موقف محرج
وما أحرجه من موقف
موقف ما مر على إنسان إلا وجلس يفكر فيه
أنا أتكلم عن موقف حقيقي حصل معي في أحد الأيام التي ليست ببعيدة
إنسان كان يجلس أمامي يضحك و يطلق العنان للابتسامات الجميلة
كان قد نسى الأحزان وقررت أنني عندما أجد أنه كلما قرت التعاسة الاقتراب منه أن أبعدها عنه
بأية وسيلة
بأية طريقة
لا أريده أن يعاني من بعدما الدنيا أغلقت أبوابها بوجهه
شرح لي صدره
وصرت مخبأ أسراره وملجأه وقت حزنه
لكن هذه المرة لم أستطع فعل شيء
كان يجلس أمامي ويضحك دون أي حزن فجأة جاء ذاك الاتصال الغريب
الذي غير لون وجهه وقلب كيانه
لم أعلم ما الذي حصل في ثوان ولكن الذي أعلمه أن قلب الأحوال
غير مجرى الحياة
ولم تبق للابتسامة مكان
لم يشأ أن يحملني فوق طاقتي مع أني مستعدة لأن أتحمل من أجله أعباء الدنيا كلها
ولكن ذهب وترك عالمي ولجأ للوحدة التي اشترته بأبهظ الأثمان
كنت أنظر في عينه
كان يملك من الجبروت ما يجعله لا يظهر همومه أمام الجميع ولكن ليس أمامي
كان يريد البكاء ولم يستطع
رأيت ذاك في عينيه ولم أستطع فعل شيء
سوى أن أبكي بدلاً عنه وأمام الجميع دون توقف
نظر إلي وقال لي كلمات جارحة مع أنه لم يجرحني مرة في زماني
كان قصده أن يبعدني عن مشاكله ليس إلا
وذهب دون أن يقل لي إلى اللقاء
أنا لا أستطيع العيش بعيداً عنه
هو كان معي ليلي ونهاري
إنه ليس الحبيب
إنه حالة خاصة
ليس الوحيد ولكنه القريب إلي أكثر من أي أحد في أسرتي
إنه أخي
المقرب لي
يفهمني دون أن أتكلم
في أول حب لي كان هو أول من علم
لا ينام إلا عندما أغمض عيني
يضحك معي
لا يجعلني أحزن ويأخذ الأمور ببساطة
ولكن ما الذي حصل هذه المرة الأولى
ولا أحد يستطيع علاجي
إنه أخي