إن سبب شهرة السياسيين وغيرهم يرجع بشكل رئيسي للتلفزيون لأنه ينشر صورهم عبر شاشته الصغيرة إلى كل مكان في العالم. صحيح أنهم بالمقابل قدموا اشياء تجعله يسلط الضوء عليهم على الرغم من أنه قدم الشهرة لأناس لايستحقونها أبدا إلا أن الأشخاص الذين ظهروا قبل عصر التلفزيون وقاموا باشياء عظيمة غير معروفين الآن في نطاق واسع.
من خلال التلفزيون يستطيع السياسيون أن يمرروا أفكارهم ويوضحوا رؤيتهم للجمهور أي أنه يقدم لهم فرصة لكي يعززوا من قوتهم ونفوذهم. ومن المعروف أن الزعيم السياسي الذي يملك اكثر قدر من الميديا هو الزعيم الاكثر حظوظا بالفوز.
إن الزعماء السياسيين يستطيعون من خلال التلفزيون فقط أن يسيطروا على عقول الناس ويفرضوا عليهم أفكارهم ومشروعهم السياسي ويصوروه على أنه الأفضل وهذا ماكانت تفعله الدول الشمولية التي لاتسمح بأي خطاب آخر يبث في التلفزيونات غير الخطابات السياسية ولاتسمح بوجود أي تلفزيون غير تلفزيونها الخاص والدول التي تعاديها (لنتذكر الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا) تستخدم التلفزيون الذي يبث أفكاراً مختلفة وجديدة كأحد أهم الأسلحة الفعالة.
في الشرق الأوسط يمكن أن نكتشف قوة التلفزيون بفضح الانتهاكات الاسرائيلية في فلسطين ولنتخيل فقط لو لم يكن التلفزيون موجوداً أي أذى يمكن أن يتعرض له الشعب الفلسطيني.
ولكن ربما هذه المهمة الوحيدة في العالم العربي التي يستغل التلفزيون بشكل جيد. لنتذكر مثلا حرب العراق الأخيرة عندما استخدم الوزير العراقي محمد سعيد الصحاف التلفزيون للكذب على المشاهدين وقلب الحقيقة بشكل كامل وكلنا نتذكر الآن بشكل ساخر الجمل لتي قالها مثل " سنقطعهم مثل ماتقطع الأفعى".
الحرب العراقية الحالية ولأن التلفزيون لايقع تحت سيطرة الدولة فيمكن أن نرى بشكل واضح إلى اي مدى وصلت الأضرار والتلفزيون يعد من أكثر أعداء الرئيس الأمريكي جورج بوش ومن المؤكد أنه سيكون بخير بدونه.
وفي كثير من الدول العربية لم يخرج التلفزيون من سيطرة الدولة ولكنه لم يعد مثل السابق وهذا أمر جيد.