منتدى الشربينى للبرمجيات واشهار المواقع والمنتديات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الشربينى للبرمجيات
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخولالتسجيل
صورة صاحب المنتدى محمدالشربينى 01062618079

 

 ما يعمل عمل ليس من الحروف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المديرمحمدالشربينى
مدير المنتدى محمدالشربينى
مدير المنتدى محمدالشربينى
المديرمحمدالشربينى


الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 2845
نقاط : 62827
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 13/04/1985
تاريخ التسجيل : 03/01/2010
العمر : 39
الموقع : www.mega4up.com

ما يعمل عمل ليس من الحروف    Empty
مُساهمةموضوع: ما يعمل عمل ليس من الحروف    ما يعمل عمل ليس من الحروف    I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 13, 2010 12:53 am

أولا : ما النافية .



تنقسم " ما " النافية إلى قسمين : ـ

1 ـ ما النافية التي لا عمل لها ، ودخولها على الجملة لا يؤثر فيها ، وتعرف بالتميمية ، وسبب عدم عملها ؛ أنها أهملت إهمال ليس عند الكوفيين ، ولا يختص دخولها على الأسماء ، وإنما تدخل على الأسماء والأفعال على حد سواء ، لذلك أهملها التميميون .

مثال دخولها على الأسماء : ما أخوك قائم ، وما عمرو مسافر .

فأخوك مبتدأ ، وقائم خبره .

ولم يرد ذكرها في القرآن الكريم مع الأسماء . وقد كثر ذكرها مع الأفعال الماضية والمضارعة .

مثال دخولها على الأفعال الماضية ، 67 ـ قوله تعالى : { فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين }1 . وقوله تعالى : { ما اتبعوا قبلتك }2 .

وقوله تعالى : { وما كان من المشركين }3 .

ومثال دخولها على الأفعال المضارعة قوله تعالى : { وما يعلمنا من أحد }4 .

وقوله تعالى : { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج }5 .

وقوله تعالى : { ما يأكلون في بطونهم إلا النار }6 .

ـــــــــــــ

1 ـ 16 البقرة . 2 ـ 145 البقرة .

53 ـ 67 آل عمران . 4 ـ 105 البقرة .

6 ـ المائدة . 6 ـ 174 البقرة .



2 ـ ما النافية العاملة ، والتي يختص دخولها بالأسماء ، وتعمل عمل ليس ؛ لأنها

تشبهها في نفي الحال عند الجمهور وتعرف بالحجازية .

68 ـ نحو قوله تعالى : { ما هذا بشر }1 . وقوله تعالى : { ما هن أمهاتهم }2 .



شروط عملها :

تعمل ما النافية بشروط هي : ـ

1 ـ ألا يتقدم خبرها على اسمها . إذ لا يصح أن نقول : ما مسافرا محمد .

2 ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها . فلا يصح أن نقول : ما عمله محمد مشكورا ، وما يوم الجمعة محمد قادما ، وما عند السفر عليّ منتظرا .

3 ـ الا تقترن بـ " إن " الزائدة . فلا يجوز أن نقول : ما إن محمد مسافرا .

4 ـ ألا ينتقض النفي بإلا ، فإذا انتقض بطل عمل " ما " .

نحو قوله تعالى : { وما محمد إلا رسول }3 .

وقوله تعالى : { ما أنتم إلا بشر مثلنا }4 . فـ " محمد " مبتدأ ، و " رسول " خبر .

5 ـ ألا تتكرر . ومن الأمثلة التي استوفت فيها " ما " الشروط السابقة قولهم :

ما رجلٌ أكرمَ من حاتم ، وما محمد أشجعَ من علي .

ومنه قوله تعالى : { ما منكم من أحد عنا حاجزين }5 .

33 ـ ومنه قول الشاعر :

ما الحسن في وجه الفتى شرفا له إذا لم يكن في فعله والخلائق

وقول الآخر :

أبناؤها متكنفون أباهم حنقوا الصدور وما هم أولادها

الشاهد في الآية قوله تعالى : { من أحد عنه حاجزين } من : حرف جر زائد ، وأحد : اسم ما في محل رفع ، وحاجزين : خبرها منصوب .

ــــــــــــــــــــ

1 ـ 31 يوسف . 2 ـ 2 المجادلة .

3 ـ 144 آل عمران . 4 ـ 15 ياسين . 5 ـ 47 الحاقة .



والشاهد في البيتين : " ما الحسن شرفا " ، و " وما هم أولادها " . فـ " الحسن " في الشاهد

الأول ، والضمير المنفصل " هم " في الشاهد الثاني كل منهما وقع اسما لما النافية العاملة مرفوعا

بها ، و" شرفا " ، و " أولادها " خبراها منصوبان بها .



تنبيهات وفوائد :

1 ـ يكثر اتصال خبر " ما " النافية العاملة عمل ليس بالباء الزائدة .

69 ـ كقوله تعالى : { وما ربك بظلام للعبيد }1. وقوله تعالى : { وما هم بمؤمنين }2 .

وقوله تعالى : { وما صاحبكم بمجنون }3 .

34 ـ ومنه قول امرئ القيس :

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثلِ

الشاهد في البيت " بأمثل " فالباء زائدة ، وأمثل خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحرمة حرف الجر الزائد .

2 ـ ذكرنا سابقا أنه يمتنع تقديم خبر " ما " العاملة على اسمها إذا كان الخبر اسما ظاهرا ، غير أنه يجوز التقديم إذا كان الخبر شبه جملة .

35 ـ كقول عبد الله بن كعب الحميري :

وما لي شيء منكما غير أنني أمني الصدى ظليكما فأطيل

الشاهد : وما لي شيء ، حيث قدم خبر " ما " النافية العاملة عمل ليس على اسمها

" شيء " ، وفيه خلاف بين النحاة ، فمنهم من أبطل عملها ، وجعل " لي " في محل رفع خبر مقدم ، و " شيء " مبتدأ مؤخر .

3 ــ من شروط عمل ما عدم زيادة " إن " بعدها ، غير أنه يجوز زيادة غيرها من الأحرف كم الجارة . 70 ـ نحو قوله تعالى : { فما منكم من أحد عنه حاجزين }4 .

ـــــــــــــ

1 ـ 46 فصلت . 2 ـ 8 البقرة .

3 ـ 22 التكوير . 4 ـ 47 الحاقة .



ومنه قول الشاعر :

لا ينسينك الأسى تأسيا فما من حِمام أحدٌ معتصما

الشاهد في الآية قوله تعالى : فما منكم من أحد ، حيث جيء بـ " من " الجارة بعد " ما " .

والشاهد في البيت قول الشاعر : ما من حمام ، حيث قدم معمول الخبر " معتصما " وهو الشبه الجملة الجار والمجرور على اسمها ، وجاءت من الجارة بعد " ما " العاملة .

4 ـ إذا وقعت " بل ولكن " بعد " ما " النافية العاملة ، وجب رفع ما بعدها على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، باعتبار بل ولكن ابتدائيتين ، وليستا عاطفتين ؛ لأن " ما " لا تعمل في الموجب ، وإنما تعمل في المنفي . نحو : ما محمد مسافرا بل مقيم ،

وما زيد مهملا لكن مجتهد .

وعلة عدم إعمالها بعد بل ولكن أن " ما " تقتضي العمل في المنفي ، و " بل ولكن " في هذه الحالة يقتضيان الإيجاب .

فإذا عطف على معمولي " ما " بحرف يقتضي النفي ، ولا يقتضي الإيجاب كـ " الواو " مثلا جاز النصب . نحو : ما سعيد كسولا ولا مهملا .

وجاز الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف . نحو : ما سعيد كسولا ولا مهملٌ {1} .



ثانيا ـ " لا " النافية ، وهي إما عاملة ، أو غير عاملة .

1 ـ " لا " النافية العاملة عمل ليس ، وتعرف بلا الحجازية أيضا ، وهي لنفي الوحدة ، وتعمل بالشروط الآتية ، وإن كان عملها عمل " ليس " على قلة .

أ ـ أن يكون اسمها وخبرها نكرتين . نحو : لا رجل مسافرا .

ب ـ ألا يتقدم خبرها على اسمها . فلا يجوز أن نقول : لا رجلا مسافر .

ج ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها إلا إذا كان شبه جملة .

ـــــــــــــــ

1 ـ جامع الدروس العربية ج2 ص293 .



نحو : لا في الدار أحد موجودا .

د ـ ألا يكون خبرها محصورا بإلا ، فلا تقول : لا طالب إلا متفوقا .

هـ ـ ألا تتكرر ، لأن نفي النفي إثبات ، وهي لا تعما إلا في النفي .

ومما سبق نجد أن الشروط المتوفرة في عمل " ما " هي نفس الشروط المطلوبة في عمل " لا " ،

ما عدا شرط عدم زيادة " إن " فإنها لا تزاد بعد " لا " أصلا .

ومن الأمثلة التي استوفيت فيها الشروط قولنا : لا رجلٌ أفضلَ من رجل .

36 ـ ومنه قول الشاعر* :

تعز فلا شيء على الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا

الشاهد : فلا شيء باقيا . لا : نافية تعمل عمل ليس ، وشيء : اسمها مرفوع ، وباقيا :

خبرها منصوب .

ومنه قول الآخر* :

إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا

ومنه قول المتنبي :

نصرتك إذ لا صاحبٌ غيرَ خاذل فبؤت حصنا بالكماة حصينا

37 ـ والغالب في خبرها الحذف كقول سعيد بن مالك :

من صد عن نيرانها فأنا ابن قيس لا براح

الشاهد : لا براح ، فلا نافية عاملة عمل ليس ، وبراح اسمها مرفوع ، وخبرها محذوف تقديره :

لا براح لي .

2 ـ " لا " النافية غير العاملة ، وهي لا تختص بالدخول على الأسماء ، وإنما تدخل على الأسماء ،والأفعال ، كما هو الحال في " ما " غير العاملة .

فإذا دخلت على الأسماء بقيت الجملة بعدها مبتدأ وخبرا .

71 ـ نحو قوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }1 .

ـــــــــ

1 ـ 47 الصافات .



وقوله تعالى : { لا بيع فيه ولا خلال }1 .

وقوله تعالى : { لا الشمس ينبغي ان تدرك القمر }2 .

ويشترط فيها التكرار إذا وليها نعت . نحو قوله تعالى : { زيتونة لا شرقية ولا غربية }3 .

72 ـ وقوله تعالى : { لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث }4 .

ومثال دخولها على الأفعال قوله تعالى : { فلا صدق ولا صلى }5 .

وقوله تعالى { لا يعزب عنه مثقال ذرة }6 .

وقوله تعالى : { فلا أقسم بمواقع النجوم }7 .

ــــــــــــ

1 ـ 31 إبراهيم . 2 ـ 40 ياسين .

3 ـ 35 النور . 4 ـ 71 البقرة .

5 ـ 31 القيامة . 6 ـ 3 سبأ .

7 ـ 75 الواقعة .



فوائد وتنبيهات



1 ـ تعمل " لا " عمل ليس بقلة وندرة كما ذكرنا آنفا ، ولم يرد عملها في القرآن ، ولم يسمع إلا في الشعر كم مثلنا سابقا في موضعه .

38 ـ وقد يكون منه قول الراعي النميري ، ـ والغالب ألا يكون ـ وسنوضحه في الإعراب :

وما صرمتك حتى قلت معلنة لا ناقة لي في هذا ولا جمل

وذلك إذا جعلنا " ناقة " اسما لـ " لا " ، و " لي " متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر لها .

أما قوله تعالى : { لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }1 .

فالاختيار عند النحويين الرفع والتنوين على الابتداء {2} .

و " عليهم " متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ " خوف " ، و " لا " لا عمل لها ، وعلتهم في ذلك قوله تعالى : ولا هم يحزنون ، أن ما بعد " لا " معرفة ،

و " لا " لا تعمل إلا في النكرة ، فحملوا الأول على الثاني .

أي حملوا قوله تعالى : لا خوف عليهم ، على قوله تعالى : ولا هم يحزنون .

وبعضهم أجاز أن تكون " لا " عاملة عمل ليس ، وجعل " خوف " اسمها وشبه الجملة في محل نصب خبرها ، وعلة من أجاز ذلك أنه لا يشترط في عملها أن يكون اسمها وخبره نكرتين ، فقد ذكر ابن جني أنه لا يشترط في عملها هذا الشرط . فقد يأتي اسمها معرفة ، وخبرها نكرة ، واستشهد على ذلك بقول النابغة الجعدي :

وحلت سواد القلب لا أنا باغيا سواها ولا عن حبها متراخيا

ومنه قول المتنبي :

إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا

ــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 38 البقرة .

2 ـ انظر أحكام القرآن الكريم للقرطبي ج1 ص329 ، وروح المعاني للألوسي ج1 ص240 .



وعلى ذلك حملت الآية السابقة : ولا هم يحزنون .

والشاهد في بيتي الجعدى والمتنبي : ولا أنا باغيا ، و : فلا الحمد مكسوبا .

حيث عملت " لا " عمل ليس ، واسمها ضمير ، والضمير أعرف المعارف ، وكذلك كلمة " الحمد " فهي معرفة بأل . و" باغيا ومكسوبا " خبران لها منصوبان .

وقد يرجع السبب في ندرة عمل " لا " عمل " ليس " بأن شبه " لا " بليس ضعيف ؛ لأن " لا " للنفي مطلقا ، و " ليس " لنفي الحال ليس غير .

2 ـ يجوز في " لا " التي لنفي الوحدة أن تكون لنفي الجنس إذا أريد بها نفي الجميع نفيا عاما ، ولا يستثنى من أفراد جنسها أحد .

ونفرق بين النوعين من " لا " بالقرينة الدالة على إحداها .

فإذ قلنا لا رجلٌ مسافراً . برفع المبتدأ ، ونصب الخبر كانت " لا " لنفي الوحدة ، والتفي في هذه الحالة ليس عاما ، فهو لم يستغرق جميع أفراد جنسها ، بل يكون واحدا أو أكثر ، وكأننا قلنا : ليس رجلٌ مسافراً ، بل رجلان أم ثلاثة .

وإذا قلنا : لا رجلَ مسافرٌ ولا امرأةً . بنصب المبتدأ ورفع الخبر كان النفي مستغرقا جميع أفراد الجنس المنفي ، وفي هذه الحالة يكون التركيب خاطئا . إذ لا يصح أن نقول : لا رجلَ مسافر ولا امرأة ، بل رجلان ؛ لأن المنفي وقع على الجميع ، فلا يستثني منهم أحد .

وقد قرئ قوله تعالى : { لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة }1 .

بالرفع والنصب على الحالتين باعتبار أن " لا " تكون لنفي الوحدة ، وتكون لنفي الجنس إذا وجدت القرينة .

3 ــ ويجوز في " لا " النافية للوحدة أن تهمل وما بعدها يعرب مبتدأ وخبرا ، وفي هذه الحالة يستوجب فيها التكرار .

نحو قوله تعالى : { لا خوف عليهم ولا هم يحزنون }2 .

ـــــــــــــ

1 ـ 254 البقرة . 2 ـ 38 البقرة .



وقوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }1 .

4 ـ لا يتغير عمل " لا " التي للوحدة إذا دخل عليها همزة الاستفهام .

نقول : ألا رجل محسنا إلى للفقير ، ألا طالب فائزا في المسابقة .

5 ـ يجوز اتصال خبرها بـ " الباء " الزائدة كقول سودة بن قارب :

وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة بمغن فتيلا عن سواد بن قارب

الشاهد : بمغن ، فقد زيد الباء قبل خبر لا .

6 ـ ينبغي أن نلاحظ أن معظم الشواهد التي عملت فيها " لا " عمل " ليس " افتقد فيها شرط التكرار كما هو الحال في الأبيات رقم : أ ، ب ، ج ، د .



ثالثا ـ لات .

هي " لا " النافية زيدت عليها تاء لتأنيث اللفظ ، الغرض من زيادتها المبالغة .

وتعمل " لا " عمل " ليس " في بعض المواضع ، ولم تتمكن تمكنها ، ولم تستعمل إلا ومضمر فيها ؛ لأنها كـ " ليس " في المخاطبة ، والإخبار عن الغائب .

ويشترط في عملها الشروط الآتية : ـ

1 ـ أن يكون اسمها وخبرها بلفظ " الحين " .

2 ـ أن يحذف اسمها ، أو خبرها ، والغالب حذف اسمها .

73 ـ نحو قوله تعالى : { ولات حين مناص }2 .

والتقير : ولات الحينُ حينَ مناص . أي : ليس الحين حين مهرب .

39 ـ ومنه قول قول الشاعر* :

ندم الغاة ولات ساعة مندم والبغي مرتع مبتغيه وخيم

الشاهد : ولات ساعة . فقد عملت ساعة في الخبر ؛ لأنه ظرف زمان ، ولكنه ليس بلفظ الحين .

ـــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 47 الصافات . 2 ـ 3 ص .

* لرجل من طي ، ويقال لمحمد بن عيسى بن طلحة ، أو مهلل بن مالك الكناني .



ومنه قول الأعشى :

لات هنَّا ذكرى جبيرة أو من جاء منها بطائف الأهوال

الشاهد : لات هنَّا . وهنَّا ظرف زمان بمعنى " الحين " ، وقد عملت فيه لات النصب خبرا لها .



تنبيهات وفوائد



1 ـ لقد وردي بعض ألفاظ الزمان غير لفظة " حين " بعد " لا " ، ولكنها جاءت مجرورة ، وهذا شاذ في كلام العرب ، لأن ما عليه جمهور النحاة أن تعمل لات عمل ليس فترفع الاسم ، وهو في الغالب ما يكون محذوفا ، وتنصب الخبر ويكون أيضا من ألفاظ الزمان . فما سمع عنهم مجرورا من ألفاظ الزمان بعد " لا " كان الجر بحرف الجر " من " المضمر ، وقد أشار إلى ذلك أبو حيان {1} .

وقال البعض إن الجر بـ " لات " لغة من لغات الغرب ، وإن كان ذلك لم يذكره النحاة كما ذكروا الحروف التي جر بها العرب لغة ، وهي : لعل ، ومتى ، ولولا وغيرها .

ومن الشواهد على مجيء اسم الزمان مجرورا بعد لات ، 40 ـ قول المنذر بن حرملة * :

طلبوا صلحنا ولات أوان فأجبنا أن ليس حين بقاء

الشاهد : ولات أوان . بجر أوان وتنوينها ، أي : ليس الجر جر بناء .

فإذا كان الكسر كسر بناء فلا شاهد في البيت .

ومنه ـ ولكن ليس بلفظ الزمان ـ قول المتنبي :

لقد تصبرت حتى لات مصطبرٍ ولآن أقحم حتى لات مقتحمِ

ـــــــــــــــــــــــــ

1 ـ انظر الحروف العاملة في القرآن الكريم لهادي عطية الهلالي ص551 .

* وقيل لأبي زيد الطائي .



الشاهد : لات مصطبرٍ ، ولات مقتحمِ . حيث جر الشاعر اللفظين بعد لات .

والجر كما ذكرنا : إما على إضمار حرف الجر " من " ، وهو الوحه الحسن ، أو على لغة بعض القبائل .

2 ـ وإذا دخلت " لات " في بعض الأحايين على ألفاظ غير زمانية أهمل عملها ، ورفعت تلك الألفاظ إما على الابتداء ، أو الفاعلية .

كقول شمردل الليثي :

لهفي عليك للهفة من خائف يبغي جَوَارك حين لات مجيرُ

الشاهد : لات مجير . برفع مجير ؛ لأنها لفظة غير زمانية جاءت بعد لات ، مما أبطل عملها ورفع ما بعدها على الوجهين اللذين ثم ذكرهما .

والتقدير : لات له مجير ، أو لات يحصل مجير .

3 ــ لقد التزم النحاة حذف اسم لات ؛ لأن التاء فيها صارت كالفاصل بينها وبين جملتها ، فلم تقو على العمل في معمولين ، ومن ثم أوجبوا أن يكون معمولها بلفظ واحد هو " لفظ الزمان " ليدل بالثابت منها على المحذوف {1} .

4 ـ يرى بعض النحاة إهمال لات مطلقا ، وإذا وجد الاسم بعدها منصوبا فهو مفعول به لفعل محذوف تقديره : لات أرى حين مناص ، وإذا وجد مرفوعا فهو مبتدا وخبره محذوف ، والتقدير : لات حينُ مناص كائن لهم . والله أعلم .



رابعا ـ إن :

حرف نفي يعمل عمل ليس بقلة وندرة ، ولا يشترط في اسمها وخبرها أن يكونا نكرتين . نحو : إن معلمٌ حاضراً .

بل جاز في اسمها التعريف ، وفي خبرها التنكير . نحو : أن محمدٌ قائماً .

وتعمل " إن " بشرط حفظ النفي والترتيب ، 74 ـ نحو : إن أحدٌ خيراً من أحد .

ــــــــــــــــــــــــ

1 ــ انظر كتاب الجمانة في شرح الخزانة للشيخ ناصيف اليازجي ج2 ص188 .



وحفظ النفي لا يكون إلا بعدم انتقاض خبرها بإلا ، فإن انتقض أهملت .

75 ـ نحو قوله تعالى : { إن هذا إلا ملك كريم }1 .

وقوله تعالى : { إن هذا إلا أساطير الأولين }2 .

وأما حفظ الترتيب ألا تقدم خبرها ، أو معموله على اسمها . فلا يصح أن نقول : إن موجودا أخوك ، ولا : إن عمله خالد مشكورا .



فوائد وتنبيهات



1 ـ ذكر النحويون أن " إن " تعمل عمل ليس بقلة وندرة ، بل أن جمهور النحاة على عدم إعمالها إلا القليل منهم ، وهي بذلك تكون للنفي فقط ، وتدخل على الجمل الاسمية ، والفعلية مثلها مثل " ما " الميمية .

نحو : إن محمد ٌ مجتهدٌ . برفع المبتدأ ، والخبر .

ومنه قوله تعالى : { إن أنت إلا نذير }3 .

وقوله تعالى : { إن نحن إلا بشر مثلكم }4 .

وقوله تعالى : { إن في صدورهم إلا كبر }5 .

والموجب لإبطال عملها في هذه الآيات ، وما شابهها هو انتقاض نفيها بإلا .

ومثال دخولها على الجمل الفعلية ، 76 ـ قوله تعالى : { إن أردنا إلا الحسنى }6 .

وقوله تعالى : { إن يقولون إلا كذبا }7 .

2 ـ وكما ينتقض نفي " إن " النافية غير العاملة بحصر خبرها بـ " إلا "ينتقض أيضا بـ " لمَّا " المشددة . نحو قوله تعالى : { وإن كل نفس لمَّا عليها حافظ }8 .

وقوله تعالى : { وإن كل لمَّا جميع لدينا محضرون }9 .

ـــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 31 يوسف . 2 ـ 18 النمل .

3 ـ 23 فاطر . 4 ـ 11 إبراهيم .

5 ـ 56 غافر . 6 ـ 107 التوبة .

7 ـ 15 الكهف . 8 ـ 4 الطارق . 9 ـ 32 يونس .



غير أنه ورد النفي بها مع إهمالها دون نقض الخبر بـ " إلا " ، أو " لمَّا .

نحو قوله تعالى : إن عندكم من سلطان }1 .

وقوله تعالى : { وإن أدري أقريب أم بعيد }2 .

فـ " إن " في الآيتين غير عاملة مع أنها دخلت في الآية الأولى على الجملة الاسمية .



نماذج من الإعراب

" ما " النافية



67 ـ قال تعالى : { فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين } .

فما ربحت : الفاء حرف عطف مع التعقيب ، ما نافية لا عمل لها ، ربحت فعل ماض مبني على

الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة .

تجارتهم : تجارة فاعل مرفوع ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وجملة : ربحت .. إلخ معطوفة على ما قبلها .

وما كانوا : الواو عاطفة ، وما نافية لا عمل لها ، كان فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسمها . مهتدين : خبر كان منصوب بالياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم .

وجملة : ما كانوا ... إلخ معطوفة على ماقبلها .



68 ـ قال تعالى : { ما هذا بشرا } .

ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب يعمل عمل ليس .

هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفه اسم ما .

بشرا : خبر ما منصوب .

ـــــــــــــــ

1 ـ 68 يونس . 2 ـ 109 الأنبياء .



33 ـ قال الشاعر :

ما الحسن في وجه الفتى شرفا له إذا لم يكن في فعله والخلائق

ما الحسن : ما نافية تعمل عمل ليس ، والحسن اسمها مرفوع بالضمة .

في وجه : جار ومجرور متعلقان بالحسن ، ووجه مضاف .

الفتى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر .

شرفا له : شرفا خبر ما منصوب بالفتحة ، له جار ومجرور متعلقان بـ " شرفا " .

إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط .

لم يكن : لم حرف نفي وجزم وقلب ، يكن فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ، واسمها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على الحسن .

في فعله : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكن ، وفعل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

والخلائق : الواو حرف عطف ، الخلائق معطوف على فعل مجرور بالكسرة .



69 ـ قال تعالى : { وما ربك بظلام للعبيد } .

وما ربك : الواو حرف عطف ، ما نافية عاملة ، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وربك اسمها مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه .

بظلام : الباء حرف جر زائد ، ظلام خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .

للعبيد : جار ومجرور متعلقا بـ " ظلام " .



34 ـ قال الشاعر :

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل

ألا : حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

أيها : منادي نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب بياء النداء المحذوفة ، وها حرف تنبيه لا محل له من الإعراب .

الليل : بدل مرفوع بالضمة لأن الليل اسم جنس جامد ، أو عطف بيان ، ولا يصح أن يكون صفة لأنه غير مشتق .

ويعربه البعض بالنصب تبعا لمحل " أي " ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الإتباع اللفظية وهي الضمة .

واتبعت ضمة البناء ـ مع أنها لاتتبع ـ لكونها عارضة فأشبهت ضمة الإعراب .

والأحسن الرفع على البدلية ، أو عطف البيان ، وهو رأي أكثر النحاة .

الطويل : صفة مرفوعة بالضمة .

ألا انجلي : ألا حرف5 تنبيه مؤكد للأول ، انجلي فعل أمر مبني على حذف حرف العلة هو " الياء " أما الياء التابثة في آخر الفعل فهي مزيدة لإشباع كسرة اللام .

ومن الشواهد على ثبوت الحرف الشبيه بالحرف المحذوف من أخر الفعل المعتل الآخر في حالتي البناء ، أو الجزم قوله تعالى : { سنقرئك فلا تنسى }1 .

فلا ناهية تجزم الفعل المضارع ، وتنسى فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف حرف العلة الألف ، والألف المتلصة بالفعل صلة لفتحة السين .

ومنه في الكسر قول الشاعر :

ألم يأتيك والأنباء تنمي بما لاقت لبون بني زياد

فالياء في " يأتيك " المجزوم بلم صلة لكسرة التاء في الفعل ، فكان مقتضى القياس حذفها ولنها ثبتت لضرورة الشعر {2} .

ــــــــــــــــــــــ

1 ـ 6 الأعلى . 2 ـ انظر فتح الكريم المتعال إعراب المعلقات العشر الطوال ص106 للدرة .



وفاعل انجلي ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .

والجملة الفعلية مع الجملة الندائية في محل نصب مقول القول في البيت السابق . بصبح : جار ومجرور متعلقان بالفعل انجلي .

وما الإصباح : الواو للحال ، ما نافية عاملة ، الإصباح اسمها مرفوع بالضمة .

منك : جار ومجرور متعلقان بأمثل .

بأمثل : الباء حرف جر زائد ، أمثل خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد . وصرف لضرورة الشعر ، والأصل فيه الجر بالفتحة لمنعه من الصرف لأنه وصف على وزن أفعل ، وجملة : وما الإصباح ... إلخ في محل نصب حال من فاعل انجلي ، والرابط الواو ، والضمير المجرور في قوله " منك " .



35 ـ قال الشاعر :

وما لي شيء منكما غير أنني أمني الصدى ظليكما فأطيل

وما لي : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية عاملة عمل ليس ، لي جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر ما مقدم على اسمها ، وفيه نظر .

شيء : اسم ما مؤخر مرفوع بالضمة .

تنبيه : بعض النحاة لم يجز إعمال " ما " في مثل هذه الحالة ، لتقدم خبرها على اسمها ؛ لأن من شروط عملها عدم تقدم الخبر على الاسم ، وأجازه البعض إذا كان شبه جملة كما هو الحال في هذا البيت ، وهو موضع الشاهد .

منكما : جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف .

غير : يجوز فيها النصب على الاستثناء ، أو الرفع على البدلية من شيء إذا اعتبرنا أنها مستثنى ، وجملة الاستثناء تامة منفية ، وغير مضاف .

أنني : أن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .

أمني : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا .

الصدى : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر .

وجملة أمني في محل رفع خبر " أنني " .

وجملة أنني وما في حيزها في محل جر بالإضافة لغير .

ظليكما : ظلي منصوبة على نزع الخافض ، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى .

والتقدير : من ظلي ، وظل مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ، وما علامة التثنية .

ولا يصح إعراب " ظليكما " مفعولا به ؛ لأن الفعل " أمني " لا يتعدى لمفعولين .

فأطيل : الفاء للتعليل ، أطيل فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا .



70 ـ قال تعالى : { فما منكم من أحد عنه حاجزين } .

فما : الفاء تفيد التعليل ، ما نافية عاملة عمل ليس عند من أجاز الفصل بينها وبين اسمها بمن الزائدة ، والفصل بشبه الجملة بينها وبين اسمها أيضا .

منكم : جار ومجرور متعلقان إما : بمحذوف في محل نصب حال من " أحد " القادم لأنه تقدم عليه ، ولو تأخر لأعرب صفة له ، وهذا هو الشائع في نعت النكرة إذا تقدم عليها {1} ، وقيل : إنه متعلق بـ " حاجزين " .

وقيل : إن " منكم " يجوز أن تتعلق بمحذوف خبر " ما " {2} .

والذي نراه أن " منكم " متعلقة بمحذوف حال من أحد ، ولو تأخرت عنها لكانت صفة لها .

ــــــــــــــــــــــ

1 ـ انظر روح المعاني للألوسي ج29 ص54 .

2 ـ انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج18 ص 277 .



من أحد : من حرف جر زائد ، أحد اسم ما مجرور لفظا مرفوع محلا بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .

عنه : جار ومجرور متعلقان بحاجزين .

حاجزين : خبر ما منصوب بالياء ، وهو الوجه الأحسن ، وفي بعض الوجوه صفة لأحد على المحل باعتبار " منكم " هي الخبر كما بينا سابقا .



نماذج من الإعراب على

" لا " النافية



71 ـ قال تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون } .

لا فيها : لا نافية لا عمل لها ، فيها جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .

غول : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .

ولا هم : الواو حرف عطف ، لا نافية لا عمل لها ، هم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .

عنها : جار ومجرور متعلقان بينزفون .

ينزفون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .

والجملة الفعلية في محل رفع خبر هم .

والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها .

وأجاز البعض إعمال " لا " عمل ليس باعتبار عدم اشتراط التنكير في اسمها وخبرها .



72 ـ قال تعالى : { لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث } .

لا ذلول : لا نافية لا عمل لها ، ذلول صفة لبقرة مرفوعة بالضمة الظاهرة .

تثير الأرض : تثير فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على البقرة ، الأرض مفعول به منصوب بالفتحة ،

وجملة تثير الأرض في محل رفع صفة ثانية لبقرة .

والمقصود نفي إثارتها للأرض .

ولا تسقي الحرث : الواو حرف عطف ، ولا زائدة لتوكيد النفي .

وجملة تسقي الحرث : معطوفة على ما قبلها " صفة لبقرة أيضا " .



36 ـ قال الشاعر :

تعز فلا شيء على الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا

تعز : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .

فلا شيء : الفاء للاستئناف ، لا نافية تعمل عمل ليس ، شيء اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره .

على الأرض : جار ومجرور متعلقا بـ " واقيا " .

باقيا : خبر لا منصوب بالفتحة ، وجمله لا شيء ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

ولا وزر : الواو حرف عطف ، لا نافية عاملة ، وزر اسمها مرفوع .

مما : من حرف جر ، ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بـ " واقيا " .

قضى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر .

الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .

واقيا : خبر لا منصوب بالفتحة ، وجملة : قضى الله ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وجملة : ولا وزر معطوفة على جملة فلا شيء لا محل لها من الإعراب .



37 ـ قال الشاعر :

من صد عن نيرانها فأنا ابن قيس لا براح

من صد : من اسم شرط مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، صد فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة : صد ... إلخ في محل رفع خبر .

عن نيرانها : جار ومجرور متعلقان بصد ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، وهو عائد على الحرب .

فأنا : الفاء واقعة في جواب الشرط ، أنا ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .

ابن قيس : ابن خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، وقيس مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وجملة : فأنا ... إلخ في محل جزم جواب الشرط .

لا براح : لا نافية تعمل عمل ليس ، براح اسمها مرفوع بالضمة ، وخبرها محذوف تقديره : لا براح لي . ويجوز في جملة : لا براح أن تكون مستأنفة لا محل لها من الإعراب ، والتقدير : أنا ابن قيس الذي عرفت بالشجاعة فلا يحتاج إلى بيان .

ويجوز أن تكون حالا مؤكدة من الضمير " أنا " ، والتقدير : أنا ابن قيس ثابتا في الحرب {1} .



38 ـ قال الشاعر :

وما صرمتك حتى قلت معلنة لا ناقة لي في هذا ولا جمل

وما صرمتك : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية لا عمل لها ، صرمتك فعل ماض مبني على السكون

لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير في محل رفع فاعل ، والكاف في محل نصب مفعول به .

ــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ انظر حاشية الصبان على شرح الأشموني ج1 ص254 ،

وخزانة الأدب للبغدادي ج1 ص467 وما بعدها .



حتى قلت : حتى حرف جر وغاية ، قلت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرم ، والضمير في محل رفع فاعل ، والجملة في محل جر بحتى .

معلنة : حال منصوبة بالفتحة من الضمير في " قلت " .

لا ناقة : لا نافية لا عمل لها ، وعلة عدم إعمالها أنها مكررة ، والبعض أجاز عملها ، ناقة : على الوجه الأول مبتدأ مرفوع بالضمة ،وهو الوجه الأحسن ؛ لأن ناقة في هذا الموضع وقعت جوابا لمن قال : ألك في هذا ناقة أو جمل ، فقيل له : لا ناقة لي في هذا ولا جمل ، فجرى ما بعد " لا " في الجواب مجراه في السؤال {1} .

لي : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لناقة .

في هذا : في حرف جر ، وهذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بكسرة مقدرة منع من ظهورها حركة البناء الأصلية ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لناقة على الوجه الأول وهو الأحسن والأكثر ، فتدبر .

ولا جمل : الواو حرف عطف ، لا نافية لتوكيد النفي ، جمل مبتدأ مرفوع ، وخبر محذوف تقديره : ولا جمل لي ، والجملة معطوفة على ما قبلها .

وجملة : لا ناقة لي ... إلخ في محل نصب مقول القول .

ـــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ انظر الكتاب لسيبويه ج1 ص354 هامش ، وشرح المفصل ج2 ص110 ،

وحاشية الصبان على شرح الأشموني ج2 ص11 .



نماذج من الإعراب على

" لات "



73 ـ قال تعالى : { ولات حين مناص } .

ولات : الواو للحال ، لات حرف نفي مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، تعمل عمل ليس ، واسمها محذوف تقديره : لات الحين .

حين : اسم زمان خبر ليس منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .

مناص : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

وجملة : لات ... إلخ في محل نصب حال من واو الجماعة في الفعل " نادوا " قبلها ، والعائد مقدر ، وإن لم يلزم ، والتقدير : ونادوا ولات الحين حين مناصهم .



39 ـ قال الشاعر :

ندم البغاة ولات ساعة مندم والبغي مرتع مبتغيه وخيم

ندم البغاة : فعل ماض مبني على الفتح ، والبغاة فاعل مرفوع بالضمة .

ولات : الواو للحال ، لات نافية عاملة ، واسمها محذوف تقديره : ولات الساعة ،

ساعة : خبر لات منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .

مندم : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، والجملة من : لات ... إلخ في محل نصب حال ، والتقدير : ندم البغاة ، والحال أن الوقت ليس وقت الندم .

والبغي : الواو للاستئناف ، البغي مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .

مرتع مبتغيه : مرتع مبتدأ ثان مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، مبتغيه مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، ومبتغي مضاف ، والضمير المتصل في محل جر

بالإضافة .

وخيم : خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة ، والرابط الضمير في مبتغيه .

وحملة : والبغي ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .



40 ـ قال الشاعر :

طلبوا صلحنا ولات أوان فأجبنا أن ليس حين بقاء

طلبوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع

فاعل .

صلحنا : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

ولات : الواو واو الحال ، لات حرف نفي يعما عمل ليس ، واسمه محذوف .

أوان : اسم زمان مبني على الكسر في محل نصب خبرلات ، وعلى ذلك لا شاهد في البيت سوى إعمال لات .

أما إذا اعتبرنا كسر اوان هو تنوين جر ، وهو موضع الشاهد كما ذكرنا في المتن تكون لات غير عاملة ، وأوان اسم مجرور بحرف جر مقدر ، والتقدير : من أوان ، أو مجرور في لغة بعض

القبائل ، والجر بالحرف أحسن ، أو بلات نفسها ، وهو مذهب الفراء ، حيث يقول : إن " لات " لا تعمل النفي ، وإنما هي حرف جر .

وذكر أيضا أن " أوان " بالفتح ، والتقدير : ولات أوانَ طلبوا .

فحذفت الجملة وبني " أوان " على السكون ، أو على الكسر ، ثم أبدل التنوين من المضاف إليه ، كما في " يومئذٍ " ، ولكن ذلك مردود ، لأن أوان تضاف إلى مفرد كما في قول رشيد بن رميض :

" هذا أوان اشد فاشتدي زيم " .

وقال بعضهم : إنه تنوين الضرورة ، كأن تقول يا محمدٌ .

وخلاصة القول : أن " أوان " مجرورة إما بحرف الجر " من " ، والتقدير : من أوانٍ ، أو بلات نفسها ، أو هي لغة بعض القبائل ، وفي جميع الحالات " لات " غير عاملة . وقد أوضحنا ذلك للفائدة فتدبر أخي الدارس .

فأجبنا : الفاء حرف عطف ، أجاب فعل ماض مبني على السكون لاتصاله ب " نا " المتكلمين ، والنا ضمير متصل مبنى على السكون في محل رفع فاعل .

أن ليس : أن تفسيرية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، واسمه محذوف تقديره : ليس الحين .

حين بقاء : حين خبر ليس منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف ، وبقاء مضاف إليه مجرور بالكسرة . وجملة : فأجبنا ... إلخ معطوفة على ما قبلها .

وجملة : ولات ... إلخ في محل نصب حال .



نماذج من الإعراب على

" إن "



74 ـ إن أحد خيرا من أحد .

إن : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، يعمل عمل ليس .

أحد : اسم أن مرفوع بالضمة الظاهرة .

خيرا : خبر إن منصوب بالفتحة الظاهرة .

من أحد : جار ومجرور متعلقان بخير .



75 ـ قال تعالى : { إن هذا إلا ملك كريم } .

إن هذا : إن نافية لا عمل لها ، هذا اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها حرمة الباء الأصلية .

إلا ملك : إلا أداة حصر لا عمل لها ، ملك خبر مرفوع بالضمة .

كريم : صفة مرفوعة بالضمة .



76 ـ قال تعالى : { إن أردنا إلا الحسنى } .

إن نافية لا عمل لها ، أردنا فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بن الفاعلين ، ونا ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعله .

إلا الحسنى ك إلا أداة حصر ، الحسنى مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mega4up.com
 
ما يعمل عمل ليس من الحروف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشربينى للبرمجيات واشهار المواقع والمنتديات  :: 

اللغة العربية  :: النحو العربى

-
انتقل الى: