والمجرور ، والخبر الظرف بنوعيه ، في الحقيقة ليس هو الخبر ، وإنما هو متعلق بمحذوف في محل رفع خبر ، وتقدير المحذوف :
كائن ، أو مستقر ، والضمير المستتر فيه انتقل إلى الجار والمجرور ، أو الظرف .
كقول جميل بثينة :
فإن يك جثماني بأرض سواكم فإن فؤادي عندك الدهرَ أجمعُ
الشاهد فيه قوله : " أجمع " بالرفع ، وهو من ألفاظ التوكيد المعنوي ، ولكنه لا يصلح أن
ـــــــــــــ
1 ـ 32 القصص . 2 ـ دراسات لأسلوب القرآن الكريم للسيخ عبد الخالق عظيمة القسم الثالث ج1 ص245 .
3 ـ 197 البقرة .
يكون توكيدا لأي من فؤادي ، أو عندك ، أو الدهر لأن كل واحد منها منصوب ، والمرفوع لا يصلح أن يكون توكيدا للمنصوب ، ولا يصلح أن يكون توكيدا لمحذوف ، لأن التوكيد ينافي الحذف ، فلم يبق إلا أن يكون توكيدا لضمير مستكن في الظرف الواقع متعلقه خبرا ، لأن هذا الضمير مرفوع على الفاعلية ، فدل ذلك على أن الضمير الذي كان مستكنا في المتعلق الواقع خبرا قد انتقل من هذا المتعلق إلى الظرف فاستكن فيه .
10 ـ ذكرنا في موضعه أن ظرف الزمان يصلح أن يقع خبرا عن المبتدأ المعنى فقط ، ونضيف أن يكون ذلك مشروطا ، وهذا الشرط هو تحقيق الإفادة ، بمعنى أن يكون الزمن خاصا .
نحو : الحفل ليلة الخميس . والسفر يوم الجمعة . والعطلة بعد ظهر الأربعاء .
وألا يكون الزمن عامَّا لعدم الإفادة . نحو : السفر حينا . والرحلة دهرا .
كما أن ظرف الزمان لا يصلح أن يكون خبرا عن الذات " الشيء المحسوس " إلا قليلا ، وذلك حين تتم الفائدة ، ولتمام الفائدة شروط هي :
أ ـ أن يتخصص ظرف الزمان بنعت .
نحو : نحن في يوم شديد الحرارة .
أو يتخصص بعلمية . نحو : نحن في رمضان .
أو بإضافة . نحو : نحن في يوم الجمعة .
وفي هذه الصور يجب جر ظرف الزمان بحرف الجر " في " .
ولا يعرب في حالة رفعه ، أو جره ظرفا ، ولا يسمى ظرفا اصطلاحا ، لأن هذه التسمية الاصطلاحية مقصورة على الظرف عندما يكون منصوبا على الظرفية فقط .
ب ـ أن يكون المبتدأ الذات مما يتجدد ، بمعنى أن يظهر في بحض الأحيان دون بعضها ، فيكون شبيها بالمبتدأ المعنى ، وفي هذه الحالة يجوز نصب الظرف ، أو جره بفي ، وفي حالة الجر لا يعتبر ظرفا كما ذكرنا سابقا .
نحو : العنب شهور الصيف ، أو في شهور الصيف .
ونحو : والبلح شهور الشتاء ، أو في شهور الشتاء .
ج ـ أن يكون المبتدأ الذات صالحا لتقدير مضاف قبله تدل عليه القرائن ، بحيث يكون ذلك المضاف أمرا معنويا مناسبا .
نحو : المدرسة صباحا . والبيت عصرا .
والتقدير : عمل المدرسة صباحا ، وملازمة البيت عصرا .
11 ـ حالات إعراب ظرف الزمان الواقع خبرا :
أ ـ إن وقع ظرف الزمان خبرا عن معنى ليس للزمان جاز رفعه ونصبه وجره بفي ، ويكون المرفوع هو الخبر مباشرة ، ويكون المنصوب ، أو المجرور مع حرف الجر الأصلي في محل رفع خبر .
نحو : العطلة أسبوعٌ ، أو أسبوعاً ، أو في أسبوع . والتقدير : زمن العطلة . . .
والأحسن الرفع مباشرة إن كان الزمان نكرة والمبتدأ معنى . نحو : السفر يومٌ .
ب ـ إن كان ظرف الزمان من أسماء الشهور ووقع خبرا عن مبتدأ هو معنى وزمان ، تعين رفع الخبر .
نحو : شهر الصوم رمضان . وأول العام الهجري المحرم .
ج ـ وإن لم يكن الخبر الظرف من أسماء الشهور ، ولكن لفظ المبتدأ يتضمن ـ في معناه عملا ـ جاز الرفع والنصب .
نحو : العيد اليوم . والجمعة اليوم . والسبت اليوم .
وذلك لتضمنها معنى العود والجمع والقطع .
ومنه قولنا : اليوم يومك . لتضمنه معنى : شأنك الذي تذكر به .
د ـ وإن كان الظرف للمكان ووقع خبرا عن ذات ، أو معنى ، وكان متصرفا ، ـ والظرف المتصرف هو ما يترك النصب على الظرفية إلى الحالات الإعرابية الأخرى غير الجر بالحرف كالرفع مبتدأ ، أو فاعلا ، أو نائب فاعل ، أو مفعولا به ـ جاز رفعه ونصبه .
نحو : الرجال جانب ، أو جانبا . والنساء جانب ، أو جانبا .
برفع جانبا ونصبها .
ونحو : المسجد أمامك . والحديقة خلفك . برفع أمامك ، أو خلفك ، أو نصبهما .
ومثال وقوعه عن معنى : العلم ناحيتك ، والعمل ناحيتك .
برفع ، أو نصب ناحية .
12 ـ إذا كان الخبر جملة معناها هو معنى المبتدأ نحو : قولي : السلام عليكم .
ونحو : حديثي : احذروا العملاء .
يجوز في إعراب الخبر الجملة إعرابان :
الأول : أن نعرب الجملة مفصلة ، فنقول : السلام مبتدأ ثان ، وعليكم متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ الثاني ، والجملة الاسمية في محل رفع الخبر الأول .
والثاني : أن نعرب الجملة أعرابا مجملا ، أي كأنها كلمة واحد دون أن نغير من ضبطها ، ونقول هي خبر مرفوع بضمة مقدرة على آخره لأجل الحكاية ، ويكون الخبر في هذه الحالة من قبيل الخبر المفرد . (1)
وهذا ما يعرف بالجملة المحكية .
وقد تكون الحكاية في المبتدأ فيكون جملة والخبر مفردا يتضمن معناها .
كأن يسأل سائل دلني على آية قرآنية فتجيب :
( قل هو الله أحد ) آية قرآنية .
فالآية كلها من مطلعها إلى منتهاها مبدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية ، وكلمة " آية " خبر المبتدأ .
وقد مر معنا مثل هذا الإعراب في إعراب العلم المركب تركيبا إسناديا : كتأبط
شرا ، وشاب قرناها ، وسر من رأى فتدبره .
ــــــــــــ
1 ـ النحو الوافي ج1 ص472 .

نحو : تأبط شرا شاعر جاهلي .
ونحو : سر من رأى مدينة عراقية .
12 ـ يصح عطف الخبر المفرد على الخبر الجار والمجرور .
نحو قوله تعالى : ( فهي كالحجارة أو اشد قسوة ) 1 .
13 ـ يصح أن تقع جملة القسم خبرا .
نحو قوله تعالى : ( فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ) 2 .
لأكفرن جواب القسم المحذوف ، والقسم وجوابه خبر عن المبتدأ " الذين " .
ومنه قوله تعالى : ( ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله )3 .
ومنه قول الشاعر :
جشأت فقلت الذي خشيت ليأتين وإذا أتاك فلات حين مناص
وفي ذلك رد على ثعلب الذي زعم أن الجملة القسمية لا تكون خبرا .
14 ـ تقع جملة التشبيه خبرا .
نحو قوله تعالى : ( الذين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mega4up.com
 
الخبر من النحو العربى وموقعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشربينى للبرمجيات واشهار المواقع والمنتديات  :: 

اللغة العربية  :: النحو العربى

-
انتقل الى: