الفصل الخامس
المشتقات
تعريف الاشتقاق
هو أن يؤخذ من لفظة ما كلمة أو أكثر مع التناسب في المعنى بين اللفظة المشتقة وما أخذ منها ، مع الاختلاف في اللفظ .
مثل : ضرب : يؤخذ منها : ضارب ، مضروب ، ضراب ، ضرب ، يضرب ، انضرب ، مضراب ، مضرب . وما إلى ذلك .
وهذا ما يميز اللغة العربية بأنها لغة اشتقاقية تختلف به عن بعض اللغات الأجنبية الأخرى التي تعرف باللغات الالتصاقية كالإنجليزية التي يمكن تكوين المادة اللغوية فيها عن طريق إلصاق لواحق لإي أول المادة أو في آخرها .
وتشمل المشتقات في اللغة العربية :
اسم الفاعل – اسم المفعول – الصفة المشبهة – اسم التفضيل – اسم الزمان – اسم المكان – اسم الآلة – صيغ التعجب .
اسم الفاعل
تعريفـه : اسم مشتق من الفعل المبني للمعلوم للدلالة على وصف من فعل الفعل على وجه الحدوث . مثل : كتب – كاتب ، جلس – جالس ، اجتهد – مُجتهد ، استمع – مُستمع .
صوغه : يصاغ اسم الفاعل على النحو التالي :
1 ـ من الفعل الثلاثي على وزن فاعل :
نحو : ضرب - ضارب ، وقف - واقف ، أخذ - آخذ ، قال - قائل ، بغى - باغ ، أتى - آت ، خوى - خاو ، وقى - واق .
ومنه قوله تعالى : { رب اجعل هذا البلد آمناً } 126 البقرة .
وقوله تعالى : { ربنا ما خلقت هذا باطلاً } 191 آل عمران .
فإن كان الفعل معتل الوسط بالألف " أجوف " تقلب ألفه همزة مثل : قال – قائل ، نام – نائم .
ومنه قوله تعالى : { وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } 19 الذاريات .
أما إذا كان معتل الوسط بالواو أو بالياء فلا تتغير عينه في اسم الفاعل .
مثل : حول – حاول ، حيد – حايد .
وإن كان الفعل معتل الآخر " ناقصاً " فإن اسم الفاعل ينطبق عليه ما ينطبق على الاسم المنقوص . أي تحذف ياؤه الأخيرة في حالتي الرفع والجر ، وتبقى في حالة النصب .
مثل : هذا رام ، ومررت برام ، ورأيت رامياً .
ومنه قوله تعالى في حالة الرفع : { ما عندكم ينفذ وما عند الله باقٍ } 96 النحل .
وقوله تعالى في حالة الجر : { فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه } 173 البقرة .
وقوله تعالى في حالة النصب : { وما كنت ثاوياً في أهل مدين } 45 القصص .
2 ـ من الفعل المزيد :
يصاغ اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي " المزيد " على وزن الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وكسر ما قبل الآخر .
مثل : طمأن – مُطمئِن ، انكسر - مُنكسِر ، استعمل – مُستعمِل .
ومنه قوله تعالى : { ولعبدٌ مُؤمِن خيرٌ من مُشرِك } 221 البقرة .
وقوله تعالى : { السماء مُنفطِرٌ به } 18 الأحزاب .
وقوله تعالى : { اهدنا الصراط المُستقيم } 6 الفاتحة .
فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ يستعمل اسم الفاعل مفرداً ومثنى وجمعاً ، مذكراً ومؤنثاً .
مثال المفرد المذكر قوله تعالى : { فإن أجل الله لآت } 5 العنكبوت .
ومثال المفرد المؤنث قوله تعالى : { وإن الساعة لآتية } 85 الحجر .
ومثال المثنى المذكر قوله تعالى : { وسخر لكم الشمس والقمر دائبين } 33 إبراهيم .
ومثال المثنى المؤنث قوله تعالى : { وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا } 9 الحجرات .
ومثال الجمع المذكر قوله تعالى : { قال لا أحب الآفلين } 76 الأنعام .
ومثال جمع المؤنث قوله تعالى : { والباقيات الصالحات خير عند ربك } 46 الكهف .
2 ـ إن كان الحرف الذي قبل الآخر في الفعل المزيد ألفاً فإنه يبقى كما هو في اسم الفاعل .
مثل : انحاز منحاز ، اختار مختار ، احتار محتار ، انقاد منقاد .
أما الوزن فلا يتغير وهو " مُفتعِل " لأن أصل الأفعال السابقة كالآتي :
انحاز ينحيز ، اختار يختير . . . وهكذا ، فالكسر فيها مقدر فكأننا قلنا : منحيز ومختير .
3 ـ ورد اسم الفاعل من بعض الأفعال المزيدة على غير القياس .
مثل : احصن – مُحصَن ، واسهب – مُسهَب ، وانبثَّ – مُنبَث . وذلك بفتح ما قبل الآخر .
ومنه قوله تعالى : { فكانت هباءً مُنبَثاً } 6 الواقعة ، والأصل فيها الكسر .
4 ـ كما ورد اسم الفاعل من بعض الأفعال المزيدة على وزن فاعل شذوذاً .
مثل : أينع يانع ، أمحل ماحل ، أيفع يافع ، أورد وارد ، أصدر صادر .
ومنه قول الشاعر :
ثم أصدرناهما في وارد صادر وَهْمٍ ، صُوَاه قد مَثَلْ (1 )
والأصل في أسماء الفاعلين السابقة : مُينع ، مُمحل ، مُورد ، مُصدِر ، لكن المسموع منها أفضل من المقيس .
صيغ المبالغة
تعريفهـا : أسماء تشتق من الأفعال للدلالة على معنى اسم الفاعل بقصد المبالغة .
وقد تحول صيغة اسم الفاعل نفسها إلى صيغ المبالغة .
مثل : صام صوام ، قام قوام ، فعل فعال .
ومثل : صائم صوام ، قائم قوام ، فاعل فعال .
صـوغهـا : لا تؤخذ صيغ المبالغة إلا من الأفعال الثلاثية على الأوزان التالية :
1 ـ فعَّال ، مثل : ضراب وقوال .
ومنه قوله تعالى : { إنه كان تواباُ رحيماً } 16 النساء .
2 ـ مِفعال ، مثل : منوال ومكثار .
ومنه قوله تعالى : { وأرسلنا عليهم السماء مدراراً } 6 الأنعام .
3 ـ فَعُول ، مثل : صدوق وجزوع وشكور وغفور .
ومنه قوله تعالى : { وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً } 7 الأحزاب .
4 ـ فعيل ، مثل : رحيم وعليم وأثيم .
ومنه قوله تعالى : { إن الله كان سميعاً بصيراً } 58 النساء .
5 ـ فَعِل ، مثل : حَذِر وفَطِن وقَلِق .
ومنه قوله تعالى : { بل هم قومٌ خَصِمون } 58 الزخرف .
فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ قَلَّ مجيء صيغ المبالغة من الأفعال المزيدة – غير الثلاثي – وقد ورد منها :
مغوار من أغار ، مقدام من أقدم ، معطاء من أعطى ، معوان من أعان ، مهوان من أهان ، دراك من أدرك ، بشير من بشّر ، نذير من أنذر ، زهوق من أزهق .
2 ـ وردت لصيغ المبالغة أوزان أخرى غير التي ذكرنا وقد اعتبرها الصرفيون القدماء غير قياسية إلا أنها وردت في القرآن الكريم ، وهذه الأوزان هي :
أ – فُعّال ، مثل : طُوّال ، كُبار ، وُضّاء . وفُعال بتخفيف العين .
كقوله تعالى : { إن هذا لشيءٌ عجاب } 5 ص .
وفُعّال كقول الشاعر :
والمرء يلحقه مقتيان الندى خلق الكرام وليس بالوُضّاء
ومنه قوله تعالى : { ومكروا مكراً كُبّاراً } 22 نوح .
ب – فَعِّيل ، مثل : صديق ، قديس ، سكير ، قسيس ، شريب .
ومنه قوله تعالى : { يوسف أيها الصديق أفتنا } 46 يوسف .
وقوله تعالى : { ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً } 82 المائدة .
ج – مِفعيل ، مثل : معطير ، مسكين .
ومنه قوله تعالى : { فمن لم يستطع فإطعام ستين مِسكيناً } 4 المجادلة .
د – فُعَلة ، مثل : همزة ، حطمة ، لمزة .
ومنه قوله تعالى : { ويل لكل همزةٍ لمزةٍ } 1 الهمزة .
وقوله تعالى : { وما أدراك ما الحطمة } 4 الهمزة .
هـ – فاعول ، مثل : فاروق .
و – فيعول ، كقوله تعالى : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } 255 البقرة .
ز – فُعّول ، كقوله تعالى : { الملك القدوس } 33 الحشر .
ح – فَعّالة ، مثل : علامة ، فهامة .
ط _ فَعالِ ، مثل فَساق : كثير الفسق .
ي ـ مِفْعَل ، مثل : مِسْعَر : مسعر فتن ، أي يكثر من إشعالها .
ك ـ مفعالة ، مجزامة .
ل ـ فعالة ، بقامة : كثير الكلام .
م ـ فُعل ، غُدر : كثير الغدر .
ن ـ فَعُولة ، ملولة : كثير الملل .
عمل اسم الفاعل وصيغ المبالغة :
يعمل اسم الفاعل عمل فعله المبني للمعلوم ، فيرفع فاعلاً إن كان مشتقاً من فعل لازم ويرفع فاعلاً وينصب مفعولاً به أو أكثر إن كان من فعل متعدٍ .
مثال الأول : هل قائم محمد . ومنه قوله تعالى : { ومن يكتمها فإنه آثمٌ قلبه } 283 البقرة .
ومثال الثاني : إن علياً مكرم أباه . ومنه قوله تعالى : { ولا آمين البيت الحرام } 2 المائدة .
شروط عمل اسم الفاعل .
يعمل اسم الفاعل بواحد من الشرطين التاليين :
1 ـ أن يكون معرفاً بأل ، نحو : جاء الفائز عمله ، وأقبل المتقن صنعته .
ومنه قوله تعالى : { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس } 34 آل عمران .
وقوله تعالى : { والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة } 162 النساء .
2 ـ إذا لم يكن معرفاً بأل عمل بشرطين أيضاً هما :
أ – أن يدل على الحال أو الاستقبال .
مثال دلالته على الحال : القاطرة نازل ركابها . ولا يصح أن نقول : القاطرة نازل ركابها أمس . ومنه قوله تعالى : { فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك } 12 هود .
ومثال دلالته على الاستقبال : محمد محضرٌ الواجبَ ، حافظٌ القصيدة غداً .
ومنه قوله تعالى : { فمالئون منها البطون } 53 الواقعة .
وقوله تعالى : { ولا مولود هو جازٍ عن والده شيئاً } 33 لقمان .
ب – أن يعتمد على استفهام أو نفي ، أو على مبتدأ ، أو ما أصله مبتدأ ، أو على موصوف أو حال .
مثال المعتمد على استفهام : أمسافر محمد ، وهل كاتب الطالب الدرس .
مثال المعتمد على نفي : ما قادم أخي من السفر .
ومنه قوله تعالى : { ولا آمين البيت الحرام } 2 المائدة .
مثال المعتمد على مبتدأ : العلم نافع أهله .
ومنه قوله تعالى : { والله مخرج ما كنتم تكتمون } 73 البقرة .
مثال المعتمد على ما أصله مبتدأ قوله تعالى :{ ما كنت قاطعةً أمراً حتى تشهدون} 32 النمل .
وقوله تعالى : { إني جاعلٌ في الأرض خليفة } 30 البقرة .
مثال المعتمد على موصوف : جاء فارس شاهر بسيفه .
ومنه قوله تعالى : { يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه } 69 النحل .
ومثال اعتماده على حال : جاء محمد شاهراً سيفه .
ومنه قوله تعالى : { وادعوه مخلصين له الدين } 29 الأعراف .
فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ تعمل صيغ المبالغة عمل اسم الفاعل بالشروط السابقة :
مثل : النهر دفاق ماؤه . وإن ربك هو الغفور ذنوب التائبين .
وقوله تعالى : { إن ربك فعال لما يريد } 107 هود .
وقوله تعالى : { أكالون للسحت } 42 المائدة .
ونحو : العاجز مضياع فرصته .
2 ـ إذا تعدى اسم الفاعل إلى أكثر من مفعول فحكمه إن يضاف إلى المفعول به الأول وينصب الثاني : نحو : أنت معلمُ الطلابِ الدرس .
ومنه قوله تعالى : { جاعلِ الملائكةِ رسلاً } 1 فاطر .
3 ـ إذا أضيف اسم الفاعل إلى مفعوله جاز لك في إعراب تابع المفعول الجر على اللفظ أو النصب على المحل ، مثل : هذا جامعُ علمٍ وفضلٍ .
فيجوز في كلمة " فضل " الجر لأنها معطوفة على لفظ "علم " المجرورة بالإضافة .
كما يجوز فيها النصب باعتبار أنها معطوفة على محل علم المنصوبة لأنها مفعول به في الأصل لاسم فاعل .
4 ـ ربما يتجرد اسم الفاعل من الدلالة على الحدث ، فهو حينئذ لا يعمل عمل الفعل .
مثل : المعلم ، الطالب ، المزارع ، التاجر ، القاضي ، المجتهد .
وكذا إذا أصبح علماً لشخص مثل : عابد ، راجح ، ياسر ، كارم ، ومحسن ومرشد .
اسم المفعول
تعريفـه : اسم يشتق من الفعل المبني للمجهول للدلالة على وصف من يقع عليه الفعل .
مثل : ضُرب مضروب ، أُكل مأكول ، شُرب مشروب ، بُث مبثوث ، وُعد موعود ، أُتى مأتي ، رُجى مرجي ، مُلئ مملوء .
صوغـه :
لا يصاغ إلا من الأفعال المتعدية المتصرفة على النحو التالي :
1 ـ من الثلاثي على وزن مفعول .
كما في الأمثلة السابقة . ومنه : الحق صوته مسموع .
والشاي مشروب لذيذ الطعم .
ونحو قوله تعالى : { فجعلهم كعصف مأكول } 5 الفيل .
وقوله تعالى : { يوم يكون الناس كالفراش المبثوث } 4 القارعة .
فإن كان الفعل معتل الوسط بالألف فإنه يحدث فيه إعلال تقتضيه القواعد الصرفية ، فيكون اسم المفعول من الفعل قال : مقول ، وباع : مبيع .
ومما سبق يتبع في أخذ اسم المفعول من الأفعال المعتلة الوسط الآتي :
نأخذ الفعل المضارع من الفعل المراد اشتقاق اسم المفعول منه ثم نحذف حرف المضارعة ونستبدلها بالميم . مثل : قال يقول مقول ، باع يبيع مبيع .
ومنه قوله تعالى : { فتلقى في جهنم ملوماً مدحوراً } 39 الإسراء .
وقوله تعالى : { وبئر معطلة وقصرٍ مشيد } 45 الحج .
فإن كان وسط المضارع ألفاً ترد في اسم المفعول إلى أصلها الواو أو الياء .
مثل : خاف يخاف مخوف ، فالألف أصلها الواو لأن مصدرها " الخوف " .
وهاب يهاب مهيب ، فالألف أصلها الياء لأن مصدرها " الهيبة " .
وإن كان الفعل معتل الآخر " ناقصاً " نأتي بالمضارع منه ثم نحذف حرف المضارعة ونضع مكانها ميماً مفتوحة ونضعف الحرف الأخير الذي هو حرف العلة سواء أكان أصله واواً أو ياءً أو ألفاً ، مثل : دعا يدعو مدعوّ ، رجا يرجو مرجوّ ، رمى يرمي مرميّ ، سعى يسعى مسعيّ .
ومنه قوله تعالى : { قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوّاً قبل هذا } 62 هود .
وقوله تعالى : { قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسيّاً } 23 مريم .
2 ـ ويصاغ من غير الثلاثي " المزيد " على وزن الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وفتح ما قبل الآخر .
مثل : أنزل ينزل مُنزَل ، انطلق ينطلق مُنطلَق ، انحاز ينحاز مُنحاز ، استعمل يستعمل مُستعمَل .
ومنه قوله تعالى : { وإنك لمن المُرسَلين } 252 البقرة .
وقوله تعالى : { هذا مُغتسَلٌ باردٌ وشراب } 42 ص .
وقوله تعالى : { وأنفقوا مما جعلكم مُستخلَفين فيه } 7 الحديد .
فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ إذا كان الفعل لازماً يصح اشتقاق اسم المفعول منه حسب القواعد السابقة بشرط استعمال شبه الجملة " الجار والمجرور أو الظرف " مع الفعل ، وقد يصح المصدر أيضاً .
مثال : ذهب به – مذهوب به ، سافر يوم الخميس – ما مُسافَرٌ محمدٌ يوم الخميس .
ومنه قوله تعالى : { جناتِ عدن مفتحة لهم الأبواب } 50 ص .
ومثال استعمال المصدر مع اسم مفعول الفعل اللازم : العلم مُنتفَع انتفاع عظيم به .
2 ـ وردت أوزان أخرى بمعنى اسم المفعول ولكنها ليست على وزنه أشهرها :
أ ـ فَعْل ، كقوله تعالى :{ من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً}245 البقرة ، بمعنى : مقروض.
ب ـ فِعْل ، مثل : ذبح بمعنى مذبوح ، وطحن بمعنى مطحون .
ومنه قوله تعالى : { ويقولون حجراً محجوراً } 22 الفرقان .
وقوله تعالى : { هم أحسن أثاثاً ورئياً } 74 مريم .
جـ ـ فَعَل ، مثل : سلب بمعنى مسلوب ، وعدد بمعنى معدود .
ومنه قوله تعالى : { إنكم وما تعبدون من دون الله حصبُ جهنم } 98 الأنبياء ، بمعنى : محصوب .
ومنه قوله تعالى : { قل أعوذ برب الفلق } 1 الفلق ، بمعنى المفلوق .
د ـ فُعلة ، مثل : مضغة بمعنى ممضوغ ، أكلة بمعنى مأكول .
ومنه قوله تعالى : { ثم من علقة ثم من مضغة } 5 الحج .
هـ ـ فَعُولة ، مثل : حلوبة وركوبة بمعنى محلوبة ومركوبة .
وفعول ، نحو قوله تعالى : { وذللناها لهم فمنها رَكُوبهم } 72 يس .
وقوله تعالى : { وآتينا داود زَبُوراً } 163 النساء .
و ـ فعيل ، مثل : ذبيح بمعنى مذبوح ، وقتيل بمعنى مقتول .
ومنه قوله تعالى : { وما هو على الغيب بضنين } 24 التكوير ، بمعنى مضنون .
وقوله تعالى : { منها قائم وحصيد } 100 هود ، بمعنى محصود .
وخلاصة القول في " فعيل " أن كل فعل سمع له " فعيل " بمعنى فاعل لا يؤخذ منه " فعيل " بمعنىمفعول وما لم يسمع منه يؤخذ منه كما في الأمثلة السابقة .
ومما ينبغي معرفته أن جميع الأوزان السابقة ما هي مصادر جاءت بمعنى اسم مفعول .
عمل اسم المفعول :
يعمل اسم المفعول بالشروط التي عمل بها اسم الفاعل عمل الفعل ، فيرفع نائباً للفاعل .
مثل : المعلم مشكور فضله . ونحو : أمك سو الفقيرُ ثوباً .
ومنه قوله تعالى : { ذلك يوم مجموع له الناس } 103 هود .
شـروط عمـله :
1 ـ أن يكون معرفاً بأل ، مثل : فاز المقكوعة يده ، يده نائب فاعل .
ونحو : إن الأجيال المستثمر عملها في خدمة الوطن لهي جديرة بالخلود .
فإذا لم يكن معرفاً بأل يشترط فيه شرطان هما :
أ ـ أن يدل على الحال أو الاستقبال ، مثل : الضعيف مهضوم حقه .
ب ـ أن يعتمد على نفي أو استفهام أو ما أصله المبتدأ أو موصوف أو حال .
مثل : ما محمود الكذب .
أمذموم أخوك .
أنت محروم ثمرة عملك .
إنك موفور جانبك .
هذا مسكين مهدودة قوته .
وصل الفارس مكسورة قدمه .
فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ ورد اسم مفعول من الفعل المزيد بالهمزة " أفعل " على وزن مفعول لغير القياس .
مثل : أضعف الشيء ، فهو مضعوف .
وأزكمه الله ، فهو مزكوم .
وأسعدك الله ، فأنت مسعود .
2 ـ وقع التبادل بين المصدر واسم المفعول فورد المصدر بزنة اسم المفعول وهو قليل .
مثل : ميسور ومعسور ومعقول ومفتون .
ومنه قوله تعالى : { بأيكم المفعول } 6 القلم .
وقد يرد المصدر بمعنى اسم المفعول .
نحو : هذا شربك وأكلك . بمعنى : مشروبك ومأكولك . وقد أشرنا إلى ذلك في موضعه .
3 ـ هناك بعض الألفاظ التي تصلح – بحسب موقعها – لاسمي الفاعل والمفعول ، ويتعين نوعها من خلال معناها .
مثل : ممتد ، مسلوك ، مختار ، محتل ، مطروق ، منجاب ، منصب .
فإن قلت : هذا طريق ممتد مسافة طويلة ، كان ممتد بمعنى ممدود .
ومثله : وصل القائد المختار ، أي الذي اختاره الناس فهو اسم مفعول .
وإن قلت : أنت مختار ما يناسبك ، فمختار اسم فاعل وأصلها على وزن مُفتعِل .
الصفـة المشـبهة
تعريفها : هي اسم مشتق من الفعل الثلاثي اللازم للدلالة على معنى اسم الفاعل على وجه الثبوت .
مثل : حسن ، وأحمر ، وعطشان ، وتعب ، وكريم ، وخشن ، وبطل .
ومنه قوله تعالى : { إنه لفرح فخور } 10 هود .
وقوله تعالى : { ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً قال } 15 الأعراف .
ومنه قولهم : فلان رقيق الحاشية ، كريم السجايا .
وقد سمي هذا النوع من المشتقات بالصفة المشبهة ، لأنها تشبه الفاعل في دلالتها على معنى قائم بالموصوف ، غير أن الفرق بينها وبين اسم الفاعل : أنه يدل على من قام به الفعل على وجه الحدوث والتغيير والتجدد ، وهي تدل على من قام به الفعل على وجه الثبوت في الحال أو الدوام ، ولا يعني الثبوت بالضرورة الاستمرار .
فكلمة فرح وغضبان ورقيق وكريم كل منها وصف ثابت في موصوفها ، ولكنه ليس من الضروري أن يستمر هذا الثبوت ، بل قد يكون ثبوتاً في الحال أو ثبوتاً على الدوام .
صياغة الصفة المشبهة :
تصاغ الصفة المشبهة من الأفعال الثلاثية اللازمة على الأوزان التالية :
" انظـر الجـدول "
الرقم
الفعل
وزنه
الصفة المشبهة
وزنها
دلالتها
1 - أ
فَرِحَ
فَعِلَ
فَرِحٌ
فَعِلٌ
فيما دل على فرح وسرور .
حَزِنَ
فَعِلَ
حَزِنٌ
فَعِلٌ
فيما دل على حزن أو خوف .
مَغِصَ
فَعِلَ
مَغِصٌ
فَعِلٌ
فيما دل على ألم .
فَطِنَ
فَعِلَ
فَطِنٌ
فَعِلٌ
فيما دل على صفة حسنة .
ب -
حَمِرَ
فَعِلَ
أحْمَرٌ
أفْعَلٌ
فيما دل على لون ومؤنثه فعلاء – حمراء .
عَرِجَ
فَعِلَ
أعْرَجٌ
أفْعَلٌ
فيما دل على عيب ومؤنثه فعلاء – عرجاء .
حَوِرَ
فَعِلَ
أحْوَرٌ
أفْعَلٌ
فيما دل على حلية ومؤنثه فعلاء – حوراء .
جـ-
عَطِشَ
فَعِلَ
عَطْشَانٌ
فَعْلانٌ
فيما دل على خلو ومؤنثه فعلى – عطشى .
شَبِعَ
فَعِلَ
شَبْعَانٌ
فَعْلانٌ
فيما دل على امتلاء ومؤنثه فعلى – شبعى .
2 - أ
كَرُمَ
فَعُلَ
كَرِيم
فَعِيلٌ
ضَخُمَ
فَعُلَ
ضَخْم
فَعْلٌ
شَجُعَ
فَعُلَ
شُجَاعٌ
فُعَالٌ
جَبُنَ
فَعُلَ
جَبَانٌ
فَعَالٌ
حَسُنَ
فَعُلَ
حَسَنٌ
فَعَلٌ
حَلُوَ
فَعُلَ
حُلْوٌ
فُعْلٌ
جَنُبَ
فَعُلَ
جُنُبٌ
فُعُلٌ
طَهُرَ
فَعُلَ
طَهُورٌ
فَعُولٌ
خَشُنَ
فَعُلَ
خَشِنٌ
فَعِلٌ
صَفُرَ
فَعُلَ
صِفْرٌ
فِعْلٌ
تنبيهـات وفـوائـد :
يلاحظ من الجدول السابق ما يأتي :
1 ـ تصاغ الصفة المشبهة من الفعل الثلاثي اللازم على وزن " فَعِلَ " على الأوزان التالية :
أ – وزن " فَعِلٌ " فيما دل على فرح وسرور ، مثل : جذل ، وطرب ، ورضي .
ومنه قوله تعالى : { ويتولون وهم فرحون } 50 التوبة .
وقوله تعالى : { انقلبوا فكهين } 31 المطففين .
أو دل على حزن مثل : شجٍ ، وكمد ، ومنه قوله تعالى : { وقلوبهم وجلة } 60 المؤمنون .
أو دل على ألم مثل : وجع ، وتعب ، وأشر ، ونكد ، وقلق .
ومنه قوله تعالى : { إنهم كانوا قوماً عمين } 64 الأعراف .
وقوله تعالى : { والذي خبث لا يخرج إلا نكدا } 58 الأعراف .
وقوله تعالى : { بل هو كذاب أشر } 26 القمر .
أو فيما دل على صفة حسنة مثل : لبق ، وسلس .
ب – وزن " أفْعَلٌ " فيما دل على لون . ومؤنثه فُعلاء مثل : أخضر خضراء ، وأصفر صفراء ، وأسود سوداء .
ومنه قوله تعالى : { الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً } 80 يس .
وقوله تعالى : { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } 187 البقرة .
أو فيما دل على عيب مثل : أحول ، وأكتع ، وأبتر ، وأعمى ، وأبكم ، وأبرص .
ومنه قوله تعالى : { إن شانئك هو الأبتر } 3 الكوثر .
وقوله تعالى : { ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج } 61 النور .
أو فيما دل على حلية مثل : أحيل ، وأهيف .
ج – وزن " فعلان " ومؤنثه فعلى . فيما دل على خلو وامتلاء ، مثل : صديان ، وعطشان ولهفان وريان وشبعان وغضبان .
ومنه قوله تعالى : { يحسبه الظمآن ماءً } 39 النور .
2 ـ وتصاغ من الفعل الثلاثي اللازم على وزن " فَعُلَ " بضم العين غالباً على الأوزان التالية :
أ – فعيل ، مثل : شريف وعظيم ، وبخيل ، ونحيل ، وشديد فيما دل على صفة ثابتة .
ومنه قوله تعالى : { وأنا لكم ناصح أمين } 68 الأعراف .
وقوله تعالى : { وأنبتت من كل زوج بهيج } 5 الحج .
ب – فَعْل ، مثل : شهم ، فحل ، سمح ، صعب ، سمج .
ومنه قوله تعالى : { وشروه بثمن بخس } 20 يوسف .
وقوله تعالى :{ إنه هو البر الرحيم } 28 الطور .
ج – فُعَال ، مثل : هُمام ، صُراح ، فُرات ، كقوله تعالى :{ وهذا ملح أجاج } 53 الفرقان .
وقوله تعالى :{ هذا عذب فرات } 53 الفرقان . وقوله تعالى :{ ثم يجعله ركاماً } 43 النور .
كقوله تعالى : { وكان بين ذلك قواماً } 67 الفرقان .
وقوله تعالى : { ل فارض ولا بكر عوان بين ذلك } 68 البقرة .
د – فَعَل ، مثل : بطل ، وحسن ، ورغد ، وعرض ، ووسط .
ومنه قوله تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً } 143 البقرة .
وقوله تعالى :{ تبتغون عرض الحياة الدنيا } 94 النساء .
وقوله تعالى :{ من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً } 245 البقرة .
هـ – فُعْل ، مثل : صلب ، وحُرّ ، وحلو ، ومُرّ .
كقوله تعالى : { لقد جئت شيئاً نكراً } 74 الكهف .
و – فُعُل ، مثل : جُرز ، وفرط ، ونكر ، وكفؤ .
كقوله تعالى : { ولم يكن له كفواً أحد } 4 الإخلاص .
وقوله تعالى :{ والجار الجنب } 36 النساء ، وقوله تعالى :{ وكان أمره فُرُطاً } 28 الكهف .
ز – فَعُول ، مثل : وقور ، وطهور ، وعجوز .
ومنه قوله تعالى : { أألد وأنا عجوز } 72 هود .
وقوله تعالى :{ ولا الظل ولا الحرور } 21 فاطر .
ح – فَعِل ، مثل : سَمِحَ ، طَهِرَ . ومنه قوله تعالى : { فأخرجنا منها خَضِراً } 99 الأنعام .
ط – فِعْل ، مثل : ملح ، وصفر ، ورخو .
ومنه قوله تعالى : { قال لكل ضعف } 38 الأعراف .
وقوله تعالى :{ وفديناه بذبح عظيم } 107 الصافات .
ك ـ قد ترد الصفة المشبهة على وزن " فَيْعِل " وذلك من الفعل الثلاثي اللازم الذي على وزن " فَعَلَ " المعتلة العين ، وهي قليلة .
مثل : مات – ميت ، ساد – سيد ، بان – بين ، ساء – سيء ، صاب – صيب .
كقوله تعالى : { لولا يأتون عليهم بسلطان بين } 15 الكهف .
وقوله تعالى :{ وألفيا سيدها لدى الباب } 35 يوسف .
وقوله تعالى : { أو كصيب من السماء } 19 البقرة .
ومن الصحيحة العين على وزن فَيْعَل ، مثل : صيرف .
ل ـ تأتي الصفة المشبهة على وزن اسم الفاعل أو اسم المفعول فيما دل على الثبوت وحينئذ تكون مضافة إلى ما بعدها .
مثل : طاهر القلب ، مستقيم الرأي ، معتدل القامة ، موفور الذكاء ، مغفور الذنب .
ومنها كل وصف جاء من الفعل الثلاثي بمعنى اسم الفاعل ولم يكن على وزنه ، مثل : شيخ بمعنى شائخ ، وسيد بمعنى سائد ، وطيب بمعنى طائب . ويشترط في دلالتها على الثبوت ، وهي مأخوذة من الأفعال الثلاثي المتعدية المفتوحة العين " فَعَلَ " وهي أيضاً قليلة .
ومنها : حريص من حَرَصَ وهي بمعنى حارص ، وعفيف من عفَّ بمعنى عافف ، وخفيف من خفَّ بمعنى خافف ، وجواد من جاد بمعنى جائد .
الفرق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل
تختلف الصفة المشبهة عن اسم الفاعل في أمور خمسة هي :
1 ـ أنها تصاغ من الفعل الثلاثي اللازم ، أما اسم الفاعل فيصاغ من الثلاثي اللازم والمتعدي على حد سواء ، وما ورد من صفات مشبهة مشتقة من أفعال ثلاثية متعدية فهي سماعية كعليم ، وسميع ، أو جاءت على وزن اسم الفاعل بعد إنزال فعله منزله اللازم وأريد به الدوام مثل : قاطع السيف ، ومسمع الصوت .
2 ـ أنها لا تكون إلا للمعنى الدائم الملازم لصاحبها في كل الأزمنة . مثل : محمد حسن الخلق . فحسن صفة لخلق محمد لازمته على الدوام في الماضي والحاضر والمستقبل .
إلا وجدت قرينة تدل على خلاف الحاضر . كأن تقول : كان محمد حسناً فقبح .
أما اسم الفاعل فلا يكون إلا لأحد الأزمنة الثلاثة .
3 ـ دلالتها على صفة الثبوت ، بينما يدل اسم الفاعل صفة متجددة .
4 ـ أنها يغلب عليها عدم مجاراتها المضارع تذكيراً وتأنيثاً – أي في حركاته وسكناته – كما في قولنا جميل الظاهر ، أبيض الشعر ، ضخم الجثة .
ويقل في مجاراتها له كما في قولنا : طاهر القلب ، معتدل القامة .
ومن غير الثلاثي تلزم مجاراتها له أما اسم الفاعل فإنه يجاري المضارع في النوعين لزوماً .
والمقصود من المجاراة المذكورة : الموافقة العامة في الحركات والسكنات وإن اختلفت أعيان الحركات .
5 ـ عدم تقدم منصوبها عليها بخلاف منصوب اسم الفاعل .
6 ـ وجوب كون معمولها المجرور أو المنصوب على التشبيه بالمفعول به سبباً ، أي اسماً ظاهراً متصلاً بضمير موصوفها ، إما اتصالاً لفظياً مثل : علي كثير علمه ، وسعيد حسن خلقه ، ومعنوياً مثل : محمد كثير العلم ، والعنب حلو الطعم .
7 ـ أنها تجوز إضافتها إلى فاعلها ، بل يستحسن فيها ذلك .
مثل : حسن الخلق ، ومعتدل الرأي .
والأصل : حسن خلقه ، ومعتدل رأيه .
أما اسم الفاعل فلا يجوز فيه ذلك ، فلا يقال : الفارس مصيب السهم الهدف .
أي : مصيب سهمه الهدف .
8 ـ يجوز تأنيثها أحياناً بألف التأنيث مثل : فاطمة حسناء السريرة ، وهند بيضاء الصفحة . 9 ـ أنها تعمل في معمولها النصب مع أن فعلها لازم ، مثل : الطالب حسن خلقَهُ ، بنصب خلقه ، واسم الفاعل لا ينصب مفعوله إلا إذا كان من فعل متعدٍ .
10 ـ عدم إعمالها محذوفة ، فلا يصح أن نقول ، فلان حسن المنظر والمخبر ، بنصب " المخبر " على تقدير : وحسن المنظر .
أما اسم الفاعل فيجوز فيه ، تقول : أنت ضارب اللص والخائن .
11 ـ عدم مراعاة محل مجرورها المتبوع بعطف أو غيره ، بخلاف اسم الفاعل .
عمل الصفة المشبهة
لمعمول الصفة المشبهة ثلاثة مواقع إعرابية على النحو التالي :
1 ـ أن يرفع معمولها على الفاعلية ، نحو : محمد حسنٌ وجهُهُ .
2 ـ أن ينصب على شبه المفعولية إن كان معرفة ، نحو : محمد حسنٌ الوجهَ ،
أو محمد حسنٌ وجهَهُ . أو ينصب على التمييز إن كان نكرة ، نحو : محمد حسنٌ وجهاً .
3 ـ أن يجر بالإضافة ، نحو : محمد حسنُ الوجهِ .
تنبيهـات وفوائـد :
1 ـ تمتنع إضافة معمول الصفة المشبهة لها إن كانت مقترنة بأل والمعمول خال منها ، ومن الإضافة إلى المحلي بها .
فلا يصح أن نقول : محمد الحسن الوجه ، ولكن يقال : محمد الحسنُ الوجهِ ، أو محمد حسنُ صورة الوجهِ .
2 ـ أجاز أبو علي الفارسي أن يكون الرفع في معمول الصفة المشبهة على الإبدال من ضمير مستتر فيها وهو بدل بعض من كل .
3 ـ سميت الصفة المشبهة باسم الفاعل هذه التسمية لأنها تثنى وتجمع وتذكر وتؤنث ، ويجوز أن تنصب الاسم المعرفة بعدها على أنه شبه المفعول به لها ، فهي بذلك تشبه اسم الفاعل المتعدي إلى مفعول به واحد .
4 ـ أ – يمتنع جر معمول الصفة المشبهة المقرونة بأل إذا كان مضافاً إلى ضمير الموصوف ، فلا يقال : جاء الطالب الحسنُ خلقِهِ .
ب – وكذا إذا كان مضافاً إلى اسم مضاف إلى ضمير الموصوف .
فلا يقال : جاء الطالب الحسنُ خلقهِ أبيه .
ج – وإذا كان مضافإلى نكرة أيضاً ، فلا يقال : جاء الطالب الحسنُ خلقِِأبٍ .
د – ولا إذا كان نكرة فلا يقال : جاء الطالب الحسنُ خلقٍ .
وسبب المنع في الأحوال الأربعة السابقة لأن الإضافة في هذه الصور لم تفد تعريفاً ولا تلخيصاً ولا تخلصاً من قبح حذف الرابط .
5 ـ لا يخلو معمول الصفة المشبهة من أحوال ستة هي :
أ – أن يكون المعمول معرفاً بأل ، نحو : الحسن الوجهِ ، أو حسن الوجهِ .
ب – أن يكون مضافاً لما فيه أل ، نحو : الحسن وجهِ الأبِ ، أو حسن وجهِ الأب .
ج – أن يكون مضافاً إلى ضمير الموصوف ، نحو : مررت بالرجل الحسنِ وجهُهُ ، أو برجل حسنٌ وجهُهُ .
د – أن يكون مضاف إلى مضاف إلى ضمير الموصوف ، نحو : مررت بالرجل الحسنِ وجْهُ غلامِهِ ، أو برجل حسنٍ وجْهُ غلامِهِ .
هـ – أن يكون مجرداً من أل دون الإضافة ، نحو : الحسنُ وجهُ أب ، أو حسنٌ وجهُ أب .
و – أن يكون المعمول مجرداً من أل والإضافة ، نحو : الحسنُ وجهاً ، أو حسنَ وجهاً .
اسم التفضيل
تعريفـه : اسم مشتق من الفعل على وزن " أفعل " للدلالة على أن شيئين اشتركا في صفة معينة وزاد أحدهما على الآخر في تلك الصفة .
مثل : أكرم ، أحسن ، أفضل ، أجمل .
تقول : علي أكرم من محمد ، والعصير أفضل من القهوة .
ومنه قوله تعالى : { إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا } 8 يوسف .
صوغ اسم التفضيل :
يصاغ اسم التفضيل بالشروط التي يصاغ بها أفعل التعجب وهي كالتالي :
1 ـ أن يكون الفعل ثلاثياً ، مثل : كرم ، ضرب ، علم ، كفر ، سمع .
نحو : أخوك أعلم منك .
ومنه قوله تعالى : { هو أفصح مني لساناً } 34 القصص .
وقوله تعالى : { ذلك أقسط عند الله وأقوم للشهادة } 282 البقرة .
2 ـ أن يكون تاماً غير ناقص ، فلا يكون من أخوات كان أو كاد وما يقوم مقامهما .
3 ـ أن يكون مثبتاً غير منفي ، فلا يكون مثل : ماعلم ، ولا ينسى .
4 ـ أن يكون مبنياً للمعلوم ، فلا يكون مبنياً للمجهول ، مثل : يُقال ، ويُعلم .
5 ـ أن يكون تام التصرف غير جامد ، فلا يكون مثل : عسى ، ونعم ، وبئس ، وليس ، ونحوها .
6 ـ أن يكون قابلاً للتفاوت ، بمعنى أن يصلح الفعل للمفاضلة بالزيادة أو النقصان ، فلا يكون مثل : ملت ، وغرق ، وعمي ، وفني ، وما في مقامها .
7 ـ ألا يكون الوصف منه على وزن أفعل التي مؤنثها على وزن فعلاء ، مثل : عرج ، وعور ، وحول ، وحمر ، فالوصف منها على وزن أفعل : أعرج ومؤنثه عرجاء ، وأعور ومؤنثه عوراء ، وأحول ومؤنثه حولاء ، وأحمر ومؤنثه حمراء .
فإذا استوفي الفعل الشروط السابقة صغنا اسم التفضيل منه على وزن " أفعل " مباشرة .
نحو : أنت أصدق من أخيك .
ومنه قوله تعالى : { والفتنة أكبر من القتل } 217 البقرة . وغيرها من الأمثلة السابقة .
أما إذا افتقد الفعل شرطاً من اشروط السابقة غلا يصاغ اسم التفضيل منه مباشرة وإنما يتوصل إلى التفضيل منه بذكر مصدره الصريح مع اسم تفضيل مساعد .
مثل : أكثر ، وأكبر ، وأفضل ، وأجمل ، وأحسن ، وأشد ، وأولى ، ونظائرها ، ويعرب المصدر بعدها تمييزاً .
نحو : المملكة أكثر إنتاجاً للبترول من غيرها .
والطائف ألطف هواءً من جدة .
والبلح أشد حمرةً من التفاح .
ومنه قوله تعالى : { والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً } 84 النساء .
حالات اسم التفضيل
لاسم التفضيل في الاستعمال أربع حالات هي :
أولاً : أن يكون مجرداً من أل التعريف والإضافة – " نكرة " – وحينئذ يكون حكمه وجوب الإفراد والتذكير ، ويذكر بعده المفضل عليه مجروراً بمن وقد يحذف ، ولا يطابق المفضل .
مثل : محمد أكبر من أخيه ، أو محمد أكبر سناً .
ومنه قوله تعالى : { ولعذاب الآخرة أشد وأبقى } 127 طه .
هند أكبر من أختها .
ومنه قوله تعالى : { وإثمهما أكبر من نفعهما } 219 البقرة .
البنتان أكبر من أختيهما .
الأولاد أكبر من إخوانهم .
ومنه قوله تعالى : { هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً } 51 النساء .
البنات أكبر من أخواتهن .
ومنه قوله تعالى : { لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس } 57 غافر .
ثانياً : أن يكون نكرة مضافاً إلى نكرة ، وحكمه وجوب الإفراد والتذكير ، ولا يطابق المفضل ، ومطابقة المضاف إليه النكرة للمفضل .
مثل : الكتاب أفضل صديق .
ومنه قوله تعالى : { وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً } 54 الكهف .
القصة أفضل وسيلة للتخفيف عن النفس .
وكقوله تعالى : { وللآخرة أكبر درجات } 21 الإسراء .
الكتابان أفضل صديقين .
القصتان أفضل قصتين في المكتبة .
الكتب أفضل أصدقاء للمرء .
المدرسات أفضل معلمات في المدرسة .
ومنه قوله تعالى : { ولا تكونوا أول كافر به } 41 البقرة .
وقوله تعالى : { ثم رددناه أسفل سافلين } 5 التين .
ثالثاً : أن يكون معرفاً بأل ، وحكمه وجوب مطابقته للمفضل ، ولا يذكر بعده المفضل عليه .
مثل : محمد هو الأصغر سناً .
ومنه قوله تعالى : { يومَ الحج الأكبر } 3 التوبة .
الطالبة هي الصغرى سناً .
كقوله تعالى : { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } 238 البقرة .
الطالبان هما الأصغران سناً .
ومنه قوله تعالى : { من الذين استحق عليهم الأوليان } 107 المائدة .
الطالبتان هما الصغريان سناً .
ومنه قوله تعالى : { هل تربصون بنا إلا أحد الحسنيين } 52 التوبة .
الطلاب هم الأصاغر سناً .
ومنه قوله تعالى : { ولا تحزنوا وأنتم الأعلون } 139 آل عمران .
الطالبات هن الصغريات سناً .
ومنه قوله تعالى : { فأولئك لهم الدرجات العلى } 75 طه .
رابعاً : أن يكون مضافاً إلى معرفة ، وحكمة جواز الإفراد والتذكير ، وامتناع مجيء مِن والمفضل عليه بعده ، كما يجوز مطابقته لما قبله ، كالمعرف بأل .
مثل : محمد أفضل الرجال .
ومنه قوله تعالى : { فتبارك الله أحسن الخالقين } 14 المؤمنون .
فاطمة أفضل النساء ، أو فاطمة فضلى النساء .
ومنه قوله تعالى : { وقالت أولاهم لأخراهم } 39 الأعراف .
المحمدان أفضل الطلاب ، أو المحمدان أفضلا الطلاب .
الفاطمتان أفضل الطالبات ، أو الفاطمتان فضليا الطالبات .
المحمدون أفضل الطلاب ، أو المحمدون أفاضل الطلاب .
ومنه قوله تعالى :{ وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها} 23 الأنعام .
الفاطمات أفضل الطالبات ، أو الفاطمات فضليات الطالبات .
فوائـد وتنبيهات :
1 ـ لا يشتق اسم التفضيل من الفعل المنفي ، ولا من الفعل المبني للمجهول ، لأن مصدرهما مؤول ، والمصدر المؤول معرفة فلا يعرب تمييزاً .
وقد ورد اسم التفضيل من الفعل المبني للمجهول مباشرة شذوذاً .
مثل : خالد أهزل من علي ، وهذا القول أخصر من ذاك .
والطاووس أزهى من البط ، وعدنا والعود أحمر .
وأفعال أسماء التفضيل الواردة في الأمثلة السابقة هي : هُزل وزُهي وهما من الأفعال الملازمة البناء للمجهول ، واختصر ويُحمد ، من الأفعال التي أخذ منها اسم التفضيل شذوذاً لبنائها للمجهول .
2 ـ قد ترد صيغة أفعل لغير معنى التفضيل ، فتضمن حينئذ معنى اسم الفاعل ، أو معنى الصفة المشبهة ، ويشترط في التعرية عن معنى التفضيل ألا يكون اسم التفضيل معرفاً بأل أو مضافاً إلى نكرة ، أو متلوا بمن الجارة ، ومثال مجيئه بمعنى اسم الفاعل :
قوله تعالى : { ربكم أعلم بكم } والتقدير : عالم بكم .
ومعنى الصفة المشبهة ، كقوله تعالى : { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } والتقدير : وهو هين عليه .
والمعنى في الآية الأولى أنه لا مشارك لله في علمه ، وفي الآية الثانية لا تفاوت عند الله في النشأتين : الإبداء والإعادة ، فليس لديه هين وأهون بل كل شيء هين عليه سبحانه وتعالى .
3 ـ هناك ثلاثة ألفاظ في " أفعل التفضيل " اشتهرت بحذف الهمزة من أولها ، وهي : خير ، وشر ، وحب .
ومنه قوله تعالى : { قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى } 260 البقرة .
وقوله تعالى : { والآخرة خير وأبقى } 17 الأعلى .
وقوله تعالى : { قال أنتم شرٌ مكاناً } 77 يوسف .
ونحو : ابنك حبٌّ من الآخرين .
4 ـ قد يكون التفضيل بين أمرين في صفتين مختلفتين ، مثل : السل أحلى من الخل .
والمعنى المراد أن العسل في حلاوته يزيد على الخل في حموضته .
ونحو : الصيف أحر من الشتاء .
إذا كان الفعل معتل الوسط بالألف ترد هذه الألف إلى أصلها في التفضيل .
نحو : قال – أقول ، وعام – أعوم ، وساد – أسود . أي أكثر سيادة .
وباع – أبيع ، وهام – أهيم ، وسار – أسير . أي أكثر شيوعاً من غيره .
اسما الزمان والمكان
اسم الزمان : اسم مشتق للدلالة على زمان وقوع الفعل .
مثل : موعد ، مولد ، مرمى ، مُنتهى .
نحو : لقاء الفريقين موعده العصر .
كان مولد الرسول في شهر ربيع الأول .
اسم المكان : اسم مشتق للدلالة على مكان وقوع الفعل .
مثل : منزل ، مجلس ، منتدى ، مجتمع ، مهبط .
نحو : مكة مهبط الوحي .
والمدينة منتدى الرسول صلى الله عليه وسلم .
صوغهـا : يشتق اسما الزمان والمكان على النحو التالي :
أولاً : من الفعل الثلاثي :
أ – على وزن " مَفْعَل " بفتح الميم والعين إذا كان الفعل معتل الآخر .
مثل : سعى مسعى ، رمى مرمى ، جرى مجرى ، سقى مسقى ، لهى ملهى .
نحو : مرمى الجمرات عند طلوع الشمس .
ومسعى الحجاج بين الصفا والمروة .
ومنه قوله تعالى : { والله عنده حسن المآب } 14 أل عمران .د
وقوله تعالى : { فإن الجحيم هي المأوى } 39 النازعات .
أو كان صحيح الآخر ومضارعه مفتوح العين أو مضمومها .
مثل : شرب مشرب ، قرأ مقرأ ، بدأ مبدأ .
ومنه قوله تعالى : { لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين } 60 الكهف .
وقوله تعالى : { فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم } 37 مريم .
ومثل : طلع مطلع ، رسم مرسم ، قلم مقام ، فاز مفاز .
ومنه قوله تعالى : { سلام هي حتى مطلع الفجر } 5 القدر .
وقوله تعالى : { ومن يتق الله يجعل له مخرجاً } 2 الطلاق .
وقوله تعالى : { ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد } 14 إبراهيم .
ب – على وزن " مَفعِل " بفتح الميم وكسر العين إذا كان الفعل صحيح الآخر ومضارعه مكسور العين .
مثل : نزل منزل ، هبط مهبط ، صار مصير ، جلس مجلس .
ومنه قوله تعالى : { قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار } 30 إبراهيم .
وقوله تعالى : { ثم مَحِلَّها إلى البيت العتيق } 33 الحج .
وقوله تعالى : { وقل ربي أنزلني منزلاً مباركاً } 29 الحج .
وقوله تعالى : { إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا } 11 المجادلة .
أو كان مثالاً صحيح الآخر ، مثل : وعد موعد ، وقع موقع ، ورد مورد .
ومنه قوله تعالى : { بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلاً } 58 الكهف .
وقوله تعالى : { وجعلنا بينهم موبقاً } 52 الكهف .
وقوله تعالى : { ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار } 12 التوبة .
ثانياً : من الفعل غير ثلاثي " المزيد " :
يشتقان على وزن الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وفتح ما قبل الآخر كاسم المفعول والمصدر الميمي .
مثل : انتدى ينتدي مُنتَدى ، اجتمع يجتمع مُجتَمع ، استودع يستودع مُستَودع .
التقى يلتقي مُلتقى ، أخرج يخرج مخرج ، استقر يستقر مُستقر .
ومنه قوله تعالى : { ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين } 36 البقرة .
وقوله تعالى : { عند سدرة المُنتهى } 14 النجم .
وقوله تعالى : { باسم الله مجراها ومُرساها } 41 هود .
فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ وردت عدة كلمات أسماء مكان على وزن " مَفعِل " بكسر العين شذوذاً من أفعال تقتضي القاعدة أن يكون اسم الزمان أو المكان منها على وزن " مَفعَل " بفتح العين ، وهي كلمات سماعية لا ينقاس عليها ، وهي :
مشرق ، مغرب ، معدن ، منسك ، مطلع ، مسجد ، مفرق ، مهلك .
ومنها قوله تعالى : { حتى إذا بلغ مطلع الشمس } 90 الكهف .
وقوله تعالى : { ثم نقول لوليه ما شهدنا مَهلِك أهله } 49 النمل .
2 ـ قد يصاغ اسم المكان من الأسماء الثلاثية المجردة على وزن مفعلة للدلالة على كثرة الشيء في مكان ما .
مثل : مأسدة ، أي أرض كثيرة الأسود ، ومسبعة ، كثيرة السباع ، ومذأبة ، كثيرة الذئاب ، ومسمكة ، كثيرة السمك ، وملحمة ، كثيرة اللحم ، ومسبخة ، كثيرة السباخ .
3 ـ عرف أن اسمي الزمان والمكان واسم المفعول والمصدر الميمي شركاء في الوزن من الفعل غير الثلاثي ، ويتم التفريق بينها بالقرينة .
فإذا قلنا : الليل مستودع الأسرار ، مستودع اسم زمان ، أي وقت استيداع السر .
القلب مستودع المحبة ، مستودع اسم مكان ، أي مكان استيداع المحبة .
المختبر مجهز بأحدث الأجهزة ، مجهز اسم مفعول ، بمعنى يجهزونه .
تركته إلى الملتقى ، الملتقى مصدر ميمي ، بمعنى الالتقاء .
4 ـ وقد تلحق التاء اسمي الزمان والمكان سماعاً نحو : مدرسة ، مطبعة ، مقبرة ، مجزرة .
اسـم الآلـة
تعريفـه : اسم مشتق من الفعل للدلالة على الأداة التي يكون بها الفعل .
مثل : مبرد ، مغسلة ، منشار .
صـوغـه : لا يصاغ إلا من الفعل الثلاثي المتعدي على الأوزان الثلاثية التالية :
1 ـ مِفعال بكسر الميم :
مثل : منشار ، مسمار ، محراث ، ملقاط ، مثقاب ، مفتاح ، مزمار .
ومنه قوله تعالى : { إن الله لا يظلم مثقال ذرة } 40 النساء .
وقوله تعالى : { ولا تنقصوا المكيال والميزان } 84 هود .
وقوله تعالى : { وعنده مفاتح الغيب } 59 الأنعام .
2 ـ مِفعل بكسر الميم :
مثل : منحل ، مبرد ، مغزل ، معول ، مقص ، مصعد ، مشرط .
ومنه قوله تعالى : { ويهيء لكم من أمركم مِرفقا } 16 الكهف .
3 ـ مِفعلة بكسر الميم أيضاً :
مثل : مغسلة ، معصرة ، مبشرة ، ملعقة ، مسطرة .
ومنه قوله تعالى : { تأكل منسأته } 14 سبأ .
وقوله تعالى : { مثل نوره كمشكاة } 35 النور .
فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ أجاز مجمع اللغة العربية وزنين آخرين هما :
فعّالة ، مثل : غسالة ، ثلاجة ، جلاية . وفعّال ، مثل : خلاط ، سخّان .
2 ـ هناك أسماء آلة جامدة ، أي ليس لها أفعال ، مثل : سيف ، قدوم ، سكين ، فأس ، قلم ، رمح ، ساطور .
3 ـ وردت بعض أسماء الآلة مشتقة من الأسماء الجامدة :
مثل : المحبرة من الحبر ، والممطر من المطر ، والمزود من الزاد .
4 ـ وقد ورد أيضاً من الأفعال المزيدة " غير الثلاثية " .
مثل : مئزر من ائتزر ، ومحراك من حرك : والمحراك عود من الحديد ونحوه تحرك به النار .
5 ـ كما وردت أسماء الآلة من الأفعال اللازمة خلافاً للقاعدة .
مثل : معراج من عرج ، معزف من عزف ، ومرقاة من رقى .
6 ـ وردت بعض الألفاظ الدالة على اسم الآلة ولكنها مخالفة لصيغها .
مثل : مُدهن ، مُكحُلة ، مُنخُل ، مُدُق ، وغيرها .