منتدى الشربينى للبرمجيات واشهار المواقع والمنتديات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الشربينى للبرمجيات
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخولالتسجيل
صورة صاحب المنتدى محمدالشربينى 01062618079

 

 الداعية والقصص الواهية قصة نداء الملك على الحاج إذا وضع رجله على الغرز

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المديرمحمدالشربينى
مدير المنتدى محمدالشربينى
مدير المنتدى محمدالشربينى
المديرمحمدالشربينى


الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 2845
نقاط : 60957
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 13/04/1985
تاريخ التسجيل : 03/01/2010
العمر : 39
الموقع : www.mega4up.com

الداعية والقصص الواهية قصة نداء الملك على الحاج إذا وضع رجله على الغرز Empty
مُساهمةموضوع: الداعية والقصص الواهية قصة نداء الملك على الحاج إذا وضع رجله على الغرز   الداعية والقصص الواهية قصة نداء الملك على الحاج إذا وضع رجله على الغرز I_icon_minitimeالخميس مارس 25, 2010 2:41 pm

قصة نداء الملك على الحاج إذا وضع رجله على الغرز
الشيخ على حشيش
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم لبيان حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على ألسنة القصاص والوعاظ، خاصة في أشهر الحج، وإلى القارئ الكريم تخريج وتحقيق هذه القصة نداء الملك الحاج إذا وضع رجله في الغرز


أولاً متن القصة

يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله إذا خرج الرجل حاجًا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز فنادى لبيك اللهم لبيك، ناداه منادٍ من السماء لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى لبيك، ناداه منادٍ من السماء لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام، ونفقتك حرام، وحجك غير مبرور اهـ
الغرز ركاب كُورِ الجمل إذا كان من جلد أو خشب



ثانيًا التخريج

أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ح قال حدثنا محمد بن الفضل السقطي، قال حدثنا سعيد بن سليمان، عن سليمان بن داود اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله إذا خرج الرجل حاجًا القصة
وأخرجه البزار ح كشف الأستار قال حدثنا محمد بن مسكين، ثنا سعيد بن سليمان بن داود، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله من أمَّ هذا البيت من الكسب الحرام القصة
تنبيه
سعيد بن سليمان بن داود ، هذا في الأصل في كشف الأستار عن زوائد البزار وهو خطأ والصواب عن مكان بن فتصبح سعيد عن سليمان بن داود
وسعيد هو سعيد بن الحكم المعروف بابن أبي مريم كما في تهذيب الكمال ، روى عنه محمد بن مسكين
لفظ البزار
رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله من أمَّ هذا البيت من الكسب الحرام شخص في غير طاعة الله، فإذا أهل ووضع رجله في الغرز أي الركاب وانبعثت به راحلته وقال لبيك اللهم لبيك، ناداه منادٍ من السماء لا لبيك ولا سعديك، كسبك حرام، وزادك حرام، وراحلتك حرام، فأرجع مأزورًا غير مأجور، وأبشر بما يسوؤك، وإذا خرج الرجل حاجًا بمال حلال ووضع رجله في الركاب، وانبعثت به راحلته وقال لبيك اللهم لبيك، ناداه منادٍ من السماء لبيك وسعديك، قد أجبتك، راحلتك حلال، وثيابك حلال، وزادك حلال، فارجع مأجورًا غير مأزور وأبشر بما يسرك اهـ
معنى أمّ قصد
شخص خرج
مأزور يعني حاملاً الوزر والذنب



ثالثًا التحقيق

هذه القصة واهية، والحديث الذي جاءت به سنده تالف، وعلته سليمان بن داود
قال الإمام البخاري في التاريخ الكبير ت سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير روى عنه سعيد بن سليمان، منكر الحديث اهـ
قلت هذا المصطلح منكر الحديث عند البخاري له معناه، الذي بينه الإمام السيوطي في تدريب الراوي ، حيث قال إن البخاري يطلق فيه نظر وسكتوا عنه فيمن تركوا حديثه، ويطلق منكر الحديث على من لا تحل الرواية عنه اهـ
وهذا ما بينه من قبل السيوطي الإمام الذهبي حيث قال في الميزان سليمان بن داود اليمامي، أبو الجمل صاحب يحيى بن أبي كثير، قال ابن معين ليس بشيء، وقال البخاري منكر الحديث، وقد مر لنا أن البخاري قال من قلت فيه منكر الحديث فلا تحل رواية حديثه، وقال ابن حبان ضعيف، وقال آخر متروك اهـ
ولقد أقر الإمام العقيلي ما قاله الإمام البخاري في الضعفاء الكبير حيث قال حدثني آدم بن موسى قال سمعت البخاري يقول سليمان بن داود اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير منكر الحديث اهـ
قلت ولقد اكتفى الإمام العقيلي بتجريح الإمام البخاري لسليمان بن داود اليمامي لجعله في كتابه الضعفاء الكبير ، وهذا الفعل من العقيلي ناتج عن معرفته التامة بمنهج البخاري في الجرح والتعديل، والذي بينه الحافظ ابن حجر في هدي الساري ص حيث قال وللبخاري في كلامه على الرجال توقٍّ زائد، وتحرٍّ بليغ يظهر لمن تأمل كلامه في الجرح والتعديل فإن أكثر ما يقول سكتوا عنه، فيه نظر، تركوه، ونحو هذا اهـ
قال الإمام ابن حبان في كتابه المجروحين سليمان بن داود اليمامي يروي عن يحيى بن أبي كثير، روى عنه سعيد بن سليمان وبشر بن الوليد الكندي، يقلب الأخبار وينفرد بالمقلوبات عن الثقات، وهو ضعيف كثير الخطأ اهـ
وأورده الإمام ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال قال
أ سمعت أحمد بن علي بن المثنى يقول سألت يحيى بن معين، عن سليمان بن داود اليمامي، فقال ليس بشيء
ب وذكر ابن أبي بكر، عن عباس، عن يحيى قال كان سليمان بن داود اليمامي الذي يحدث عنه سعدويه يقال له أبو الجمل
جـ سمعت ابن حماد يقول قال البخاري سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير سمع منه سعيد بن سليمان، قال ابن معين يكنى أبا الجمل منكر الحديث اهـ
قُلْتُ ثم أورد الإمام ابن عدي عددًا من الأحاديث بنفس طريق هذه القصة سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة ثم قال ولسليمان بن داود غير ما ذكرت عن يحيى بهذا الإسناد وعامة ما يرويه بهذا الإسناد لا يتابعه أحد عليه اهـ
ولقد أورده الحافظ ابن حجر في لسان الميزان ، وأقر قول الإمام ابن عدي حيث قال وساق ابن عدي له عدة أحاديث وقال عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد اهـ
وقال الإمام ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ت سليمان بن داود اليمامي روى عن يحيى بن أبي كثير روى عنه عمر بن يونس اليمامي وسعيد بن سليمان الواسطي، سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول هو ضعيف الحديث، منكر الحديث، ما أعلم له حديثًا صحيحًا اهـ
قُلْتُ يتبين من مجموع أقوال أئمة الجرح والتعديل أن قصة نداء الملك الحاج إذا وضع رجله في الغرز قصة واهية، وهي غريبة ومنكرة لا تحل روايتها


رابعًا بديل ثالث

قد يتوهم القارئ الكريم من عدم صحة هذه القصة أن الله تعالى يقبل الحج من مال حرام، ولكن هيهات هيهات، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه ح ، والترمذي في السنن ، وأحمد ح من حديث فضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ّّ المؤمنون ، وقال يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ّّ البقرة ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟
قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن غريب، وإنما نعرفه من حديث فضيل بن مرزوق، وأبو حازم هو الأشجعي اسمه سلمان مولى عزة الأشجعية اهـ


خامسًا فوائد

قد يسأل طالب هذا الفن إذا كان هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه فلماذا قال الإمام الترمذي «هذا حديث حسن غريب»
قلت وللإجابة عن هذا السؤال نقول والله المستعان كذا الحديث انفرد بروايته فضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة كما بينا من جميع طرق الحديث عند مسلم والإمام الترمذي والإمام أحمد، وكذلك عند الإمام الدارمي في «السنن» ح ، والإمام ابن منده في كتاب «التوحيد» ح
وفضيل بن مرزوق أورده الحافظ ابن حجر في «التقريب» قال فضيل بن مرزوق الأغر الرقاشي صدوق يهم اهـ
قلت لهذا عندما أورد الألباني رحمه الله في «الصحيحة» هذا الحديث وعزاه إلى الإمام مسلم قال وإسناده حسن، فإن فضيل بن مرزوق صدوق يهم كما قال الحافظ في «التقريب» اهـ
قلت وبهذا يتبين سبب قول الإمام الترمذي «هذا حديث حسن غريب»
دفاع عن الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري رحمه الله نقل الإمام الذهبي في «الميزان» قال وقال أبو عبد الله الحاكم فضيل بن مرزوق ليس على شرط الصحيح وعيب على مسلم إخراجه في الصحيح
أ قلت هذا الحديث الذي أخرجه مسلم تفرد به فضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة، وهذا التفرد عند الحاكم يجعل الحديث عنده ليس على شرط الصحيح، بل يجعله شاذًا حيث نقل الحافظ ابن كثير في «اختصاره علوم الحديث» النوع فقال قال الحاكم النيسابوري الشاذ هو الذي ينفرد به الثقة وليس له متابع» اهـ ثم نقل رد الإمام ابن الصلاح على الإمام الحاكم، فقال « قال ابن الصلاح ويشكل على هذا الحديث «الأعمال بالنيات» فإنه تفرد به عمر وعنه علقمة وعنه محمد بن إبراهيم التيمي وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري» اهـ
قلت هذا رد بالنسبة لتفرد فضيل بن مرزوق ويجعل الحديث ليس على شرط الصحيح عند الحاكم بل يجعله شاذًا، وهذا قول فيه نظر كما بينا من رد الإمام ابن الصلاح على الحاكم بأول حديث افتتح به أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري صحيحه
ب أما إن كان يقصد الحاكم رحمه الله بقوله «فضيل بن مرزوق ليس على شرط الصحيح» العدالة والضبط فهذا الأمر للحاكم فيه أوهام كما بينها علماء هذا الفن
وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد أخرج الحاكم رحمه الله في كتابه «المستدرك على الصحيحين» قال أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، حدثنا أبو بكر محمد بن النضر الماوردي، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا يعقوب بن الوليد، حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله «إن الشيطان حساس لحاس فاحذروه على أنفسكم من بات وفي يده ريح فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه»
قال الحاكم «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ» اهـ
قال الإمام الذهبي رحمه الله في «التلخيص» «بل موضوع فإن يعقوب بن الوليد كذبه أحمد والناس» اهـ
قلت ويعقوب بن الوليد لم يرو له البخاري كما هو مبين في كتاب «الجمع بين رجال الصحيحين» للإمام ابن القيسراني في التراجم من حتى فإخراج الإمام الحافظ أبي عبد الله الحاكم لهذا الحديث الموضوع وقوله هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وتعقب الإمام الذهبي له هذا الحديث والعديد من الأحاديث دليل على أوهام الإمام الحاكم رحمه الله في العدالة والضبط والحاكم على الحديث ولذلك أورد الإمام الذهبي هذا الحديث في «الميزان» وجعله من مناكير يعقوب بن الوليد وقال قال أحمد مزقنا حديثه، وكذبه أبو حاتم ويحيى وقال أبو داود غير ثقة، وقال أحمد أيضًا كان من الكذابين الكبار يضع الحديث » اهـ
قلت وبهذا يصبح قول الحاكم رحمه الله «فضيل بن مرزوق ليس على شرط الصحيح وعيب على مسلم إخراجه الصحيح» قول فيه نظر كما بينا آنفًا
ب الدفاع الثاني عن الإمام مسلم
نقل الإمام الذهبي في «الميزان» عن الإمام ابن حبان أنه قال «فضيل بن مرزوق منكر الحديث جدًا، يروي عن عطية الموضوعات»
قلت هذا قول بينه الإمام ابن حبان في «المجروحين» حيث قال «والذي عندي أن كل ما روى عن عطية من المناكير يعرف ذلك كله بعطية ويبرأ فضيل منه»
قلت وهذا الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم من رواية فضيل بن مرزوق لم يكن من روايته عن عطية العوفي حتى نقول يلزق ذلك كله بعطية ويبرأ فضيل منه، ولكن هذا الحديث الذي أوردته بديلاً أخرجه الإمام مسلم من رواية فضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت»
وفي «تهذيب الكمال» بين الإمام المزي أن عدي بن ثابت أخرج له الأئمة الستة روى عن أبي حازم الأشجعي عند الأئمة الستة وروى عنه فضيل بن مرزوق عند مسلم في «الصحيح»، والترمذي في «السنن»، وقال الحافظ ابن حجر في «التقريب» «عدي بن ثابت الأنصاري ثقة» اهـ
قلت وبهذا يتبين أن الإمام مسلم رحمه الله أخرج الحديث من رواية فضيل بن مرزوق عن الثقة عدي بن ثابت
لذلك قال الإمام الحافظ ابن عدي في «الكامل» في ختام ترجمته «ولفضيل أحاديث حسان وأرجو أن لا بأس به» اهـ
قلت وبهذا يتبين دقة حكم الإمام الترمذي على هذا الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه بقوله «هذا حديث حسن غريب»
وأورده الحافظ ابن حجر في «التهذيب» ونقل أقوال أئمة الجرح والتعديل في فضيل بن مرزوق
أ قال معاذ بن معاذ سألت الثوري عنه فقال ثقة
ب وقال الحسن بن علي الحلواني سمعت الشافعي يقول سمعت ابن عيينة يقول فضل بن مرزوق ثقة
جـ وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين ثقة
د وقال عبد الخالق بن منصور عن ابن معين صالح الحديث إلا أنه شديد التشيع
المجتمع وقال أحمد لا أعلم إلا خيرًا
ن وقال النسائي ضعيف
هـ وقال العجلي جائز الحديث صدوق وكان فيه تشيع
و وقال أحمد لا يكاد يحدث عن غير عطية
الاستنتاج من أقوال أئمة الجرح والتعديل التي نقل الحافظ ابن حجر في «تهذيب التهذيب» لخص الحافظ الحكم بحيث يشمل أصح ما فيه في فضيل بن مرزوق في «التقريب» حيث قال في «المقدمة» «إني أحكم على كل شخص منهم بحكم يشمل أصح ما قيل فيه، وأجل ما وصف به بألْخَص عبادة وأخلص إشارة»
فقال الحافظ في «التقريب» «فضيل بن مرزوق صدوق يهم ورمي بالتشيع» اهـ
قلت بهذا يتبين أن أوهام فضيل بن مرزوق تركزت في ناحيتين


الأولى التشيع

ولكن بين الإمام الذهبي في «الميزان» ما هذا التشيع فقال «وكان معروفًا بالتشيع من غير سب» اهـ
قلت يتبين أن تشيع فضيل بن مرزوق من غير سب فيما أورده الإمام الذهبي من مناكيره وأوهامه «وروى زيد بن الحباب، عن فضيل بن مرزوق، عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي مرفوعًا «إن تُؤمروا أبا بكر تجدوه أمينًا مسلمًا زاهدًا في الدنيا راغبًا في الآخرة، وإن تُؤمروا عمر تجدوه قويًا أمينًا لا تأخذه في الله لومة لائم، وإن تؤمِّروا عليًا ولا أظنكم فاعلين تجدوه هاديًا مهديًا يسلك بكم الطريقة
قلت انظر إلى دقة الحكم «كان معروفًا بالتشيع من غير سب»
فالحديث تشم فيه رائحة التشيع، ولكن من غير سب في أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما
فانظر إلى دقة الإمام مسلم رحمه الله لم يخرج للفضيل الأحاديث التي جاءت من هذه الناحية، وهذه الأمور التي يعرف بها أئمة هذا الفن الوضع لأنها «قرينة في الراوي»
والأخرى روايته عن عطية العوفي
ولقد أكثر فضيل بن مرزوق من روايته عن عطية العوفي حتى قال أحمد لا يكاد يحدث عن غير عطية اهـ
فضعَّف أيضًا من هذه الناحية حتى قال ابن حبان يروي عن عطية الموضوعات، ثم حاول أن يبرئ فضيل بن مرزوق من هذه المنكرات والموضوعات ويلزقها بعطية كما بينا آنفًا، ومع ذلك لم يرو له الإمام مسلم من طريق عطية حديثًا واحدًا، وهذا من دقة الإمام مسلم
فلم يرو لفضيل بن مرزوق في صحيحه إلا من طريقين
أ فضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت وهو ثقة كما بينا
ب فضيل بن مرزوق عن شقيق بن عقبة العبدي، هذا من البحث في الرواة الذين روى عنهم مرزوق بن فضيل كما في «تهذيب الكمال» لذلك قال الإمام ابن القيسراني في «الجمع بين رجال الصحيحين» أفراد مسلم وحده «فضيل بن مرزوق الأغر الرؤاسي يكنى أبا عبد الرحمن من أهل الكوفة سمع شقيق بن عقبة في الصلاة، وعدي بن ثابت في الزكاة روى عنه يحيى بن آدم وأبو أسامة في الزكاة» اهـ
قلت إذن لم يرو الإمام مسلم لفضيل بن مرزوق إلا هذين الحديثين
الأول حديث فضيل بن مرزوق عن شقيق بن عقبة عن البراء بن عازب أخرجه الإمام مسلم في «صحيحه» ح في كتاب «المساجد ومواضع الصلاة» باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر
قال مسلم عقب هذا الحديث «ورواه الأشجعي عن سفيان الثوري عن الأسود بن قيس عن شقيق بن عقبة عن البراء بن عازب قال قرأناه مع النبي زمانًا بمثل حديث فضيل بن مرزوق
قلت وهذا من دقيق فقه الإمام مسلم في هذا الفن حيث جعل الأسود بن قيس متابعًا متابعة تامة لفضيل بن مرزوق فهي متابعة تامة كلية
والأسود بن قيس ثقة كذا قال الحافظ في التقريب ، وشقيق بن عقبة ثقة أيضًا كذا قال الحافظ في التقريب
قلت وبهذا يتحقق قول ابن حبان «والذي عندي أن كل ما روى عن عطية من المناكير يلزق ذلك كله بعطية ويبرأ فضيل منها وفيما وافق الثقات من الروايات عن الأثبات يكون محتجًا به» اهـ
قلت وهذا بالنسبة لحديث فضيل بن مرزوق في الصلاة
فالإسناد لم يكن من رواية فضيل عن عطية العوفي وله متابع من الثقات في روايته عن الأثبات والمتن في الصلاة بعيدًا عن التشيع
الآخر حديث فضيل بن مرزوق ف يالزكاة فالإسناد لم يكن من رواية فضيل عن عطية العوفي، والمتن في كتاب الزكاة باب قبول الصدقة من الكسب الطيب
وترجمة الباب التي استنبطها الإمام النووي من الأحاديث تجعل قول النبي «لا يقبل إلا طيبًا» في جملة «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا» يشهد لها الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله «ما تصدق أحد بصدقة من طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يُربي أحدكم فَلُوّه» أو فصيله»
أخرجه الإمام البخاري ح ، ، ومسلم كتاب الزكاة باب قبول الصدقة من الكسب الطيب ح ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، والدارمي ، وابن خزيمة في التوحيد ص ، ، ، والآجري في «الشريعة» ص ، ، والبيهقي في الأسماء والصفات ص
قلت فحديث فضيل بن مرزوق بتمامه حسن غريب، كما قال الإمام الترمذي، وجملة «لا يقبل إلا طيبًا»، والتي تدل على مناسبة الحديث لترجمة الإمام النووي للباب هذه الجملة من حديث فضيل صحيحة لغيرها يشهد لها «ولا يقبل الله إلا الطيب» حديث أبي هريرة المتفق عليه، فهي متابعة قاصرة جزئية
وبهذا يسلم الإمام مسلم رحمه الله مما قاله الحاكم حيث قال «فضيل بن مرزوق ليس من شرط الصحيح، عيب على مسلم إخراجه في الصحيح»
ويسلم أيضًا مما قاله ابن حبان حيث قال «فضيل بن مرزوق منكر الحديث جدًا، يروي عن عطية الموضوعات» يجب تجنب رواية فضيل عن عطية العوفي
ويسلم الإمام مسلم بدقة نقده للمتون من قول ابن معين في فضيل بن مرزوق «صالح الحديث إلا أنه شديد التشيع» حيث اجتنب المتون التي يظهر فضيل فيها تشيعه ولم يرو الإمام مسلم رحمه الله إلا حديثين أحدهما في الصلاة والآخر في الزكاة ثابتين إن شاء الله كما بينا آنفًا
هذا ما وفقني الله إليه من تخريج وتحقيق هذه القصة، ومن الدفاع عن إمامنا الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله وعن صحيحه خاصة في هذه الأيام التي يتعرض لها الصحيحين من طعن الذين لا دراية لهم بمبادئ أصول هذا الفن
والله من وراء القصد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mega4up.com
 
الداعية والقصص الواهية قصة نداء الملك على الحاج إذا وضع رجله على الغرز
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشربينى للبرمجيات واشهار المواقع والمنتديات  :: 

الاسلاميات  :: الحديث الشريف

-
انتقل الى: