هذه هي اسباب تدهور العراق ...؟

لعل الكثير من الشعوب مرت بازمات وحروب ونزاعات والشعب العراقي هو احد تلك الشعوب الان ان الذي يميز العراق هو ان هذا البلد مر بالكثير الكثير من الازمات والنزاعات لم تمر على شعب من قبل منذ وجوده .
وربما كانت ازمات الدول هي بسبب نزاع داخلي على السلطة او عدو خارجي او ازمة اقتصادية اما ان تجتمع كل هذه الامور على بلد وفي وقت متتابع فهذا خارج المألوف والغريب في الامر ان اكثر المشاكل والازمات التي تمر بالعراق هي على يد ابناءه وهذا من شأنه ان يعقد الحلول .
ومن المنطقي في مثل هذه الحالات ان يحتكم الناس الى عقلاء القوم لكي يرتبوا اوضاعهم ويضعوا حلول لمشاكلهم لكن الذي يحصل في العراق هو ان الذين تسلطوا على الناس واقنعوهم بان يكونوا ممثلين عنهم كحكومة هم المشكلة الان ففي اي دولة من العالم يوجد في بلد واحد اكثر من 500 حزب وتكتل ؟ والكل يتنازع مع الاخر ليس من اجل البلد طبعاً وانما من اجل مصالحهم الخاصة الحزبية والفئوية وقد وصل الامر الى التصفيات الجسدية والاغتيالات وياليت ذلك بينهم فقط بل انهم ينزلون خلافاتهم الى الشارع ويكون المواطن هو الضحية ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو من السبب وراء كل هذه النزاعات والاختلافات والتحزبات ولماذا وصل هذا البلد الى هذه المرحلة ؟



قد يقول قائل بان السبب هو الغزو الخارجي المتتالي والحروب المستمرة مع الدول الاخرى !
ولكن هذا السبب ليس كافياً لكي نصل الى هذه المرحلة فكثير من الدول مرت بحروب ونزاعات مع دول اخرى وخرجت بعد ذلك واعادت بناء الدولة اما في العراق فالوضع مختلف والسبب هو الناس انفسهم ،
فهم متقلبوا المزاج والطبع وقليلوا الارادة الى تغيير واقعهم والسبب الرئيسي المهم هو الجهل .
فبسبب جهل الناس تسلط الكثير ممن ليسوا اهلاً لذلك على هذا البلد قديماً وحديثاً وهذا الامر تكرر كثير والمتتبع للتاريخ يعرف ذلك . كله بسبب المجتمع الجاهل الذي يسعى فقط وراء ملذاته وحاجاته اليومية البسيطة دون ان يفكر بالمستقبل او بمصير بلده بعد ان تمكن المتسلطون من سلب ارادة هذا الشعب في التغيير وسلبوه حب الوطن الذي هو من الايمان وجعلوه يفكر فقط في اشياء تافهة وهي من ابسط الحاجات الممكنة والمحزن ان الشعب نفسه قد مكن هؤلاء من الوصول الى تلك المرحلة بسبب جهله وضعف ارادته التي كانت في يوم من الايام اصلب من الحديد ولم يكن يتجرأ احد لا من الخارج ولا من الداخل من التغلب على تلك الارادة ولكن هذه الارادة قد كسرت للاسف وبمحظ ارادة الناس انفسهم والنتيجة هي هلاك مثل هكذا مجتمع وتفككه وهذا ما يحصل فعلاً للاسف .
وقد يقول قائل ماذا يفعل الناس لكي يحّسنوا اوضاعهم ؟
والجواب واضح وهو ان يقووا ارادتهم وان يبدوا حرصاً اكثر على بلدهم وان يتركوا قادعة (اني شعليه) والتي اوصلتنا الى هذا المستوى فأذا قويت ارادتهم فسوف يتمكنون من تمييز الصالح من الطالح من المتسلطين والحكام والقادة وان يقولوا للعميل انت عميل وللوطني انت وطني وللشريف انت شريف وللضعيف انت ضعيف حينذاك يمكنهم ان يغيروا واقع حالهم الماساوي بأرادتهم بعد ان ميزوا وامتلكوا الارادة لتغيير واقعهم والا فان الدلائل تشير الى ان استمرار الوضع على ما هو عليه الان يعني نهاية هذا البلد وانهياره الكامل على يد شلة من الخونة والعملاء والانتهازيين وغيرهم ممن تمكنوا في غفلة من الزمن من الوصول الى التحكم بمصير هذا البلد وساعدهم على ذلك امر في غاية الخطورة ناهيك عن الاسباب السابقة الذكر وهذا السبب هو وجود غطاء ديني يمكنهم من البقاء والاستمرار تحت هذه الحجة وهذا الغطاء الديني للاسف استغلوه غاية الاستغلال لان المجتمع يتأثر برجل الدين خاصة اذا كان بمستوى مرجع وهذا الامر اذا لم يتبه له الناس فستستمر مأساتهم لانهم ساكتون عن كل شيء يحصل الامر الذي يشجع المتسلطين على الاستمرار بهذا النهج بعد اخذ المباركة من المرجعية الدينية الامر الذي يؤدي الى اعتقاد الناس بأن هذا الامر او القرار هو جائز وحلال مادام المرجع الديني الاعلى قد اقر بهذا الفعل والنتيجة بقاء واستمرار الوضع على ماهو عليه والشعب هو من يتحمل النتائج