تتسم العلاقات الهندية الباكستانية بالتأرجح المستمر في ظل استمرار الأزمة الكشميرية المزمنة,
وجاءت القدرات النووية المعلنة لدي الطرفين لتفاقم من خطورة تلك الأزمة علي المستويين الإقليمي والعالمي, وهو ما جعل مشاركة رئيسي وزراء الهند وباكستان في قمة الأمن النووي بالولايات المتحدة12-13 أبريل الحالي محط اهتمام كافة دول العالم.
كان رئيسا وزراء الهند وباكستان قد شاركا في اعمال قمة الأمن النووي بالولايات المتحدة. وقد التقي كل منهما بشكل منفرد مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي هامش اعمال القمة وأظهر كل منهما حرصا علي مناقشة المشكلات التي تحيط بالعلاقات بين الدولتين.فقد تطرق رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج الي ما تعتبره الهند تقاعسا من جانب باكستان فيما يتعلق بتعقب واعتقال ومحاكمة عدد من المشتبه في تورطهم بهجمات مومباي عام2008 والتي اودت بحياة174 شخصا, كما تم التطرق الي جماعة لاشكر طيبة(العسكر الطيبة)التي تثير انشطتها المسلحة انزعاج الهند.
اما رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني فقد انتهز فرصة لقائه بالرئيس أوباما للمطالبة بدور أمريكي في تحسين العلاقات الهندية الباكستانية وشرع في تفنيـد الاتهــامات الهنــدية لبــلاده بالتقاعس عن ملاحقة مرتكبي هجمات مومباي مطالبا الهند بالمزيد من الأدلة لإدانة جماعة لاشكر طيبة والذهاب بأعضائها الي القضاء ومؤكدا ان باكستان لاتريد جماعات مسلحة فوق اراضيها وهو ما دفعها الي حظر عمل الجماعة وتجميد ارصدتها في البنوك.
ولكن بعيدا عن توتر العلاقات الرسمية الهندية الباكستانية انتقلت الأنظار عبر وسائل الإعلام وعلي شبكة الإنترنت لتتابع قصة تضاهي في غرابتها ورومانسيتها أقوي الأفلام العالمية.. فقد شهد ذات اليوم الذي افتتحت فيه اعمال قمة الأمن النووي بالولايات المتحدة حدثا له دلالاته حينما تم اعلان زواج سانيا ميرزا ـ23 عاما ـ بطلة التنس الهندية وأحد رموزها الرياضية من شهيب مالك-28 عام- بطل الكريكت الباكستاني وكابتن منتخبها الوطني سابقا! فقد التقي العروسان لأول مرة اثناء مشاركة العروس في دورة للتنس بدبي وكان كل منهما قد خرج من محاولات ارتباط فاشلة.فالعروس كانت قد تخلت عن علاقة عاطفية جمعتها بصديق طفولتها, اما العريس القادم من لاهور بباكستان فكان يقضي فترة نقاهة بعد تطليقه لزوجته ـ وقيل انه اتخذ القرار لبدانتها.وقد تم حفل الزواج بأحد فنادق حيدر آباد بالهند في سرعة شديدة وقبل موعده.
وكدليل علي ان التوتر بين الدولتين له طابع سياسي استراتيجي ولايرتبط بالشأن الديني نقلت وسائل الإعلام الاحتجاجات علي الزواج من قبل رجال دين متشددين علي الرغم من انتماء العروسين للدين الإسلامي, ولكن لأن رجل الشارع لم يتجاوز الحاجز النفسي بشكل كامل فانه ينظر الي الحدث من منظور انتماء البطلين لوحدتين سياسيتين هما الهند وباكستان.وقد اثار الزواج غضب البعض الي الدرجة التي جعلت بعض الخبراء السياسيين يفسرون الأمر بأنه مؤامرة سياسية كبري!
..وفي النهاية قرر الزوجان الانتقال الي دبي للإقامة بها بعيدا عن الصراعات السياسية والدعائية التي طاردتهما قبل بداية حياتهما الأسرية. والسؤال الذي طارد العروسين هو:هل سيتمكنروميو باكستان وجوليت الهند من اصلاح ما افسدته الجغرافيا السياسة والإستراتيجية أم ان الأخيرة ستفسد حياتهما وتقضي عليهما ليتحولا الي تجسيد معاصر لتراجيديا روميو وجوليت؟!
Tarekelshiekh@ahram.org.eg