السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليت شعري عنْ خليلي ما الَّذِي ......غالَهُ في الحبِّ حَتَّى وَدعَهْ ؟
يستخدم العرب جملة ( ليت شعري ) ويليها غالبا استفهام يؤكد رغبة السائل في
معرفة أمر خفي عنه ، يتمنى أن يشعر به ويعلمه ..
وهذا حسان بن ثابت - رضي الله عنه - يخبرنا عن معناها في قوله :
يا ليت شعري وليت الطير تخبرني .... ما كان شــأن علي وابن عفانا
فكلمة شَعرْتُ به تعني فَطِنْتُ ، وعَلِمْتُ به.
وما يُشْعُرِكَ ، أي : ما يدريك.
شَعَرْتُهُ ، أي: عَقَلْتُه وفهمته.
********************
جاء في لسان العرب :
( لَيْتَ شِعْرِي أَي ليت علمي أَو ليتني علمت، وليتَ شِعري من ذلك أَي ليتني شَعَرْتُ ،
قال سيبويه: قالوا ليت شِعْرَتي فحذفوا التاء مع الإِضافة للكثرة ....
وحكى اللحياني عن الكسائي: ليتَ شِعْرِي لفلان ما صَنَعَ، وليت شِعْرِي عن فلان ما صنع، وليتَ شِعْرِي
فلاناً ما صنع؛ وفي الحديث: " ليتَ شِعْرِي ما صَنَعَ فلانٌ " أَي ليت علمي حاضر أَو محيط بما صنع،
فحذف الخبر، وهو كثير في كلامهم...
وفي التنزيل: (( وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ )) ، أَي وما يدريكم.
وأَشْعَرْتُه فَشَعَرَ أَي أَدْرَيْتُه فَدَرَى.
وشَعَرَ به: عَقَلَه....).
****************
وكثيرا ما يأتي بعدها أسلوب إنشائي ( استفهام ) :
يقول زهير بن أبي سلمى :
ألا ليت شعري: هل يرى الناسُ ما أرى ....من الأمْرِ أوْ يَبدو لهمْ ما بَدا لِيَا ؟
ومن ذلك قول أحد خلفاء بني أمية لأبي حازم سلمة بن دينار :
يا أبا حازم ليت شعري أين المصير في الآخرة؟؟
قال له : اعرض نفسك على كتاب الله ؛ فإن الله يقول :
(( إِنَّ الْأَبْرَار لَفِي نَعِيم وَإِنَّ الْفُجَّار لَفِي جَحِيم )).
ومن أمثلة ذلك :
كلّ من لاقيت يشكو دهره...... ليت شعري هذه الدنيا لمن ؟
ليت شعري أي أحداث جرت ..... أنزلت روحك سجنا موصدا ؟
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ..... بوادي الغضا أزجي القلاص النواجيا؟
******************
وجاء في النحو الوافي...
( وتختص ليت بأسلوب يلتزم فيه العرب حذف خبرها، وهو قولهم: " ليت شعري ...".
ومع حذفهم الخبر فيه باطراد يلتزمون أن يذكروا اسمها، وأن يكون هذا الاسم كلمة ( شِعر ) مضافة إلى
ياء المتكلم، وبعدها الخبر المحذوف وجوبا، ثم تذكر بعده جملة مصدرة باستفهام نحو : ليت شعري ...
أمقيم أخي أم ظاعن؟ ... يريدون: ليت شعري عالم بجواب هذا السؤال، ... أو مخبَر بجوابه.
******************
وبالنسبة لإعرابها وفق ماجاء أعلاه فإني أقول :
ليت / حرف تمن ونسخ مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب .
شعري / اسم ليت منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ماقبل ياء المتكلّم منع من ظهورها
اشتغال المحلّ بحركة ياء المناسبة لها ، والياء ضمير متّصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة ،
والخبر محذوف وجوبا تقديره حاصل .
والله أعلم .
مما استوقفني وأحببت نقله