قصيدة في مدح الرسول بعيد المولد النبوي الشريف
كل عام و أنتم بخير
هذه قصيدة للشيخ شمس الدين محمّد بن جابر الأندلسي،
و هي في مدح النبي الكريم صلى الله عليه و سلّم
و هي بأسماء سور القرآن الكريم.
في كل فاتحة للقول معتبره حق الثناء على المبعوث بالبقره
في آل عمران قِدما شاع مبعثه رجالهم و النساء استوضحوا خبره
قد مدّ للناس من نعماه مائدة عمّت فليست على الأنعام مقتصره
أعراف نعماه ما حلّ الرجاء بها إلاّ و أنفال ذاك الجود مبتدره
به توسل إذ نادى بتوبته في البحر يونس و الظلماء معتكره
هود ويوسف كم خوف به أمنا و لن يروّع صوت الرعد من ذكره
مضمون دعوة إبراهيم كان و في بيت الإله و في الحجر التمس أثره
ذو أمّة كدوي النحل ذكرهم في كل قطر فسبحان الذي فطره
بكهف رحماه قد لاذ الورى و به بشرى ابن مريم في الإنجيل مشتهره
سماه طه و حض الأنبياء على حج المكان الذي من أجله عمره
قد أفلح الناس بالنور الذي شهدوا من نور فرقانه لمّا جلا غرره
أكابر الشعراء اللسن قد عجزوا كالنمل إذ سمعت آذانه سوره
و حسبه قصص للعنكبوت أتى إذ حاك نسجا بباب الغار قد ستره
في الروم قد شاع قدما أمره و به لقمان وفق للدرّ الذي نثره
كم سجدة في طلى الأحزاب قد سجدت سيوفهم فأراهم ربّهم عبره
سباهمُ فاطر السبع العلا كرما لما بياسين بين الرسل قد شهره
في الحرب قد صفّت الأملاك تنصره فصاد جمع الأعادي هازما زمره
لغافر الذنب في تفصيله سور قد فصلت لمعان غير منحصره
شوراه أن تهجر الدنيا فزخرفها مثل الدخان فيغشي عين من نظره
هذا كتاب له الأقوام جاثية تدعى إليه عن الأجداث منشطره
عزّت شريعته البيضاء حين أتى أحقاف بدر و جند الله قد حضره
فجاء بعد القتال الفتح متصلا و أصبحت حجرات الدين منتصره
بقاف و الذاريات الله أقسم في أنّ الذي قاله حق كما ذكره
في الطور أبصر موسي نجم سؤدده و الأفق قد شقّ إجلالا له قمره
أسرى فنال من الرحمن واقعة في القرب ثبّت فيه ربه بصره
أراه أشياء لا يقوى الحديد لها و في مجادله الكفار قد نصره
في الحشر يوم امتحان الخلق يقبل في صفّ من الرسل كلّ تابع أثره
كفّ يسبح لله الطعام بها فاقبل إذا جاءك الحق الذي نشره
قد أبصرت عنده الدنيا تغابنها نالت طلاقا و لم يعرف لها نظره
تحريمه الحب للدنيا و رغبته عن زهرة الملك حقا عند ما خبره
في نون قد حقّت الأمداح فيه بما أثنى به الله إذ أبدى لنا سيره
بجاهه سال نوح في سفينته حسن النجاة و موج البحر قد غمره
و قالت الجن جاء الحق فاتبعوا مزملا تابعا للحق لن يذره
مدّثرا شافعا يوم القيامة هل أتى نبي له هذا العلا ذخره
في المرسلات من الكتب انجلى نبأ عن بعثه سائر الأحبار قد سطره
ألطافه النازعات الضيم حسبك في يوم به عبس العاصي لمن ذعره
إذ كوّرت شمس ذاك اليوم و انفطرت سماؤه و دعت ويل به الفجره
و للسماء انشقاق و البروج خلت من طارق الشهب و الأفلاك منتثره
فسبح اسم الذي في الخلق شفّعه و هل أتاك حديث الحوض إذ نهره
كالفجر في البلد المحروس غرّته و الشمس من نوره الوضاح مختصره
و الليل مثل الضحى إذ لاح فيه ألم نشرح لك القول من أخباره العطره
و لو دعا التين و الزيتون لابتدروا إليه في الحين فاقرأ تستبن خبره
في ليلة القدر كم قد حاز من شرف في الفخر لم يكن الإنسان قد قدره
كم زلزلت بالجياد العادياتِ له أرض بقارعة التخويف منتشره
له تكاثرآيات قد اشتهرت في كل عصرفويل للذي كفره
ألم تر الشمس تصديقا له حبست على قريش و جاء الدوح إذ أمره
أريت أنّ إله العرش كرّمه بكوثر مرسل في حوضه نهره
و الكافرون إذا جاء الورى طردوا عن حوضه فلقد تبّت يد الكفره
إخلاص أمداحه شغلي فكم فلق للصبح أسمعت فيه الناس مفتخره
أزكى صلاتي على الهادي و عترته و صحبه و خصوصا منهم العشره
صدّيقهم، عمر الفاروق أحزمهم عثمان ثمّ عليّ مهلك الفجره
سعد سعيد زبير طلحة و أبو عبيدة و ابن عوف عاشر العشره
و حمزة ثمّ عباس و آلهما و جعفر و عقيل سادة خيره
و في خديجة و الزهرا و من ولدت أزكى مديحي سأهدي دائما درره
عن كلّ أزواجه أرضى و أوثر من أضحت براءتها في الذكر مستطره
أقسمت لازلت أهديهم شذا مِدَحٍ كالروض ينثر من أكمامه زهره.
اللهم صلِ على سيدنا محمد
و على آله و صحبه و سلم