غرس العقيدة الإسلامية الصحيحة لدى الطفل
تكتسب عملية غرس العقيدة الصحيحة لدى الطفل أهمية خاصة في تربية وبناء شخصية الطفل المسلم لأنه الأساس في بناء المجتمع المسلم ،فإذا صلح الأساس صلح بناء الأمة الإسلامية ،وهو رجل المستقبل الذي تقوم على أكتافه نهضة وتقدم المجتمع الإسلامي 0
والطفل بصفة عامة يولد على الفطرة وهي الإسلام والتوحيد ،فإذا نشأ الطفل في بيت مسلم يقوم بتربية أطفاله على ما جاء في الكتاب العظيم والسنة النبوية المطهرة تحت إشراف ورعاية الوالدين المتقدمين بتعاليم الإسلام ، اللذين يتبعان ما أمر الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ويجتنبان ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم فالطفل إذا نشأ في مثل هذه البيئة المحافظة والمطبقة لتعاليم الدين الحنيف سوف ينشأ على الفطرة والإيمان الراسخ الصحيح بإذن الله 0
والطفل الذي ينشأ في بيت مسلم تحت إشراف ورعاية والدين مسلمين بالهوية غير متقيدين بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يتبعان ما أمر به الشيطان ويجتنبان ما أمر الله سبحانه وتعالى به ولاشك أنه يشب على الانحراف الأخلاقي والبعد عن تعاليم الدين الإسلامي
وأما الطفل الذي ينشأ في بئية الكفر وتحت رعاية والدين غير مؤمنين بما جاء به الإسلام ورسوله الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فإن هذا الطفل تكون تربيته غير سوية ومخالفة للفطرة التي يقوم عليها الدين الإسلامي،لأن الإسلام هو دين الفطرة،فهذا الطفل يكون أتعس وأشقى من سابقه في الدنيا والآخرة0
وفي ضوء ما سبق يمكن القول بأن الطفل كالعجينة يستطيع الوالدان تشكيله بالشكل الذي يرغبانه سواء كان صالحاً أو طالحاً 0
فقد ورد في الصحيحين أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسنون فيها من جدعاء ) ثم قراء أبى هريرة رضي الله عنه {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم }0
وفي هذا المعنى يقول أبو حامد الغزالي (( إن الصبي أمانه عند والديه قلبه الطاهر جوهره نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة وهو قابل لكل نقش إلى كل ما يقال فإن عود الخير وعمله نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة وشاركه في ثوابه كل معلم له ومؤدب، وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له )
إن العقيدة الصحيحة هي أصل الإسلام ،ومعلوم بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة أن الأعمال والأقوال إنما تصح وتقبل إذا صدرت عن عقيدة صحيحة ،فإن كانت العقيدة غير صحيحة بطل ما يتفرع عنها من أعمال وأقوال كما قال تعالى {ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين } 0
وقد دل كتاب الله المبين وسنة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم على أن العقيدة الصحيحة تتلخص في الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ، فهذه الأمور الستة هي أصول العقيدة التي نزل بها كتاب الله العزيز ، وبعث الله بها رسوله محمداً عليه الصلاة والسلام )