منتدى الشربينى للبرمجيات واشهار المواقع والمنتديات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الشربينى للبرمجيات
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخولالتسجيل
صورة صاحب المنتدى محمدالشربينى 01062618079

 

 إلى أدعياء الثقافة والتنوير ..مهلاً.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المديرمحمدالشربينى
مدير المنتدى محمدالشربينى
مدير المنتدى محمدالشربينى
المديرمحمدالشربينى


الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 2845
نقاط : 60937
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 13/04/1985
تاريخ التسجيل : 03/01/2010
العمر : 39
الموقع : www.mega4up.com

إلى أدعياء الثقافة والتنوير ..مهلاً. Empty
مُساهمةموضوع: إلى أدعياء الثقافة والتنوير ..مهلاً.   إلى أدعياء الثقافة والتنوير ..مهلاً. I_icon_minitimeالجمعة مارس 05, 2010 9:10 pm

في تعليق واجب وضروري على خبر مؤلم لكل غيور على شريعة الله المنزلة، وعلى دينه العظيم، نشرت مفكرة الإسلام خبراً الاثنين21 من رجب1430هـ 13-7-2009م، يدلنا على التدني الكبير فيمن تسموا بالطبقة المثقفة، أو المتنورة، أو النخبة، أو التوعوية، إلى غير ذلك من ألقاب تضخيمية، تنفخ في هؤلاء، وترفعهم فوق الرؤوس، وتفتح لهم الأبواب، وتنبيء عن خطر وخندق حقيقي كبير يحارب الإسلام وأهله.



جاء في الخبر:(مفكرة الإسلام: شهدت ندوة بمكتبة الإسكندرية ـ دعي إليها مجموعة من الأدباء المسيئين للذات الإلهية والإسلام في أعمالهم ـ هجومًا عنيفًا ضد الدين والمؤسسات الدينية والدستور المصري.



وحضر الندوة التي كانت تحت عنوان "آليات الرقابة وحرية التعبير في العالم العربي" _حيدر حيدر_ صاحب رواية وليمة لأعشاب البحر, والشاعر حلمي سالم صاحب القصيدة المتطاولة على الذات الإلهية.



وبدأ الإساءات_ الدكتور إسماعيل سراج الدين _مدير مكتبة الإسكندرية بالدعوة إلى فصل الدين عن الدولة، في مصادمة صريحة لدستور البلاد رغم أنه مسؤول رسمي يفترض أنه يعمل وفق الدستور ويحترمه.



كما زعم أن الإسلام يفصل الدين عن الدنيا, وقال: "آن لنا أن نواجه بشكل حاسم ونهائي مشكلة إقحام الدين فيما لا علاقة له به وتحكم رجال الدين في مختلف شئون الحياة ـ وفق زعمه ـ وانفجار عصر الفتاوى العشوائية، وسيادة من أسماهم الدعاة المحترفين والمتطوعين".



كما دعا مدير مكتبة الإسكندرية إلى حماية المفكرين والكتاب الذين "يشككون" في الدين أو العقيدة بوصف ذلك يمثل روح الحضارة الإسلامية ـ حسب قوله ـ مرددًا كلمات منسوبة إلى ابن الهيثم في القرن الثالث عشر، مضيفًا أنه يحترم تراثه ولكنه لا يقدسه ويدعو إلى تجاوزه).



إلى غير ذلك من المطالبة بإلغاء المادة الثانية من الدستور، التي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر

الرئيس للتشريع في مصر.



والمتأمل فيها أي في تاريخ التسميم الفكري، والغزو الثقافي التغريبي، لا يستبعد صدور هذا التدني الرخيص في عقول وأفكار هؤلاء.. وتاريخهم مملوء بالعفن الفكري، والتدني العلمي، والتسميم الثقافي..كما قال عز وجل وهو أعلم بمن خلق:" وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ{8} يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ{9} فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ{10} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ{11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ{12}"سورة البقرة.



وهنا وقفات سريعة:



1- وضوح منهج الإسلام وكماله:



وقفة سريعة من قلب غيور على حرمات الله أن تنتهك، وأن يتطاول عليها كل قزم دنيء، حرمات الله وحدوده هي شريعته الغراء، فعل الأمر وترك النهي والوقوف عند الحد والسكوت عما سكت عنه الله ورسوله.



وهذه الشريعة شريعة الله تعالى، ليست من جهود البشر القاصرة، ولا إمكاناتهم المحدودة الضعيفة، كلا..إنما الإسلام وشريعته شرع منزل من عند الله تعالى:"إن الدين عند الله الإسلام.الآية"، "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" بل وجعل الله تعالى هذا الدين وشريعته حكماً ليس في شؤون الدين والتعبد فحسب، بل جعله حكماً في جميع مجالات الحياة البشرية، في شتى صورها ، وتنوع مجالاتها..



وهذا الدين العقيدة فيه واضحة لكل أحد ، فلا تقديس ولا عبودية لأحد سوى الله تعالى، ولا شركاء في حكمه وشرعه ، الذي هو أمره ونهيه، فهو الواحد المعبود صاحب الخلق والأمر قال تعالى:" أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ "(الأعراف:54)، وقال سبحانه:" أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "(الشورى:21).



والعبادة فيه واضحة ، فلا ذبح ولا نذر، ولا قربان ولا تعبد ، ولا شيئاً من ذلك إلا لمستحقه سبحانه:" قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ"(الأنعام:162-163).



والتزكية فيه والأخلاق واضحة ، فلا تستقيم النفس إلا بهداه ، ولا تسعد إلا بسلوك الطريق إليه الذي أراده لها كما قال تعالى:" َإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى "(طه:123)، وقال تعالى:" وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا"(الشمس:7-10).



وقد جمع الله لنا في كتابه كثيراً من الأخلاق الفاضلة ،فمنها في وصف عباد الرحمن وبيان صفاتهم وأخلاقهم قوله سبحانه: "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا ، وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ، وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ، إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ، وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ، وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ، إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ، وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتابًا ، وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ، وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ، وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ، أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاَمًا ، خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا" [الفرقان: 76،63>.



والتشريع والحكم فيه واضح، فليس لأحد مع الله قول ، ولا تشريع ولا حكم ، ولا تحليل ولا تحريم كما قال تعالى:" َأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ "(المائدة:48).



وأمر سبحانه بحكمه وحده دون متابعة الشركاء والأهواء، وحذر من مخالفة ذلك بقوله تعالى:" وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ "(المائدة:49).



كما أنه لا يبدأ فيه في البناء والتغيير من القمة ، وإنما يبدأ فيه من القاعدة المسلمة ، من خلال تغيير الأنفس أولاً قبل تغيير الحكومات والأنظمة البشرية كما قال تعالى:" إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ " (الرعد11).



كما أنه ثابت في عقيدته ومنهجه في جميع مراحله وتوجهاته ، لأن العقيدة التي فيه لا ينتقل منها إلا غيرها ، إنما ينتقل معها إلى غيرها ، لأن العبادة والسلوك والمعاملات لا تقوم إلا على عقيدة تؤسسها أولاً ، ثم تستمد المنهج والتشريعات منها ، وإن تركها والإعراض عنها في أي مرحلة ، يشكل نوعاً من الغبش واللبس والغموض، ونوع من الكفر والفسوق والظلم ، فالحكم بما أنزل الله عقيدة وتشريع فمن ترك أحدهما دخل في نوع من المخاطرة على عقيدته كما قال تعالى:" وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ "(المائدة:49) ، وكما قال تعالى:" وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ "(المائدة:44) وقوله:" وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }المائدة:45) وقوله:" وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ "(المائدة:47).



وغاية كل هذا الوضوح والجلاء، تعبيد الناس لله وحده ، وإقامة جميع مظاهر العبودية له دون ما سواه من الشركاء والآلهة والأنداد كما قال تعالى:" قال تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ" [الذاريات: 56>.



فأخبر سبحانه أن الحكمة من خلق الجن والإنس: هي قيامهم بعبادة الله، والله غنيٌ عن عبادتهم، وإنما هم المحتاجون إليها لفقرهم إلى الله تعالى، فيعبدونه على وفق شريعته، فمن أبي أن يعبد الله فهو مستكبر، ومن عبده وعبد معه غيره فهو مشرك، ومن عبده وحده بغير ما شرع فهو مبتدع، ومن عبده وحده بما شرع فهو المؤمن الموحد.



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «العبادة: هي اسمٌ جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة »أ هـ.



وهذه والعبادة توقيفية: بمعنى أنه لا يشرع منها إلا بدليل من الكتاب والسنة، وما لم يشرع يعد بدعة مردودة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» أي مردود عليه عمله، لا يقبل منه بل يأثم عليه، لأنه معصية وليس طاعة، ثم إن المنهج السليم في أداء العبادات المشروعة هو الاعتدال بين التساهل والتكاسل، وبين التشدد والغلو، قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: "فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" [هود: 112>، فهذه الآية الكريمة فيها رسم لخطة المنهج السليم في فعل العبادات. ([1>)



ومبنى العبادة في الشريعة الإسلامية يقوم على قاعدتين هامتين:

الأولى: ألا يعبد إلا الله وحده.

الثانية: ألا يعبد إلا بما شرع على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.



فالعبودية لله تعالى هي غاية الوجود الإنساني في الحياة الدنيا، وقد تعرض القرآن الكريم لها وبين ما اشتملت عليه من المقامات العالية، وأشار القرآن إليها في كثير من آياته، ودعا إليها، وحث عليها، ومدح أهلها القائمين بها وبحقوقها، وأثنى بها على أنبيائه ورسله عليهم السلام، ووعدهم بالأمن يوم القيامة من الفزع والأهوال، وبالفوز بجنات النعيم في دار الخلود الأبدى، ومن ثم أمر بها عباده الصالحين، بدءًا من الأنبياء والمرسلين، وشرعها لهم ولأتباعهم من بعدهم، وأمرهم بالإخلاص فيها، وجعل دعوتهم جميعًا إليها.



وهذه النصوص القرآنية توضح كل ما أشرنا إليها إيضاحًا تامًا شافيًا:



كما قال الله سبحانه: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ" [الذريات: 56>، وقال سبحانه: " وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا" [النساء: 36>.



وبهذه العبادة أرسل جميع الرسل كما قال نوح لقومه: " اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ" [الأعراف: 59>.

وكذلك قال هود وصالح وشعيب وغيرهم عليهم السلام لقومهم.



وقال تعالى: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ" [الأنبياء: 24>، وقال عز وجل: " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" [الأنبياء: 92>.



وقال أيضًا لرسوله صلي الله عليه وسلم: " وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" [الحجر: 99> واليقين هنا هو: الموت.



كما وصف سبحانه ملائكته وأنبياءه بالعبودية فقال تعالى: " وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ، يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ" [الأنبياء: 20،19>.



وقال عز وجل: " إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ" [الأعراف: 206>.



وقال سبحانه وتعالى: " وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" [غافر: 60>.



إن تقرير حقيقة العبودية في حياة الناس يصحح تصوراتهم ومشاعرهم, كما يصحح حياتهم وأوضاعهم, فلا يمكن أن تستقر التصورات والمشاعر, ولا أن تستقر الحياة والأوضاع, على أساس سليم قويم, إلا بهذه المعرفة وما يتبعها من إقرار, وما يتبع الإقرار من آثار عندما تستقر هذه الحقيقة بجوانبها في نفوس الناس وفي حياتهم يلتزمون بمنهجه وشريعته ويستشعرون العزة أمام المتجبرين والطغاة, حين يخرون لله راكعين ساجدين يذكرونه ولا يذكرون أحدًا إلا الله تصلح حياتهم وترقى وتكرم على هذا الأساس.



إن استقرار هذه الحقيقة الكبيرة في نفوس المسلمين وتعليق أنظارهم بالله وحده, وتعليق قلوبهم برضاه, وأعمالهم بتقواه, ونظام حياتهم بإذنه وشرعه ومنهجه دون سواه.. في هذه الحياة.. فأما ما يجزي الله به المؤمنين المقربين بالعبودية العاملين للصالحات في الآخرة, فهو كرم منه وفضل في حقيقة الأمر وفيض من عطاء الله([2>).



2- عداء لمنهج الله وشريعته:



وهنا نقول إن هذه المدرسة التغريبية، تحاول الوقوف بعداء صراح لهذا المنهج الإسلامي الرباني الواضح، وتسمي تشريعات الإسلام وحدوده- إقحام للدين في كل شؤون الحياة- وهنا نقول هل هذا حقاً إقحام للدين ، أم أنه منهج من الله لكل البشرية ، حتى لا تتخبط في ظلمات التيه والضلال..؟؟" لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون".



نعم إنه منهج الله الذي يعلم من خلق، لكنهم اتبعوا أهوائهم، وصاروا خلف الشيطان يصيحون في كل واد كما صاح الشيطان من قبل" قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك..الآيات".



إن هذه المدرسة التغريبية: التي تفرعت ما بين اتجاهات علمانية وماركسية شيوعية ، وهؤلاء خلطوا كثيراً وتخبطوا كمن سبقوا في فهمهم لحقيقة الإسلام أو قل تعمدوا ذلك .



لقد بنوا طريقة تعاملهم مع الإسلام ومنهجه على ما نشأ عند الغرب في القرون الوسطى المظلمة ، حيث رجال الكنيسة والمعبد ، الذي لا يحسنون قيادة الحياة ومواكبة الركب الحضاري ، لأنهم كانوا منشغلين بكنائسهم ومعابدهم وطقوسهم ، ومن هنا نشأت دائرة الانفصام بين الدين والدنيا عندهم ، واعتقدوا بذلك أن سبب كل تخلف عن ركب المدنية والحضارة، إنما منشأه من التدين والدين ، فصارت العلمانية والتمرد على القيم والانفتاح المنفلت هي شعارات التقدم والرقي للمدنية المزعومة .



ومن ثم تعامل هؤلاء مع المنهج الإسلامي بنفس المعطيات والآفات ، فحكموا عليه وعلى أتباعه وأنصاره ، والداعين إليه بأنهم من الذين يريدون عودة العالم من جديد إلى عصور الظلام والجهل والتخلف ، فوسموهم بالتخلف والرجعية والتأخر عن مواكبة مستجدات الواقع المعاصر ، مع أن الشريعة الإسلامية هي عدو للتخلف والتأخر والرجعية ، كما أنها أساس وعماد للحضارة الإسلامية طيلة عشرة قرون متتالية ، وستظل هكذا بأمر الله وحده .



ولم يقفوا عند هذا التغريب بل تعدى ذلك إلى إيجاد مدرسة أخرى من بين هؤلاء المسلمين ، تحمل سمومهم وأفكارهم وحقدهم على هذا الدين ، وأضفوا عليهم ألقاباً زائفة ليوهموا السائرين في ركابهم أنهم " المثقفون ، والمتقدمون ، والتنويريون ، والتطويريون ، والنخبة " ، إلى غير ذلك من أنواع النفخ والتكبير الذي لا يعدوا نفح الكرة بشئ من الهواء المعبأ ، فرجعوا إلى بلدانهم حاملين لكل تغريب وغريب ، ووقفوا أما دعوة الإسلام تأويلاً وتعطيلاً وتجهيلاً.



فخرج منهم الكتاب والأدباء والمثقفون ، الذين حملوا على الشريعة الإسلامية بالهدم للثوابت والأصول ، والاتهمام بأنها قاصرة عن مواكبة مسيرة الحضارة العالمية المسرعة في التقدم والمدنية ، بل وعملوا على إحياء وتمجيد كل خبيث وماضٍ من التراث الفرعوني والإغريقي والروماني والوثني ، وإحياء النعرات القومية والوطنية والحزبية ، التي لا تزيد في أمة الإسلام إلا تفرقاً وشتاتاً ، واحتراقاً من لفح الجاهلية الغربية المعاصرة منها والبائدة على طول التاريخ .



ومن هنا وقفت المدرسة التغريبية موقف العداء الصارخ لدعوة الإسلام عموماً ، المتمثلة في السلفية خصوصاً دون غيرها من سائر الدعوات والحركات الدعوية المعاصرة إلا ما ظهر منها ، وتولد من كل هذا أجيال وأجيال ، أصابها الخور والوهن وحب التقليد الأعمى لكل دخيل ومستغرب ، ولو كان يتنافي بوضوح ودلائل وبراهين مع مسلمات وأصول الشريعة الإسلامية ، هذا من حيث العداء للمنهج والإسلام .



3- منهج منتصر:



نعم ، فمع كل ما ذكرنا من تطاول سافر، وتجهيل وتغريب إلا أننا نقول لهم قول الله تعالى تهديداً ووعيداً"اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير"، وقوله تعالى"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".



نقول لهم لا نقول عن الإسلام بكماله وصفائه وشموله وصلاحيته الخالدة إلى يوم الدين، إلا أنه منهج منتصر، منهج له الحكم والسيادة مهما طال الزمان ، واشتدت المحن ، ورصدت العقبات ، منتصر...لأنه من عند الله ، ومنتصر ...لأنه منهج الله ، ومنتصر...لأنه كلمة الله هي العليا أبداً ودائماً ، ومنتصر... لأنه منهج معصوم لا يعتريه الخطأ والزلل، ومنتصر ...لأنه يملك كل مقومات البقاء ، وكل مقومات الظفر والاستمرار والنصر.



نعم إن المستقبل القريب لهذا المنهج الرباني ، وهذا وعد الله تعالى ولا ريب كما قال تعالى:" :"كتب الله لأغلبن أنا ورسلي " ، "وإن جندنا لهم الغالبون" ، "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mega4up.com
 
إلى أدعياء الثقافة والتنوير ..مهلاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشربينى للبرمجيات واشهار المواقع والمنتديات  :: 

الاسلاميات  :: المقالات العامة وخطب وندوات وتفسيرديني لجميع المشايخ الاجلاء

-
انتقل الى: