اتفقت الصحف البريطانية الصادرة أمس علي فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من حربها علي غزة، وأنه حتي لو تمكنت إسرائيل من تحقيق بعض الانتصارات علي المستويين العسكري أو الدبلوماسي فإن النصر لم يكن حليفها في تحقيق الأهداف التي بدأت حربها من أجل تحقيقها من تدمير حماس وتقوية موقفها علي المستوي الدولي.
حيث أكدت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن إسرائيل قد بدأت تدفع ثمن هجومها علي غزة من خلال تنامي شعور العداء لها في قلوب سكان الضفة الغربية، وكذلك تنامي الشك في صدور فلسطينيي الضفة حول جدوي طريق المفاوضات الذي يسلكه الرئيس محمود عباس.
كما أشارت الصحيفة في التقرير الذي نشرته علي موقعها الإلكتروني أمس تحت عنوان: «الضفة الغربية: كلنا حماس الآن» إلي أن الفلسطينيين بعد الهجمات الأخيرة أصبحوا علي يقين من أن الدبلوماسية التي ينتهجها عباس منذ سنوات لم تحقق لهم إنجازات ملموسة فيما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي وتحسين ظروف حياتهم اليومية، فالاحباط الذي أدي الي فوز حماس عام 2006 يقترن الآن بالغضب بسبب ما يجري الآن لإخوانهم في غزة.
وأوضح التقرير أنه بالرغم من أن بعض كبار الشخصيات في فتح، مثل توفيق الطيراوي وهو أحد مستشاري عباس ومسئول أمني سابق، يقول إن حماس أساءت التقدير وجلبت الكوارث علي الشعب الفلسطيني، إلا أن معظم الفلسطينيين في الضفة الغربية لا يلقون باللوم علي حماس فيما يعترض فلسطينيو غزة.
فيما اعتبرت صحيفة «الجارديان» أن إعلان معسكر الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما عن نيته في إجراء مفاوضات دبلوماسية مع حماس يوضح بما لايدع مجالا للشك أن الحرب الأخيرة قد صبت في صالح حماس بينما أضعفت الموقف الإسرائيلي الذي ساعد باعتداءاته الوحشية علي الأبرياء في قطاع غزة بإضفاء نوع من الشرعية علي حماس.
حيث أكدت الصحيفة عزم الرئيس المنتخب علي الانتقال إلي اتصالات مكشوفة مع حماس، مما يمثل تغييرًا جذريًا في الموقف الذي كانت تنتهجه إدارة بوش من الحركة، وإن كان مستشاروه يحثونه علي البدء باتصالات علي مستوي منخفض، بينما يسود شعور متنام في واشنطن بأن سياسة نبذ الحركة غير مجدية.
وترجح الصحيفة أن تجري الاتصالات الأولية من خلال أجهزة الاستخبارات، كما كانت الاتصالات بين الولايات المتحدة ومنظمة التحرير الفلسطينية في بدايتها، أو أن يلجأ إلي الاستعانة بالمبعوثين السريين وإجراء مباحثات بمشاركة أطراف أخري ومن خلال الأوروبيين مثلاً.
وأبرزت الصحيفة أنه مع أن أوباما اعتمد خطا مؤيدا لإسرائيل خلال حملته الانتخابية إلا أن الاعتقاد السائد هو أنه سينتهج سياسة شرق أوسطية أكثر توازنا.
ومن جانبها، رأت صحيفة «التليجراف» في المقال الذي نشرته أمس بعنوان «قذيفة علي الهدف الخطأ أفقدت إسرائيل الدعم» أن الرأي العام العالمي كان يبدي تفهما «لحق إشرائيل في الدفاع عن نفسها»، ولكن ذلك انعكس حين تعرضت مدرسة الأمم المتحدة للقذائف الإسرائيلية، فضلاً عن سقوط هذا العدد الهائل من الضحايا من المدنيين ومعظمهم من الأطفال الذين تصدرت صورهم المرعبة وسائل الإعلام العالمية.
المصدر
الـ«الإندبندنت»: الفلسطينيون بعد الهجمات علي غزة أصبحوا علي يقين من عجز دبلوماسية عباس عن تحقيق أي إنجازات وأعلنوا: كلنا حماس
الـ«تليجراف»: الرأي العام العالمي كان يتفهم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس لكنها خسرته بعد استهدافها المدارس التابعة للأمم المتحدة
yaser111