بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
بِسْمِ اللهِ [1] كَلِمَةِ المُعْتَصِمِينَ [2]، وَمَقَالَةِ المُتَحَرِّزِينَ [3]، وَأعُوذُ بِاللهِ تَعَالَى مِنْ جَوْرِ الجَائِرِينَ [4]، وَكَيْدِ الحَاسِدِينَ [5]، وَبَغْيِ الظَّالِمِينَ [6]، وَأحْمُدُهُ فَوْقَ حَمْدٍ الحَامِدِينَ [7].
اللهُمَّ أنْتَ الوَاحِدُ بِلا شَرِيكٍ [8]، وَالمَلِكُ بلا تَمْلِيكٍ [9]، لا تُضَادُّ حُكْمِكَ [10]، وَلا تُنَازَعُ فِي مُلْكِكَ [11]، أسْألُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ [12]، وَأنْ تُوزِعَنِي مِنْ شُكْرِ نُعْمَاكَ مَا تَبْلُغُ بِي غَايَةَ رِضَاكَ [13]، وَأنْ تُعيِنَنِي عَلَى طَاعَتِكَ [14]، وَلُزُومِ عِبَادَتِكَ [15]، وَاسْتِحْقَاقِ مَثُوبَتِكَ بِلُطْفِ عِنَايَتِكَ [16]، وَتَرْحَمَنِي بِصَدِّي عَنْ مَعَاصِيكَ مَا أحْيَيْتَنِي [17]، وَتُوَفِّقَنِي لِمَا يَنْفَعُنِي مَا أبْقَيْتَنِي [18]، وَأنْ تَشْرَحَ بِكِتَابِكَ صَدْرِي [19]، وَتَحُطَّ بِتِلاوَتِهِ وِزْرِي [20]، وَتَمْنَحَنِي السَّلامَةَ فِي دِينِي وَنَفْسِي [21]، وَلا تُوحِشَ بِي أَهْلَ أُنْسي [22]، وَتُتِمَّ إحْسَانَكَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي كَمَا أحْسَنْتَ فِيمَا مَضَى مِنْهُ [23] يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ [24].
بين يدي الدعاء
ينطلق دعاء يوم السبت في عناوين عديدة، تمثّل الكثير من القضايا المتّصلة بالعقيدة من جهة، وبحركيّة تلك العقيدة في حياة الإنسان من جهة أخرى؛ بدءاً من الإحساس بأنّ الله هو عصمة المؤمن من كلّ سوءٍ، وهو المُستعاذ به ممّا قد يلحق بالإنسان من الجور الذي يتحرّك به الجائرون، والكيد الذي ينطلق به الحاسدون، والبغي الذي يندفع به الظالمون.. وكلّ ذلك على قاعدة التوحيد، ورفض الشرك، والإقرار بأنّ الله سبحانه هو الملك والمالك لكلّ شيء بذاته؛ لأنّه وحده خالق كلّ شيء، لا ينازعه فيه أحد، وهو الحاكم الذي ينفذ في الكون حكمه، لا يضادّه فيه أحد.
ثمّ يتحرّك الدعاء في الصلاة على النبيّ محمّد، على هدي قوله تعالى: (إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً) (1)، ليستغرق الإنسان بشكر الله في درجاته العليا، وليطلب من الله العون على الثبات على الطاعة، ولزوم العبادة، وأن يكتنفه برحمته الواسعة التي تصدّه عن معاصيه مدى عمره، وأن يوفّقه لما ينفع الإنسان كلّه في امتداد حياته، على قاعدة القرآن الذي يطلب من الله أن يوفّقه لتلاوته الواعية التي ترتفع به إلى الخير الذي تسقط معه أوزاره، ويسلم فيه دينه، وذاته، وأن يُؤنس به أهله وأخوانه، فلا يوحشهم بوفاته. ثمّ يتضرّع إلى الله ليمتدّ إحسانُه له في بقيّة عمره، كما انفتح على إحسانه في بداياته.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة الأحزاب، الآية 56.