بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
بِسْمِ اللهِ [1] الذِي لا أَرْجُو إلاّ فَضْلَهُ [2]، وَلاَ أَخْشَى إلاّ عَدْلَهُ [3]، وَلا أعْتَمِدُ إلا قَوْلَه [4]، وَلا أتَمَسّكُ إلا بِحَبْلِه [5].
بِكَ أسْتَجيرُ يَا ذا العَفْوِ وَالرِّضْوانِ [6]، مِنَ الظُّلْمِ وَالعُدْوانِ [7]، وَمِنْ غِيَرِ الزَّمانِ [8]، وَتَواتُرِ الأحْزانِ [9]، وَطَوارِقِ الحَدَثَان [10]ِ، وَمِنْ انْقِضَاءِ المُدَّةِ قَبْلَ التَّأهُّبِ وَالعُدَّة [11].
وإيّاكَ أسْتَرْشِدُ لِمَا فِيهِ الصَّلاحُ والإصْلاحُ [12]، وبِكَ أسْتَعينُ فِيما يَقْتَرِنُ بِهِ النَّجَاحُ والإنْجَاحُ [13].
وإيَّاكَ أرْغَبُ فِي لِبَاسِ العَافِيَةِ وَتَمَامِها [14]، وَشُمُولِ السَّلامَةِ وَدَوَامِهَا [15].
وَأعُوذُ بِكَ يَا ربِّ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ [16]، وأحْتَرِزُ بِسُلْطَانِكَ مِنْ جَوْرِ السَّلاطِينِ [17].
فَتَقَبَّلْ مَا كَانَ مِنْ صَلاتِي وَصَوْمِي [18]، وَاجْعَلْ غَدِي وَمَا بَعْدَهُ أفْضَلَ مِنْ سَاعَتِي وَيَوْمِي [19]. وَأعِزَّنِي فِي عَشِيرَتِي وَقَوْمِي [20]، وَاحْفَظْنِي فِي يَقْظَتِي وَنَوْمِي، فَأنْتَ اللهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَأنْتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [21].
اللهُمَّ إنِّي أبْرأُ إلَيْكَ فِي يَوْمِي هذا، وَمَا بَعْدهُ مِنَ الآحَادِ، مِنَ الشِّرْكِ وَالإلْحَادِ [22]، وَأُخْلِصُ لَكَ دُعَائِي تَعَرُّضَاً لِلإجَابَةِ [23]، وَأُقِيمُ عَلَى طَاعَتِكَ رَجَاءً لِلإثَابَةِ [24]. فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَيْرِ خَلْقِكَ، الدَّاعِي إلى حَقِّكَ [25]، وأعِزَّنِي بِعِزِّكَ الَّذِي لا يُضَامُ [26]، وَاحْفَظْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنَامُ [27]، وَاخْتِمْ بِالانْقِطَاعِ إلَيْكَ أمْرِي [28]، وَبِالمَغْفِرَةِ عُمُرِي [29]، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيم [30].
بين يدي الدعاء
يؤكّد دعاء يوم الأحد على الانقطاع إلى الله سبحانه وتعالى، فلله الفضل كلّه، فلا فضل لأحدٍ في رجاء الإنسان غير الله، والله وليّ العدل، فلا يُخشى إلاّ عدله، في دقّته في الحساب، وفي استقامته في الحُكم، والله هو الحقّ، فلا يُعتمد إلا قولُه، وحبلُه المتين، فلا يُتمسّك إلا بحبله.
ثمّ يتحرّك الدعاء، في استجارة الإنسان بالله، صاحب العفو والرضوان، من الظلم والعدوان، ومن أحداث الزمان المتعاقبة، والأحزان المتواترة، ومن عدم الخوف من مجيء الأجل وهو بعد لم يستعدّ للقاء الله لمواجهة قضيّة المصير.
ثمّ ينطلق الإنسان ليطلب من الله أن يُلبسه لباس العافية التامّة، وليستعيذ به من الشياطين التي توحي إليه بالشرّ والفساد، وليحترز بسلطانه تعالى من جور السلاطين المستكبرين، ثمّ ينفتح على طلب الحفظ في جميع الحالات.
وفي الختام، يستلهم الدعاء من كلمة الأحد، كلمة التوحيد، والإعلان للبراءة من الشرك والإلحاد، ليصلّي على محمّد وآله، ليطلب من الله أن يمنحه العزّة والحفظ وحُسن العاقبة، والختام للأمور كلّها بالانقطاع إلى الله، والإخلاص إليه، للحصول على المغفرة من الذنوب في العمر كلّه.