يكفي أن ينطق اسمه بين الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية ليخيم الرعب والفزع بينهم فهو القادر علي بث الرعب والرغبة في الإذعان والتراجع خطوات للوراء، كما تكفي خطبة من خطاباته الجادة والصارمة أن تجعل اليهود شاخصي الأبصار نحو السماء حذراً من احتمال تحليق أحد صواريخه فوقهم فيكون الموت المحقق.
إنه الشيخ حسن نصر الذي تخشاه إسرائيل وتقدر كلماته كما لم تقدر أحد من قبله.. خشية إسرائيل من نصر الله نابعة من إيمانها المطلق بنقاء الرجل وصعوبة شرائه أو تركيعه فهو واحد من شديدي البأس الذين لا تفسد ذمتهم الإغراءات ولا تسكن قلبهم التهديدات أو التلويح بالحرب في قلوبهم أي خوف، لذا فإن كل لقاء لحسن نصر الله مع أحد قادة حماس كفيل بإثارة الحذر والحيطة والخوف من جانب القيادات العسكرية والسياسية الإسرائيلية.
هذا ما حدث مؤخراً عندما التقي حسن نصر الله سراً رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في أحد مقرات حزب الله في إحدي الضواحي النائية لمدينة بيروت.
الخوف والاحترام معاً معنيان لا يختفيان من أذهان الإسرائيليين تجاه نصر الله الذي يتمتع بصفات قيادية وتأثير قوي علي صفوف وأوساط قواعد حزب الله التي لعبت دوراً مؤثراً لانتخابه أمين عام للحزب بعد اغتيال عباس الموسوي علي يد إسرائيل عام 1992 بعد انتخابه، استطاع حسن نصر الله تثبيت وحدة الحزب بالرغم من أنه كان أصغر أعضاء مجلس شوري الحزب سناً إلا أن بصماته بدأت تظهر واضحة علي نهج الحزب وسياساته، فهو الذي أطلق سلاح الكايتوشا في الصراع العسكري مع إسرائيل، وهو الذي وضع نظرية «قوازن الرعب» التي أعجزت إسرائيل ودفعتهم إلي الاعتراف بحق المقاومة في قصف جنود الاحتلال ومواقعهم.
ولد حسن نصر الله عبدالكريم نصر الله في بلدة البازورية في الجنوب اللبناني عام 1960 وسافر عندما بلغ السادسة عشر إلي مدينة النجف في العراق مركز المؤسسة الدينية الشيعية ليبدأ مرحلة الدراسة الدينية وتعرف علي عباس الموسوي زعيم حزب الله آنذاك الذي أصبح أستاذه وملهمه.
بين عامي 1982 و1989 كان حسن نصر الله رجل المهمات التنظمية فعكف علي بناء الكوادر وتعليمها وتحضيرها للمقاومة والجهاد ويقول مقربون منه إنه إذا كان دائم القول إن إسرائيل قوية في أذهاننا فقط وعندما نسقط هذا الوهم ونستخدم القوة الكامنة فينا سنجد أن هذا الكيان الذي اسمه إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت.