زاد الأخيار , في مواسم الأعمار : سلـــ ( 1 ) ــــسلة

أحبتي .. لا شك أن أعظم نعمه أنعم الله تعالى بها علينا أن هدانا للإسلام ..

الإسلام الذي هو أساس النجاة يوم القيامة .. وهو الدين الذي لن يقبل الله غيره وإن اجتهد المرء في أعماله .. وأنفق في سبيل الله جل ماله .. فإنه إن لم يدن به فلن يجد عمله إلا هباءا منثورا ..

وقد منحنا الله فرص عظيمة .. وشرع لنا لنيل أعلى الدرجات .. مواسم نحصد منها الخير ..

وإن أعظم هذه المواسم .. هـــي أنفـــاســنا ..

فمادامنا نحيا على هذه الأرض .. والروح بين جنبينا .. وأنفاسنا لازالت تمدنا بالحياة ..

فنحن على خير عظيم .. حيث لازلنا نقوى على العبادة .. ولا زال باب التوبة مفتوحا .. ولازلنا نستطيع أن نرد بحار الحسنات نغترف منها ونستزيد .. ليوم تكون الحسنة أعز من الولد والوالد والناس أجمعين ..

لأجل ماسبق .. فإننا بعد التوكل على الله .. عزمنا على البدء بسلسلة

(( زاد الأخيار, في مواسم الأعمار) )

نحاول من خلالها أن نستثمر الخير العظيم الذي نحن عليه ..حيث منّ الله علينا بأن مد في أعمارنا , بينما غيرنا ربما واره التراب دون توبه .. وهناك من مات وانقطع عمله فصار رهين ماقدم ..

فهنا ياسادة .. سنتعلم أن لا ننتظر الموسم لنقدم لأنفسنا الخير ..
بل يجب أن نجعل من أعمارنا موسما لكل خير ..

فحياكم الله معنا ..

::

\\ بابٌ مغلق .. هلموا لنفتحه \\

::
الحمد لله الذي خلق فسوى .. وقدر فهدى ..

والصلاة والسلام على الرحمة المهداة .. وعلى آله وصحبه ومن والاه ..

وبعد ..

::

فإن من كرم الله تعالى علينا .. ورحمته بنا سبحانه .. أن شرع لنا الدعاء ..وجعله هو العبادة
فعن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن الدعاء هو العبادة فثم قراء (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)غافر صحيح أبي داود 1329 .
وجعل لنا سبحانه أوقاتا .. وشرع لنا ساعاتِ يقبل فيها الدعاء ..

وهذه وعزة الله وجلاله من عظيم إحسانه لعبيده .. إذا يدعوهم ليطلبوا منه .. ثم يدلهم على الأوقات التي يستجيب لهم فيها .. وليس هذا فحسب .. بل جعل سؤاله سبب رضاه عن العبد .. والإستغناء عن سؤاله يلحق بالعبد غضب الرب ..

::

وقد شرع الله تعالى لنا باب عظيم من أبواب الإجابة .. غفل عنه الكثير .. وتناساه البعض ..

فأوصدوا الباب ولم يسعوا لفتحه ونيل ما وراءه من الخير ..

و والله إن هذا الباب يحمل خلفه من الخير ما الله به عليم ..

حيث يحصد العبد فيه من الخير ملايعلمه إلا الله ..

ذلك هو ( دعاء الله بالعمل الصالح ) ..

فأنت ياعبد الله .. إن علمت أن من سنة الحبيب ( عليه الصلاة والسلام ) أن يدعوا الإنسان ربه بعمله الصالح الذي أخلص فيه النية لله ..

ستتوق نفسك لعمل يكون لك ذخرا عند دعائك ..

وهذا سيدفعك للبحث كل يوم عن عملا جديدا .. تسأل الله تعالى مالديك من حاجة به ..

وبهذا .. تكون قد نلت الخير العظيم .. والثواب الجزيل .. ( بإذن الله ) .. من عدة وجوه ..

منها .. إنك ستحرص على أن يكون لك في يومك عملا صالحا تذكره في دعائك ..

ثم .. إنك ستجتهد في إخلاص النية لله .. لأنك تعلم أن العمل الذي نسأله به يجب أن يكون خالصا له سبحانه ..

وأخيرا .. فإنك سيجتمع لك فضل كبير .. ففي الصباح عملا صالحا .. وفي المساء دعاء وتذلل ..

وليكون لك دافعا .. ولتعلوا همتك .. اقرأ معي هذا الحديث :

عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون اذ اصابهم مطر فاووا الى غار فانطبق عليهم

فقال بعضهم لبعض انه والله يا هؤلاء لا ينجيكم الا الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم انه قد صدق فيه ..

فقال واحد منهم : اللهم ان كنت تعلم انه كان لي اجير عمل لي على فرق من ارز فذهب وتركه واني عمدت الى ذلك الفرق فزرعته فصار من امره اني اشتريت منه بقرا وانه اتاني يطلب اجره فقلت له اعمد الى تلك البقر فسقها فقال لي انما لي عندك فرق من ارز فقلت له اعمد الى تلك البقر فانها من ذلك الفرق فساقها فان كنت تعلم اني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا

فانساحت عنهم الصخرة

فقال الاخر: اللهم ان كنت تعلم انه كان لي ابوان شيخان كبيران فكنت اتيهما كل ليلة بلبن غنم لي فابطات عليهما ليلة فجئت وقد رقدا واهلي وعيالي يتضاغون من الجوع فكنت لا اسقيهم حتى يشرب ابواي فكرهت ان اوقظهما وكرهت ان ادعهما فيستكنا لشربتهما فلم ازل انتظر حتى طلع الفجر
فان كنت تعلم اني فعلت ذلك من خشيتك ففرج ..
عنا فانساحت عنهم الصخرة حتى نظروا الى السماء

فقال الاخر : اللهم ان كنت تعلم انه كان لي ابنة عم من احب الناس الي واني راودتها عن نفسها
فابت الا ان اتيها بمائة دينار فطلبتها حتى قدرت فاتيتها بها فدفعتها اليها فامكنتني من نفسها فلما قعدت بين رجليها فقالت اتق الله ولا تفض الخاتم الا بحقه فقمت وتركت المائة دينار فان كنت تعلم اني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ففرج الله عنهم فخرجوا " - رواه البخاري -

فانظر إلى العمل الصالح الخالص لله .. كيف كان سببا بإذن الله أن ينجيهم وقد شارفوا على الهلاك ..

::

فهلمّوا بنا لأن نفتح ذلك الباب .. وندخل منه ..

ولنسعى لأن نفتش عن عملا صالحا نخلص نوايانا فيه لله سبحانه ..

كإغاثة مكروب .. وصدقة في السر .. والسعي في حاجة مسلم لقضائها له .. و غيرها كثير جدا من أبواب الخير التي لا بد أن تتاح لنا في يومنا ..

وليس هذا فحسب .. بل دعونا نسأل الله أن يوفقنا للعمل الصالح ..

::

وفقكم الله لما فيه الخير لكم .. وأعاننا وأعانكم على مافيه رضاه سبحانه