بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحَمْدُ للهِ وَالحَمْدُ حَقُّهُ كَمَا يَسْتَحِقُّهُ حَمْدَاً كَثِيراً [1]. وَأعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ نَفْسِي [2]، إنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلاّ مَا رَحِمَ رَبِّي. وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ الَّذِي يَزِيدُنِي ذَنْبَاً إلى ذَنْبِي [3]. وأحْتَرِزُ بِهِ مِنْ كُلِّ جَبَّارٍ فَاجِرٍ، وَسُلْطَانٍ جَائِرٍ، وَعَدُوٍّ قَاهِرٍ [4].
اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ جُنْدِكَ، فَإنَّ جُنْدَكَ هُمُ الغَالِبُون [5]. وَاجْعَلْنِي مِنْ حِزْبِكَ، فَإنَّ حِزْبَكَ هُمُ المُفْلِحُونَ [1]. وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْلِيَائِكَ، فَإنَّ أوْلِيَاءَكَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [6].
اللهُمَّ أصْلِحْ لِي دِيني، فإنَّه عِصْمَةُ أمْرِي [7]، وأصْلِح لِي آخِرَتي، فإنَّهَا دَارُ مَقَرِّي [8]، وإلَيْهَا مِنْ مُجَاوَرَةِ اللِئامِ مَفَرِّي [9]. وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ [10]، وَالوَفاةَ رَاحَةً لِي مِن كُلّ شرّ [11].
وَهَبْ لِي فِي الثُّلاثَاءِ ثَلاثَاً: لا تَدَع لِي ذَنْبَاً إلاّ غَفَرْتَه [12]، ولا غَمَّاً إلاّ أذْهَبْتَهُ [13]، وَلا عَدُوَّاً إلاّ دَفَعْتَهُ [14]. بِبِسْمِ اللهِ خَيْرِ الأسْمَاءِ، بِسْمِ اللهِ ربِّ الأرْضِ وَالسَّمَاءِ، أسْتَدْفِعُ كُلَّ مَكْرُوهٍ أَوَّلُهُ سَخَطُهُ، وَأسْتَجْلِبُ كُلَّ مَحْبُوبٍ أَوَّلُهُ رِضَاهُ [15]، فاخْتِمْ لِي مِنْكَ بِالغُفْرَانِ [16]، يَا وَلِيَّ الإحْسَانِ.
بين يدي الدعاء
يبدأ الدعاء بحمد الله، مستشعراً مواقع الحمد المطلقة التي تستحقّها ذاته سبحانه. ثمّ ينفتح على ضعف النفس الإنسانيّة، ليعوذ بالله تعالى من شرّها؛ لأنّها الأمّارة بالسوء، وليستعيذ بالله من الشيطان الذي يحاول جاهداً أن يكيد للإنسان، ليوقعه في معاطب الذنوب.
ثمّ يتحرّك الدعاء، لطلب الحرز من الله، من الجبّار الذي يتجبّر بفجوره على الناس، ومن السلطان الذي يظلم الناس، ويبغي في الأرض بغير الحقّ، ومن العدوّ الذي يقهر الضعفاء بقوّته من موقع حقده الشرّير.
ثمّ التطلّع إلى الله، ليمنّ عليه بتوفيقه في موقع الوعي للحقّ، والحركة للتقوى، والصلابة في الموقف، ولأن يُصلح له الدين من كلّ عيب وخطأ وانحراف، ولأن تكون حياته منفتحة على زيادة الخير، وأن تكون الوفاة نهاية كلّ شرّ، حتى يقدم الإنسان على الله في سلامة من دينه، وفي خلاصٍ من شرّه.
وفي الثلاثة ـ من وحي اليوم ـ: غفران كلّ ذنب، وإذهاب كلّ غمّ، ودفع كلّ عدوّ.
ويختتم الدعاء كلّ تلك الرحلة الروحيّة مع الله، ليستدفع باسمه كلّ مكروه أوّله سخطه عزّ وجلّ، وليستجلب كلّ محبوبٍ، أوّله رضاه.