السائحون الناجون من الغرق فى البحر الأحمر: قضينا ٣٠ ساعة فى المياه والتيار جرفنا ٢ كيلو متراً
----------
كشف السائحون الروس الأربعة الذين تعرضوا للغرق فى رحلة غطس بالبحر الأحمر لمدة ٣٠ ساعة حتى تم العثور عليهم، أنهم ظلوا يصارعون الموت داخل المياه بمسافة ٤٠ ميلاً بحرياً للوصول لأقرب شاطئ، وأنهم قضوا ليلة كاملة داخل المياه يرتدون بدل الغطس.
وأكدوا أن شدة التيارات المائية ساعدتهم فى النجاة، وأنهم أمسكوا فى يد بعضهم البعض ليظلوا مجموعة واحدة حتى انفصل عنهم صديقهم «فيتالى إيفانوف» الذى عثر عليه على شاطئ مدينة القصير قبلهم بثلاث ساعات.
طالب السائحون الشركة السياحية المنظمة للرحلة بالحصول على الموافقات الخاصة لعودتهم إلى اللنش السياحى لاستكمال الرحلة مع باقى السائحين حتى الأسبوع المقبل، وقالوا إن الرحلة تتضمن أماكن جديدة للقيام بالغطس فيها، ولن يدعوا الفرصة تفوتهم.
«المصرى اليوم» التقت بالسائح «إيجور سيرجى»، الذى أكد أنه فور انتهاء الوقت المحدد للغطس والخروج لسطح المياه، فوجئ بالتيار يجرف زوجته بعيداً عن نقطة الالتقاء بالقرب من اللنش السياحى فأمسك بها حتى شاهده اثنان من السائحين فأمسكا بهما أيضاً وحاولوا الاقتراب من نقطة الالتقاء، إلا أن شدة التيارات جرفتهم بعيداً عن اللنش السياحى لمسافة ٢ كيلو متر ولم يتمكنوا من رؤية اللنش السياحى.
وحرص السائحون الأربعة على بقائهم كمجموعة على شكل دائرة ببدل الغطس.
وبعدها قرروا مواصلة السباحة مع التيار للوصول إلى الشاطئ أو العثور عليهم من أحد اللنشات بالمنطقة. وأضاف «إيفانوف» أن بداية ابتعادهم عن اللنش السياحى كانت فى الحادية عشرة صباحاً وأنهم قضوا الليل بالكامل داخل المياه ولم يشاهدوا أى أسماك قرش أو دلافين، بالرغم من شهرة المنطقة بهذه الكائنات البحرية.
وأوضح «إيفانوف» أنه فور ظهور أول ضوء لليوم الثانى لفقدهم ابتعد عنهم صديقهم «فيتالى»، وظلت باقى المجموعة متشابكة لمدة ١٠ ساعات فى اليوم الثانى. وفور العثور على السائح الأول على قيد الحياة أصبح الأمل قوياً فى العثور على الثلاثة الآخرين من الناجين، إلا أن عمليات البحث بالطائرة توقفت قبل العثور على باقى السائحين بثلاث ساعات، ووقتها بدأ الأمل فى العثور على السياح يتضاءل، إلا أن القدر ومهارة السائحين فى البقاء فى المياه مكّنهم من الوصول إلى الشاطئ والعثور عليهم أحياء.
ويقول «ممدوح سعيد»، محامى الشركة السياحية المنظمة للرحلة، إن الفرحة عمّت الجميع وأهالى السائحين والسفارة الروسية وتم الانتقال لمنطقة العثور على السائحين بالكيلو ٦٠ جنوب سفاجا، حيث تم نقلهم بسيارات الإسعاف إلى مستشفى القصير المركزى للاطمئنان عليهم، واستمعت النيابة لأقوالهم وملابسات اختفائهم لمدة ٣٠ ساعة فى مياه البحر وبعد الاطمئنان عليهم تم نقلهم إلى أحد فنادق الغردقة.
وأضاف «سعيد» أن السائحين فور وصولهم للفندق طلبوا تناول وجبة «الشربة» وقاموا بالاتصال بأسرهم. وأضاف «سعيد» أن تكلفة البحث عن السائحين بالطائرة واللنشات السياحية بلغت نحو ١٥ ألف يورو دفعتها الشركة السياحية.
وأوضح «سعيد» أن السائحين الأربعة تم استخراج التصاريح الأمنية الخاصة بعودتهم إلى اللنش السياحى لاستكمال رحلة الغطس وذلك بعد الاطمئنان على صحتهم.
وأشاد إيهاب طاهر، مدير غرفة سياحة الغوص بالبحر الأحمر، بالجهود التى قدمتها محافظة البحر الأحمر ومركز البحث والإنقاذ فى المشاركة فى البحث عن السائحين، وقال إنه سيتم تكريم الصياد الذى عثر على السائح الأول بشواطئ القصير.
وقال الصياد «رمضان على الكناس الصياد»، الذى عثر على السائح الأول، إنه فوجئ به ملقى على الشعاب المرجانية القريبة من منطقة الشيخ مالك جنوب القصير، واستطاع أن يتصل بالشرطة للإبلاغ عن عثوره على السائح وأنه وجده فى حالة صحية صعبة وطلب منه شرب مياه.
وقرر المهندس مجدى قبيصى، محافظ البحر الأحمر، تشديد إجراءات التفتيش على رحلات غوص السفارى، والتأكد من وجود مرشدى غطس مناسبين لعدد السائحين والالتزام بقواعد وشروط الغطس فى كل منطقة وإجراء متابعة دائمة لهذه الرحلات.